إنَّ مهمة العلماء الفقهاء تحديد وتبيان أحكام الشريعة، من خلال إطلاعهم ودراستهم وبحثهم في كتاب الله تعالى القرآن الكريم، والسنة الشريفة بما فيها من قول وفعل وتقرير، للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والأئمة المعصومين عليهم السلام. فهم الذين يجتهدون لتفصيل الأحكام الشرعية بأقسامها الخمسة: الواجب، والحرام، والمستحب، والمكروه، والمباح، ليكون المكلَّف، رجلاً أو امرأة، عارفاً بالحلال والحرام، مدركاً مسؤوليته تجاه الأعمال والوقائع المختلفة.
وبما أنَّ عدداً من الفقهاء قادرٌ على استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة فهؤلاء مجتهدون، ومن أجل مركزة الآراء الاجتهادية بما يحقق الاطمئنان لدقة وسلامة الاجتهاد، فقد أجمع الفقهاء تقريباً على أن يتصدَّى أعلم المجتهدين، ليكون المرجع الذي يعود الناس إليه فيقلدونه، ويأخذون منه الفتاوى والأحكام الشرعية. ولذا أصبح مصطلح "المرجع الأعلى" أو "مرجع التقليد" يرمز إلى أعلى الفقهاء رتبة علمية تجعله مرجعاً للمكلفين، "مُقلَّداً" منهم، يعودون إليه لمعرفة تكليفهم بحسب الأحكام الشرعية. وعندما يختلف العلماء في تحديد الأعلم المتصدي لشؤون المرجعية، يتعدد المراجع، وكذا عندما لا يقول بعضهم بتصدي الأعلم، فيتصدى غير الأعلم، يتعدد "المقلَّدون".
وبما أن الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع وأكملها، أتمَّ الله تعالى النعمة بها، ورضيها للناس، وجعلها خالدة باقية ما بقيت الحياة، محفوظة عن التحريف، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(1)
وبما أنَّ عدداً من الفقهاء قادرٌ على استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة فهؤلاء مجتهدون، ومن أجل مركزة الآراء الاجتهادية بما يحقق الاطمئنان لدقة وسلامة الاجتهاد، فقد أجمع الفقهاء تقريباً على أن يتصدَّى أعلم المجتهدين، ليكون المرجع الذي يعود الناس إليه فيقلدونه، ويأخذون منه الفتاوى والأحكام الشرعية. ولذا أصبح مصطلح "المرجع الأعلى" أو "مرجع التقليد" يرمز إلى أعلى الفقهاء رتبة علمية تجعله مرجعاً للمكلفين، "مُقلَّداً" منهم، يعودون إليه لمعرفة تكليفهم بحسب الأحكام الشرعية. وعندما يختلف العلماء في تحديد الأعلم المتصدي لشؤون المرجعية، يتعدد المراجع، وكذا عندما لا يقول بعضهم بتصدي الأعلم، فيتصدى غير الأعلم، يتعدد "المقلَّدون".
وبما أن الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع وأكملها، أتمَّ الله تعالى النعمة بها، ورضيها للناس، وجعلها خالدة باقية ما بقيت الحياة، محفوظة عن التحريف، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(1)

وهي التي تعالج ثوابت الفطرة الإنسانية، وتضع القواعد والحلول المرنة للمتغيرات، ما يجعل الحاجة إليها مستمرة في كل زمان ومكان.
وبما أنَّ تغير الزمان والظروف سيُنشئ متطلبات جديدة في حياة الناس، وأسئلة مستحدثة حول الأحكام الشرعية، كما أنَّ تطور الفهم البشري سيؤدي إلى استيعاب أفضل لمضمون الآيات القرآنية والروايات الشريفة عن المعصومين، فضلاً عن تراكم الخبرة واتساع المعرفة في تسليط الضوء على جوانب جديدة أو فهمٍ أفضل لحدود بعض الأحكام الشرعية، فإنَّ الحاجة إلى " مرجع التقليد" الحي في كل زمان تصبح ضرورية، كي لا يجمَّد التشريع مقتصراً على حقبة زمنية بخصوصياتها من دون غيرها. لذا بقي باب الاجتهاد مفتوحاً، ورجَّح الفقهاء ضرورة عودة المكلفين في كل زمان إلى مرجع زمانهم الأعلم لتقليده، وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فعلى العوام أن يقلِّدوه"(2).
