
أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفی، أحد أشهر فلکی القرن الثالث الهجری / التاسع المیلادی. ولد بالری بالقرب من طهران عاصمة إیران حالیا.
هاجر الصوفی إلى بغداد ونال تقدیر ولاة الأمر فیها، فکان صدیقا للملک عضد الدولة أحد ملوک بنی بویه، ولقی عنده التقدیر الحار. وکان عضد الدولة یفخر بمعلمیه مثل أستاذه فی النحو أبی علی الفارسی وأستاذه فی حل الزیج الشریف ابن الأعلم، وأستاذه فی صور الکواکب وأماکنها وسیرها عبد الرحمن الصوفی. وکان الصوفی یمتاز بالنبل والذکاء ودقة رصده للنجوم، وقد نال بذلک شهرة کبیرة، باعتباره واحدا من أعظم علماء الفلک فی الإسلام.
وتعود شهرة الصوفی الحقیقیة إلى تصحیحه لأرصاد بطلیموس فقد أعاد الصوفی رصد النجوم جمیعا نجما نجما، وعین أماکنها وأقدارها بدقة فائقة، وقام بإصلاحها بالنسبة إلى مبادرة الاعتدالین. وذکر أن بطلیموس وأسلافه راقبوا حرکة دائرة البروج فوجدوها درجة کل (100) سنة. أما هو فوجدها درجة کل (66) سنة.
وهی الآن درجة کل (71) سنة ونصف سنة. وعلل استخدام منجمی العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمری، وقال إن کثیرین یحسبون عدد النجوم الثابتة (1025) نجما. والحقیقة أن عدد النجوم الظاهرة أکثر من ذلک، والنجوم الخفیة أکثر من أن تحصى، وعد (1022) نجما، منها (360) نجما فی الصور الشمالیة، و(346) نجما فی دائرة البروج، و(316) فی الصور الجنوبیة.
ومما امتازت به أرصاد الصوفی أنه لم یذکر لون نجم الشعرى العبوری مع أن بطلیموس وإبرخس قالا إن لونها ضارب إلى الحمرة، فکأن احمرارها کان قد زال فی أیامه، وصار لونها کما هو الآن.
کان اهتمام الصوفی بعلم الفلک یعود إلى إلمامه العمیق بالدین الحنیف لما فی النجوم ومداراتها، والشمس وعظمتها، والقمر وسیره، لبراهین ساطعة على عظمة الله عز وجل. ولقد لعبت النجوم دورا کبیرا فی حیاة العرب منذ أن کانوا رحلا فی الصحراء یعتبرون السماء خیمتهم البراقة، ویکثرون التأمل فیها، لتألقها وجمالها. وقد دفع هذا الصوفی إلى صنع کرة سماو یة أوضح فیها أسماء النجوم، واستدرک على العلماء السابقین عددا منها، وضبط کثیرا من مقادیرها ثم جمع أسماءها العربیة المعروفة عند البدو. واستعمل فیها الرسوم الملونة کوسیلة للإیضاح.
وقد أودع الصوفی العدید من الصور الملونة للنجوم وشرح أشکالها وبین خصائصها فی کتابه الشهیر صور الکواکب الثمانیة والأربعین .
أما مؤلفات الصوفی الأخرى فهی:
v کتاب الأرجوزة فی الکواکب الثابتة
v کتاب التذکرة
v کتاب مطارح الشعاعات
v کتاب العمل بالأسطرلاب .