(1916ـ1976) خضر التوني بطل أولمبي مصري برياضة رفع الأثقال. وهو أحد أبرز أبطال العالم في هذه الرياضة.
ولد خضر التوني في 15 كانون الأول بحي شبرا بالقاهرة، ونشأ في أسرة متواضعة. وكان لوالده دكان لبيع الجلود في حي (بين السورين) ولذلك لم ينل خضر أي قسط من التعليم، ولكنه شب شغوفاً بالرياضة التي كان يزاولها شباب الحي في الأرض المجاورة لجامع الخازندارة بشبرا.
في عام 1934 ذهب إلى نادي شبرا الرياضي حيث زاول هوايته وصار عضواً.
شارك التوني أول مرة عام 1934 في مسابقة كأس الشواربي، ثم في بطولة القاهرة بنادي شبرا ففاز ببطولة وزن المتوسط بمجموعة قدرها 235كغ بزيادة 25كغ عن الفائز الثاني. وبعد شهرين شارك في بطولة مصر التي أقيمت في صالة البلدية في الإسكندرية وسجل مجموعة قدرها 245كغ.
وكانت بداية إنجازاته العالمية في عام 1935 حين تمكن من تحطيم الرقم العالمي في رفعة الضغط مسجلاً 107.5كغ بزيادة كيلو غرام على الرقم السابق المسجل باسم عنتر عرفة.
في عام 1936 كانت انطلاقته الأولمبية والعالمية، إذ شارك في دورة برلين الأولمبية وأحرز الميدالية الذهبية في وزن المتوسط مسجلاً مجموعة مقدارها 387.5كغ. وتقديراً لإنجازه الكبير أطلق اسمه بعد 36 عاماً على أحد شوارع القرية الأولمبية في برلين بوصفه أحد أبطال الأولمبياد الذين حققوا نجاحاً باهراً.
وفي عام 1948 شارك التوني في الدورة الأولمبية التي أقيمت في لندن، ورغم إصابته بالزائدة الدودية أصر على المشاركة وحلّ رابعاً.
وفي العام نفسه، وبعدما استعاد عافيته، شارك في بطولة العالم وفاز بالمركز الأول، وردّ بذلك اعتباره بسرعة.
وفي بطولة العالم عام 1950 أحرز المركز الأول مؤكداً سيادته بطولة الأثقال العالمية، وأطلقت عليه الصحافة العالمية عدة ألقاب منها بطل أبطال العالم برفع الأثقال، ومعجزة دورة برلين، وأقوى رجل في العالم. وتقديراً لذلك أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة في مدينة نصر.
ومن طرائف التوني أن الاتحاد الدولي لرفع الأثقال لم يعترف بأرقامه العالمية التي سجلها في مصر قبل أولمبياد برلين عام 1936، وذلك لشكه في صحة هذه الأرقام التي بدت إعجازية آنذاك. إلا أن الاتحاد الدولي اضطر للاعتراف بها حين قام بتكرار إنجازاته في الأولمبياد وعلى مرأى من الجميع. لا بل كانت أرقامه التي سجلها تفوق أرقام الأوزان الأعلى منه إذ كانت أرقام خفيف الثقيل أقل منها، وهذا أمر من الصعب تكراره في هذه الرياضة.
توفي البطل الأولمبي خضر التوني نتيجة تماس كهربائي حين كان يحاول إصلاح الكهرباء في غرفة أبنائه.
وترك بعده سيرة لأحد أبرز أبطال العالم والعرب ومصر برفع الأثقال قل أن تتكرر في تاريخ هذه الرياضة. وكان له الأثر الكبير في تطور هذه الرياضة في مصر والدول العربية وعدّه الجميع الأب الروحي لهذه الرياضة عربياً، وتتلمذ على يديه الكثير من الأبطال في أنحاء الوطن العربي التي زارها ليعرض إمكاناته الهائلة، ويشرف على تدريب الأبطال العرب محفزاً وموجهاً وقدوة.
