
راسخون / اکدت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامیة بالاردن ان بلاده ترحب بکل ضیوفه من الشیعة، الذین یرغبون بالسیاحة الدینیة بزیارة مسجد جعفر بن طیار رضی الله عنه فی الکرک.
وحسب ما جاء فی موقع "المملکة نیوز"اصدرت الوزارة الاردنیة بیانا ردا على الانتقادات حول زیارة وزیر الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامیة بالاردن محمد القضاة للعراق وزیارته لمزارات الشیعة مؤخراً .
وجاء فی البیان ان مشارکة الوزیر فی المؤتمر الإسلامی الدولی للحوار والتقریب جاءت تلبیة للدعوة الموجهة له بصفته الرسمیة وزیراً للأوقاف من الجهة الراعیة للمؤتمر وهی رئاسة الجمهوریة العراقیة، حیث تقدّم بکلمة فی المؤتمر المذکور، کما اشتملت الزیارة على بعض الفعالیات الجانبیة الأخرى وهی زیارة دیوان الوقف السنی، ودیوان الوقف الشیعی، وزیارة مسجد الإمام الأعظم أبی حنیفة، ومسجد الإمام موسى بن جعفر(ع) الذی دفن فیه رحمه الله مع حفیده الإمام محمد بن علی بن موسى الجواد(ع)، وزیارة (المرجع الدینی ایة الله )السید علی الحسینی السیستانی.
وتوضیحاً لهذه النشاطات، تبیّن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامیة ما یلی:
أولاً: إنه مما لا یخفى على أحد أهمیة العلاقة التاریخیة بین الدولتین الشقیقتین المملکة الأردنیة الهاشمیة وجمهوریة العراق، فی شتى المجالات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة والاجتماعیة، و تأتی تلبیة هذه الدعوة متسقة مع طبیعة هذه العلاقة، وتوطید دعائمها، التی تعود بالنفع على الشعبین الشقیقین.
ثانیاً: جاءت کلمة الوزیر لتؤکد المفاهیم المتفق علیها بین المسلمین بعمومهم، ومنها:
1- انّ استقرار العراق ونهضته وعودته لیحتل المکانة اللائقة به فی وسطه الإسلامی والعربی هو مما یهم جمیع المسلمین.
2-حرمة دماء المسلمین، وأنه یجب على علماء المسلمین أن یربؤوا بأنفسهم أن یساهموا فی الفتن التی تستباح بها دماء المسلمین.
3-أنّ الدین الإسلامی کان دائماً عاملاً من عوامل الوحدة بین المسلمین، والفرقة فرضت على مجتمعات المسلمین من خارجهم، وأن علماء المسلمین یجب أن یعززوا هذه الوحدة، لتوجیه جهود المسلمین لما فیه مصلحتهم العامّة، بدلاً من أن تکون خلافاتهم سبباً لترک مهمتهم الأساسیة وشرخاً یضعفهم فی مواجهة أعدائهم المشترکین.
ثانیاً: إن زیارة الوزیر للمساجد المذکورة جاءت ضمن الضوابط المشروعة، قال تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ، و قد نص علماء أهل السنة على جواز زیارة المساجد والقبور بشرط أن لا یکون فیها طواف ولا تمسح بالقبور.
إن مکانة الإمام أبی حنیفة النعمان لا تخفى على أحد من أهل السنة، و لکن الذی یغفل عنه البعض أن علماء أهل البیت هم محل احترام وتقدیر عند أهل السنة کما هم محترمون عند الشیعة، ولو رجع الناس إلى ما کتب علماؤنا فی فضلهم لعرفوا ذلک، فقد ترجم الإمام الذهبی للأمام موسى الکاظم فقال فیه: الإمام القدوة السیّد، و ذکر من مناقبه وکیف کان یحلم على من یسیء إلیه، وینهى تلامیذه عن ردّ الإساءة بمثلها، وهل أمتنا بحاجة إلى غیر ذلک الیوم؟
إن مسجد الإمام أبی حنیفة یمثل رمزاً لمدرسة أهل السنة فی العراق، کما یمثل مسجد الإمام الکاظم رمزاً لمدرسة الشیعة هناک، وما کان هذان العلمان فی یوم من الأیام إلا دعاة وحدة بین المسلمین، وواجب المسلمین أن یقتدوا بمثل هؤلاء، فهم رمز للعصر الذهبی للإسلام، قبل أن یدخل بیننا من یرید استغلالهما للتفرقة بین المسلمین.
ثالثاً: إن زیارة معالی الوزیر لدیوانی الوقف السنی والشیعی، وهی التی تمثل نظیر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، تأتی ضمن بحث القضایا والاهتمامات المشترکة بین البلدین.
رابعاً: وفی إطار بحثه لقضیة الإفراج عن المعتقلین الأردنیین فی السجون العراقیة، و إیصال رسالة الأردن بالمطالبة بالإفراج العاجل عنهم لإنسانیة قضیتهم، و أهمیة إنهاء هذا الملف، أُعلم معالیه بأن للمرجع الدینی (ایة الله ) السید علی السید السیستانی سطلة أدبیة على بعض المسؤولین عن هذا الملف فی الحکومة العراقیة، حیث أن أهل العراق – باختلاف طوائفهم- یجلون علماءهم، فقام الوزیر بزیارة السید السیستانی - رغم أن هذه الزیارة لم تکن ضمن البرنامج المعدّ سلفاً- و طلب منه التدخل شخصیاً لحل هذه المشکلة، وهو ما لاقى استحساناً من مسؤولی الحکومة العراقیة، وسیکون له بإذن الله مساهمة فی حل هذه القضیة فی القریب العاجل، فهی قضیة تهم کل أردنی، ومن الواجب الشرعی والوطنی العمل على حله، مهما کان الثمن.
خامساً: وفی إطار هذه الزیارة طلب الجانب العراقی من الأردن تسهیل استقبال السائحین من الأخوة العراقیین فی الأردن، فبین لهم معالی الوزیر أن الأردن یرحب بأشقائه جمیعاً و بکل ضیوفه، وأنه یسرنا استقبال أخوتنا العراقیین الذین یرغبون بالسیاحة الدینیة بزیارة مسجد سیدنا جعفر رضی الله عنه فی الکرک.
/110/