هو أبو فراس ، وقيل أبو الأخطل همّام ، وقيل هميم بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن عوف ابن حنظلة التميمي ، الدارمي ، البصري ، المعروف بالفرزدق لغلظ وجهه وشبهه بالرغيف ، واُمُّه لينة بنت قرظة .
من كبار شعراء العرب ، ومن فحول شعراء العصر الأموي ، وكان جزل الألفاظ ، متين التراكيب ، مقتدراً في شعره ، متبحراً في كل أبواب الشعر ، وفي شعره كثير من أساليب العرب وألفاظهم ، حتى قال فيه علماء اللغة : لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب ونصف أخبار الناس .
ولد في البصرة ، وقيل في اليمامة ، وقيل في كاظمة في خلافة عمر بن الخطاب حدود سنة 20 هـ ، ونشأ في البادية مع أبيه .
ظهرت فيه ملكة الشعر وهو غلام ، وجاء به أبوه الى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد حرب الجمل وأخبره بأنّه شاعر ، فقال له الإمام (عليه السلام) : علِّمه القرآن ، فلم ينظم شعراً حتى حفظ القرآن .
دخل البلاط الأموي ومدح بعض ملوكهم كالوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك ، وهجا عدداً آخر منهم ، ومدح بعض عمّالهم خوفاً منهم كآل المهلب والحجّاج .
نشأ الفرزدق على حب أهل البيت (عليهم السلام) وعلى الاعتقاد بأحقّيتهم في الخلافة ، وعاصر الإمام السجاد (عليه السلام) ، وكان من أصحابه .
كان يسكن دمشق تارة والمدينة المنورة تارة اخرى ، وفي أواخر أيامه عاش في البصرة .
كانت له مهاجاة مع بعض معاصريه كالطرماح والأشهب بن رميلة ، واكثر مهاجاته كانت مع جرير الشاعر المعروف ، له (ديوان شعر) .
كان من أصحاب الملحمات ، ومطلع ملحمته :
عزفت بأعشاش وماكدتَ تعزفُ***وأنكرت من حدراء ما كنت تعرفُ
ومن شعره بعد قتل الامام الحسين (عليه السلام) وهو يخاطب أُمّة العرب :
فان أنتم لم تثأروا لابن خيركم***فألقوا السلاح واغزلوا بالمغازل
حج هشام بن عبد الملك أيام حكومة الوليد بن عبد الملك ومعه رؤساء الشام ، ولإزدحام الناس لم يقدر على استلام الحجر ، فنصبوا له منبراً وجلس عليه ينظر الى الحجّاج ، فأقبل الإمام زين العابدين (عليه السلام) فأخذ يطوف بالبيت ، فلما بلغ الحجر الأسود انفرج له الناس وأخلوا له الحجر ليستلمه هيبة واجلالاً له ، فقال رجل لهشام : من هذا؟ قال هشام : لا أعرفه ، وكان عارفاً به حق المعرفة ، ولكن لبغضه لآل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخوفه من أن يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه ويميلوا اليه، وهنا شق ذلك على الفرزدق الموالي لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) ، وكان حاضراً الى جانب هشام ، فقال : أنا اُعرفه ، فأنشد قصيدته المعروفة والتي خلدته عبر العصور ، وتربو على 28 بيتاً ، ومطلعها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته***والبيت يعرفه والحل والحرمُ
هذاابن فاطمة ان كنت جاهله***بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره***العرب تعرف من انكرت والعجم
ما قال : لا قط الا في تشهده***لولا التشهد كانت لاءَهُ نعم
يغضي حياء ويغضى من مهابته***فما يكلّم إلا حين يبتسم
يكاد يمسكه عرفان راحته***ركنُ الحطيم اذا ما جاء يستلم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرّته***كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشر حبهم دين وبغضهم***كفر وقربهم منجى ومعتصم
ولما أتم قصيدته غضب هشام ، وأمر بحبسه بعسفان بين مكة والمدينة المنورة .
توفي سنة 110 هـ ، وقيل سنة 114 هـ ، وقيل سنة 111 هـ ، وقيل سنة 112 هـ .
