إسماعیل باشا بن سلیمان من أکبر علماء الفلک الذین ظهروا فی القرن الثالث عشر الهجری - التاسع عشر المیلادی. ولد بمصر ولم تحدد له الموسوعات أو کتب تاریخ العلوم تاریخ میلاد، ولکنها ذکرت أنه توفی عام 1325هـ -1900م.
أرسل فی بعثة إلى باریس، و درس فیها علم الفلک. ثم عاد إلى مصر، فأنشأ بها دار الرصدخانة بحی العباسیة، ثم عین ناظرا لمدرستی المهندسخانة والمساحة، وکان إسماعیل بن سلیمان إلى جانب تخصصه فی علم الفلک خبیرا بإصلاح آلات الرصد الفلکیة أی أنه کان عالما مهتما بالجانبین النظری والعملی.
وکان بدار الرصدخانة یأخذ الأرصاد الجویة والفلکیة ویقیس درجات الحرارة خمس مرات فی کل مواقیت الصلاة. أنشأ إسماعیل بن سلیمان محطة کوم الناضورة بالإسکندریة لأخذ الأرصاد الجویة عام 1286هـ -1869م، وجاءت أرصاد هذه المحطة ذات قیمة علمیة فریدة ومنضبطة فی الدراسات الإحصائیة لعناصر الجو، وخاصة فی تحدید مقادیر المطر.
مهد إسماعیل بن سلیمان لإنشاء أول إدارة مصریة للأرصاد الجویة، وقد تابعت هذه الإدارة الإشراف على عملیات الرصد الجوی فی کل من مصر والسودان. ووضع مع صدیقه محمود الفلکی أول مدفع لإعلان الساعة الثانیة عشر ظهرا بقلعة صلاح الدین بالقاهرة ، ولا یزال هذا المدفع قائما إلى الآن.
ویعتبر إسماعیل بن سلیمان من أکبر علماء الفلک العرب وأولهم فی العصر الحدیث، ومن أهم إنجازاته أنه شرح بعض الآلات الفلکیة التی کان یعتمد علیها فی أرصاده الفلکیة، ومنها العدسات والمناظیر الفلکیة وعیوبها والمیکروسکوبات البسیطة والمرکبة. وقد عرف نورانیة النظارة بأنها النسبة بین کمیة الضوء التی تنتشر فوق السطح الظاهری للشیء المرئی، وکمیة الضوء الموجودة فوق السطح المساوى له من الصورة. وقد أعطى طریقة عملیة فلکیة لکیفیة الوصول إلى نورانیة النظارة. واستخدم جهازا من أهم الأجهزة التی تستخدم فی المراصد هو جهاز آلات قیاس الزمن وشرح عمله فی مؤلفاته. وأعطى الکثیر من التعریفات الفلکیة الدقیقة لمصطلحات علم الفلک، ودرس دورة الأرض وخطوط الطول والعرض.
وقد شرح إسماعیل بن سلیمان عمل المزاول الشمسیة وغیر الشمسیة، وأجهزة استخدام الماء والرمل، وهی الأجهزة التی استخدمها العرب فی عصور نهضتهم الکبرى. وع رف سر الساعات الفلکیة، والساعات ذات التروس، والساعات ذات البندول وطرق صناعة کافة الساعات الفلکیة. وأدخل إلى العالم العربی مقاییس البخر والمطر عام 1304هـ - 1886م واستخدم الترمومترات الجافة والمبللة والبارومترات لیقیس بها عناصر الجو بدقة لأول مرة فی مصر والعالم العربی.
وله مؤلفات هامة فی علم الفلک وهی من الکتب القیمة التی یعتد بها فی تاریخ العلم وهی:
* الدرر التوفیقیة فی تقریب الفلک والجیودیسیة
* بهجة الطالب فی علم الکواکب
* الآیات الباهرة فی النجوم الظاهرة
