الحسین ( ع ) ثورة محورها الانسان

من ابرز معالم وخصوصیات ثورة کربلاء وواقعة الطف انها ثورة قیمیة وملحمة تجسید القیم النبیلة والتضحویة دفاعا عن رسالة سماویة حاول الاعداء طمسها وتشویهها من الداخل، بعد ان فشل مشروعهم فی القضاء علیها من الخارج قبل فتح مکة، وولّوا مهزومین امام انصار الحق وجیش الرسول الاکرم محمد ( ص ).
Monday, November 4, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الحسین ( ع ) ثورة محورها الانسان
من ابرز معالم وخصوصیات ثورة کربلاء وواقعة الطف انها ثورة قیمیة وملحمة تجسید القیم النبیلة والتضحویة دفاعا عن رسالة سماویة حاول الاعداء طمسها وتشویهها من الداخل، بعد ان فشل مشروعهم فی القضاء علیها من الخارج قبل فتح مکة، وولّوا مهزومین امام انصار الحق وجیش الرسول الاکرم محمد ( ص ).

ففی مقارنة بسیطة وسریعة بین الثورة الحسینیة وماتمخضت عنها من قیم نبیلة غایة فی البذل والعطاء من اجل احقاق الحقوق المغتصبة من قبل الطغاة، واعادة الدور المفقود للانسان الصالح والمجتمع السوی،

فی قبال اتباع الجیش الذی وقف بوجه حرکة التصحیح الحسینیة، اولئک الذین یفجّرون ویقتلون ویکفّرون کل من یقف فی طریقهم المعوج، ویتصورون انهم یحسنون صنعا، مکرسین ذات الاهداف ونماذج الشخصیات التی اسس لها وقدمها النموذج الاموی لمحاربة الدین الاسلامی من داخله وسرقته وتشویه صورته وابعاده عن الدور الذی جاء به،فی انقاذ البشریة من الجهالة والجاهلیة، وتکریس القیم الحضاریة والتنویریة فی المجتمع الذی کان رازحا تحت نیر الظلم والاضطهاد والعبودیة والرق والکثیر من المظاهر الماساویة وغیر العادلة التی کان الامویون یمارسونها قبل تحولهم من جبهة الشرک الى صف الطلقاء.

وصار هدف الخط الاموی التصدی لاعمدة الدین، من الرجال الذین امتحن الله قلوبهم للایمان، وابعاد المجتمع عن خط الاصالة الذی تمثله العترة الطاهرة المطهرة بنص آیة التطهیر، ویخطط ویعمل على دق اسفین النکوص والتراجع بین المؤمنین من مهاجرین وانصار، ومحاولة تفسیر الرسالة المحمدیة بما یبعدها عن اهدافها السامیة ودورها الجوهری.

ولکن هیهات ان تمر هکذا مؤامرات بوجود ساسة العباد من ائمة ال البیت علیهم السلام الذین هم بالمرصاد لای اعوجاج فی المسیرة الاسلامیة، ویتخذون الاجراء الانسب مع کل مظاهر الابتعاد عن غایات ومقاصد الشریعة الحقة، والتی بلغت ذروتها بوصول یزید بن معاویة الى سدة الحکم العضوض الذی اسس له معاویة على انقاض الخلافة، فجاءت ثورة الامام الحسین (ع) کأوسع وادمى ثورة داخل الکیان الاسلامی ضد الحاکم الجائر المنحرف والمعادی لاصحاب الرسالة الحقیقیین والقادة المفترضی الطاعة شرعا وعرفا، وحتى فی ضوء اتفاقیة الصلح المعقودة بین الامام الحسن (ع) ومعاویة بن ابی سفیان.

ان طریق الحسین لازال سالکا لاولئک المخلصین الذین یعرفون من هو الامام الحسین (ع) وما الذی یمثلة فی وعی الامة وبین متبعی رسالة المصطفى (صلى الله علیه وآله وسلم)، ویتمثل فی بعض صوره بالجموع الملیونیة التی تحیی مراسم عاشوراء کل عام وتقدم التضحیات اصرارا منها على المضی فی طریق الحسین (ع) فی قبال الخط الاموی الذی لایزال هو ایضا سالکا من قبل انصار الحرکة الوهابیة والجماعات التکفیریة المختلفة التی لاتخفی عدائها ووحشیتها ازاء اتباع ال البیت (ع) وسائر المسلمین الذین یجمعون على مودة قربى النبی (ص)، مجسدة بشاعة الخط الاموی ونذالته واستهدافه الدین القویم من خلال افعالها الشائنة التی جعلت الکثیر یضعون حدا فاصلا بین انصار العقیدة الحقیقیین وجبهة الحق من جهة وانصار الظلام والجهالة والانحراف والباطل، من جهة اخرى، هذه الجبهة التی یراد ربطها بالدین ظلما وزورا، الدین الذی هو برئ "براءة الذئب من دم یوسف" عما یفعله هؤلاء الحاقدون الذین هم اشر الناس، خسروا الدنیا والاخرة، حیث باعوا آخرتهم بدنیا غیرهم، کما فی الحدیث الشریف .

احمد ابراهیم

/110/

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.