المراجع :
أعيان الشيعة ج10 ص267 - ص271 . الذريعة ج9 قسم3 ص823 وص824 . الدرجات الرفيعة ص541 - ص556 . معالم العلماء ص151 . الكنى والألقاب ج3 ص17 - ص22 . منهج المقال ص258 وص259 . رياض العلماء ج4 ص314 وص315 وج5 ص324 وص325 . الفهرست للنديم ص47 وص179 وص180 . معجم الشعراء للمرزباني ص411 - ص413 . روضات الجنات ج6 ص5 - ص15 . تنقيح المقال ج2 ص4 وص5 . قاموس الرجال ج8 ص380 - ص386 . سفينة البحار ج7 ص56 - ص60 . تأسيس الشيعة ص186 وص187 . الكامل للمبرد راجع فهرسته . جامع الرواة ج2 ص2 . رجال ابن داود ص151 . نقد الرجال ص265 . الموسوعة الاسلامية ج6 ص121 . رجال الكشي ص92 وص129 - ص132 . معجم رجال الحديث ج13 ص256 - ص260 . مجمع الرجال ج5 ص14 - ص17 . بهجة الآمال ج6 ص18 - ص26 . رجال الطوسي ص100 . منتهى المقال ج5 ص189 وص190 . المخلاة ص546 . الاختصاص ص191 وص193 وص194 . الامالي للمرتضى ج1 ص43 - ص49 . المنتظم ج7 ص149 - ص152 . معجم الادباء ج19 ص297 - ص303 . طبقات الشعراء لابن سلام راجع فهرسته . تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ج1 ص649 - ص663 . تاريخ خليفة بن خياط ص267 . معاهد التنصيص ج1 ص45 - ص51 . هدية العارفين ج2 ص510 . جمهرة النسب ص202 . تاريخ الأدب العربي لبروكلمان ج1 ص209 - ص214 . جمهرة أنساب العرب ص230 . ادباء العرب للبستاني ج1 ص337 - ص360 . سير أعلام النبلاء ج4 ص590 . المورد ج4 ص103 . العبر ج1 ص104 . الأغاني ج8 ص186 - ص197 . الشعر والشعراء ص111 - ص114 . خزانة الأدب ج1 ص105 - ص108 . نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ص370 . البيان والتبيين راجع فهرسته . تاريخ التراث العربي لسزگين المجلد الثاني الجزء الثالث ص72 - ص79 . جواهر الأدب ص405 وص406 . الحيوان راجع فهرسته . لسان الميزان ج4 ص433 وج6 ص198 وص199 . الجمهرة لابن دريد ص162 . النجوم الزاهرة ج1 ص268 - ص270 . الروض المعطار ص62 وص139 وص263 وص269 وص363 . تاج العروس ج7 ص42 . جمهرة أشعار العرب ص163 - ص168 . تاريخ الاسلام (حوادث ووفيات 101 - 120 هـ) ص211 - ص215 . العقد الفريد راجع فهرسته . تهذيب الأسماء واللغات ج2 ص280 . فوات الوفيات ج2 ص29 وج4 ص200 وص282 . المحبر ص141 وص145 وص344 . صبح الأعشى راجع فهرسته . تاريخ ابن خلدون ج1 ص798 وج2 ص71 . ربيع الأبرار راجع فهرسته . الكامل في التاريخ راجع فهرسته . تهذيب سير أعلام النبلاء ج1 ص167 . وفيات الأعيان ج6 ص86 - ص100 . الاعلام بوفيات الأعلام ص58 . البداية والنهاية ج9 ص265 وص266 . الاشتقاق راجع فهرسته . مرآة الجنان ج1 ص238 - ص242 . مختار الأغاني ج8 ص94 . شذرات الذهب ج1 ص141 - ص144 . الأعلام ج8 ص93 . معجم المؤلفين ج13 ص152 وص153 . حياة الحيوان ج1 ص15 وص16 . تاريخ آداب اللغة العربية ج1 ص255 - ص257 . تاريخ گزيده (فارسي) ص709 وص710 . ريحانة الأدب (فارسي) ج4 ص324 - ص327 . هدية الأحباب (فارسي) ص211 وص212 . لغت نامه دهخدا (فارسي) ج37 ص158 وص159 . مجالس المؤمنين (فارسي) ج2 ص492 - ص498 . مشاهير جهان (فارسي) ص383 . ديوان أشعار التشيع ص273 - ص279 . مفتاح السعادة ج1 ص195 . فرهنگ معين (فارسي) ج6 ص1339 . عيون الأخبار ج1 ص8 وص69 وص124 وص226 وص316 وص318 وج3 ص198 وج4 ص107 وص108 وص110 وص126 . مشاهير الشعراء والادباء ص182 وص183 . نسمة السحر ص311 - ص323 .
