حامد بن الخضر أبو محمود الخجندی. عالم ریاضی وفلکی اشتهر فی القرن الرابع الهجری / العاشر المیلادی. ولد فی مدینة الری (جنوب شرقی طهران) حیث تلقى فیها معارفه الأولى وبها تتلمذ على کبار أساتذة عصره.
اهتم الخجندی بالعلوم الریاضیة والفلکیة ولمع اسمه فی سن مبکرة فقد کان له السبق إلى اکتشاف حالة خاصة للنظریة القائلة "إن مجموع عددین مکعبین یکون عددا غیر مکعب".
وفی مرصد الری عمل الخجندی تحت رعایة فخر الدولة البویهی الذی
ه مالیا. ولقد تمکن الخجندی من صنع بعض الآلات مثل آلة السدس التی أطلق علیها السدس الفخری وهی آلة لقیاس زوایا ارتفاع الأجرام السماویة. وترتکز السدسیة على مبدأ الغرفة السوداء وهی غرفة مظلمة ذات فتحة صغیرة فی السقف.وکان المبنى موجها من الشمال إلى الجنوب بمحاذاة خط الزوال. وکان مؤلفا من حائطین متوازیین، تفصل بینهما مسافة (3.5) مترا، ویبلغ طول کل منها (10 أمتار) مع علو یناهز (20 مترا). ولا یدخل فیه النور إلا من ثقب فی الطرف الجنوبی من سقفه. وقد حُفرت أرضه جزئیا بین الحائطین بحیث یمکن رسم سدسیة مرکزها فی فتحة السقف وشعاعها یبلغ (20) مترا. وقد غطی داخل قوس السدسیة، حیث تتکون صورة الشمس عندما توجد على خط الطول، بصفائح من النحاس ، وکانت التداریج المرسومة على القوس تسمح بقیاس ارتفاع الشمس على الأفق أو مسافتها إلى سمت الرأس. وقد بلغ طول کل درجة (35) سم تقریبا، وهی مقسومة إلى (360) قسما یمثل کل قسم (10) ثوان. وتشکل صورة الشمس عند مرورها بخط الزوال دائرة یبلغ قطرها (18) سم. وبعد تحدید مرکز هذه الدائرة تتم قراءة دقیقة لقیمة زاویة على الغلاف النحاسی. وقد قاس الخجندی عام 383هـ / 994م میل فلک البروج فوجده مساویا لـ (23) درجة و(32) دقیقة و(19) ثانیة، وقاس خط عرض مدینة الری فوجده مساویا لـ (35) درجة و (34) دقیقة و(39) ثانیة.
کما ابتکر الخجندی آلة رصد أخرى سماها الآلة الشاملة وهی محاولة منه لاختصار القیام بأعمال الرصد الطویلة الشاقة، وقد سجل محاولته تلک فی رسالة أظهر فیها خصائص الآلة المبتکرة وکیفیة استعمالها.
