
لقب القارئ المصري الشهير الشیخ عبدالفتاح الشعشاعی بـ"فنان القراء" لما کان لدیه من المیزات البارزة في تلاوته سیما في مجال التنغیم، واستطاع أن یحتفظ هذا القارئ بقوة صوته حتی شیخوخته.
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)، قال الخبیر الايراني في مجال قراءة القرآن الكريم، "السید أمین میرزایی"، إن الشیخ عبدالفتاح الشعشاعی یعتبر من قراء العصر الذهبی لتلاوة القرآن في مصر، لافتاً إلی أنه لقب هذا القارئ الشهیر بـ"فنان القراء" لما کان لدیه من میزات بارزة سیما في مجال التنغیم، واستطاع أن یحفظ علی قوة صوته حتی شیخوخته.
وأشار إلی أنه ولد الشیخ الشعشاعی عام 1890 في قریة شعشاع بمحافظة المنوفیة شمال القاهرة، ونجح في حفظ القرآن قبل الثالث عشر من عمره، مضیفاً أنه إنتقل إلی مدینة طنطا لیأخذ علم القراءات علی المتخصصین من أبناء هذا البلد، ثم إنتقل إلی القاهرة فأکبّ علی أخذ القراءات السبعة في الأزهر.
وأکّد أن قوة الصوت والنغمات الرائعة في تلاوة الشیخ الشعشاعي أدّت إلی أن ینال هذا القارئ سمعة کبیرة في القاهرة، مضیفاً أنه قدم الشیخ عبدالفتاح الشعشاعی تلاوات جیدة للغایة في مختلف المحافل بالقاهرة، ومن أبرزها تلاوة سورة النجم وقصار السور عام 1946م.
ولفت میرزایی إلی أن أسلوب التلاوة لدی الشعشاعی کان فریداً من نوعه رغم کونه منبثقاً من أسالیب التلاوة لدی القراء ممن سبقوه، مضیفاً أن أسلوب الشیخ کان رائعاً إلا أنه لم یقلده سوی عدد قلیل من القراء.
وأوضح أن عدم تقلید القراء لأسلوب الشیخ الشعشاعی یعود إلی عدة أسباب منها عدم إمتلاکهم قوة الصوت وعدم مقدرتهم علی إظهار النغمات الخاصة، والثاني أن هذا الأسلوب یزخر بالنغمات والمیزات الفنیة التی لایستطیع الآخرون تقلیدها.
وفي الختام، أشار هذا الخبیر القرآنی إلی أن الشیخ عبدالفتاح الشعشاعی کانت لدیه أنشطة قرآنیة ودینیة أخری مثل تشکیل فرقة التواشیح فی القاهرة، وتلاوة القرآن في الإذاعة المصریة، والسفر إلی بعض الدول لإجراء التلاوة منها السعودیة عام 1948 حیث قرأ القرآن فیها علی مسامع عشرات من الآلاف من الحجاج، والعراق عدة مرات. توفي الشیخ 11 نوفمبر 1962 للميلاد فی عمر یناهز 72 عاماً.