تحديد المرجع في زمانه مرتبطٌ بعلمه وتصدِّيه للمرجعية، فعلمه بالشريعة وتقواه يؤهلانه لأن يلتزم المؤمنون باجتهاده في "المسائل العملية" التي يحتاجها المكلَّف، على امتداد الكرة الأرضية، ولا توجد أي أهمية لمكان ولادة المرجع أو جنسيته، فهو يبيِّن الأحكام الشرعية للمكلفين، ولا يقدم لهم قوانين وأنظمة بلد معين، ولا ينظم شؤونهم في منظومة حزبية أو هيكلية تنظيمية مرتبطة به، وإنما يرتبطون به بما يعرِّفهم تكليفهم، ليديروا شؤونهم في بلدانهم ومواقعهم المختلفة، داخل العائلة أو العمل أو الحياة العامة، وعلى مسؤوليتهم، وبمعنى آخر: المرجع يبيِّن لهم طريق الحلال والحرام المفصَّلة بالأحكام الشرعية، والمكلَّف ينفِّذ على مسؤوليته في هذا الإطار. فالمرجع في زمانه مرجعٌ لأهل الزمان في كل البلدان، وذلك لمن اختار مرجعيته وآمن بها.
دور الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وامتداد الولاية: الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيٌّ معصوم، بلَّغ رسالة الله تعالى إلى البشرية وهي الإسلام، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(3)
وهو القدوة التي علينا الاحتذاء بها، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾(4)
وقد عمل من موقعة كداعية إلى الله تعالى، وكقائد للأمة في شتى المجالات. فعلَّم المؤمنين وربَّاهم على رسالة الإسلام، وعرَّفهم الأحكام الشرعية في عباداتهم ومعاملاتهم، وطلب منهم أن يلتزموا ما التزمه، فقال لهم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"(5)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "خذوا عني مناسككم"(6)
وهذَّب أخلاقهم، وبشَّرهم بالجنة، وأنذرهم من النار، كل ذلك في إطار دعوتهم إلى الله تعالى. كما قادهم في بناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فكان رئيساً لأول دولة إسلامية، وقادهم في الغزوات والحروب والدفاع في وجه المعتدين على الدولة الناشئة، كل ذلك في مشهد متكامل ومترابط، ومنسجم مع الإسلام الذي لا يفصل بين العبادة والسياسة، بين الحياة الخاصة والعامة، ما يشمل مناحي الحياة البشرية في جوانبها كافة، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم داعيةٌ وقائد.
يؤمن المسلم بأنَّ الولاية لله جلَّ وعلا، أيَّ أنَّ الآمرية والنهي له، قال تعالى: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(7) وأنَّ الله يرعى المؤمنين برحمته، وعلى المؤمنين أن يطيعوه ويتولوه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾(8)
الولاية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم متصلة بالولاية لله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليُّ الذين آمنوا، وهو المُرسَل من الله تعالى إليهم، ويبلِّغهم عنه جلَّ وعلا، وعلى المؤمنين أن يطيعوه ويتولوه في أمورهم وقضاياهم ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾.
يعتقد الشيعة بالإمامة بعد النبوة، وأنَّ الإمام معصوم كعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكنَّ الوحي مختصٌّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. فما يقوله الإمام أو يفعله من موقعه ودوره كمعصوم لا يأتيه عن طريق الوحي، وإنَّما مما علَّمه وبيَّنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام عليه السلام، وعلَّمه الإمام للذي يليه، ومن إلهام الله تعالى وهدايته التي تصل إلى عقله وقلبه بإرادة الله تعالى، فقوله وفعله وتقريره نصوصٌ وأحكام شرعية، توضِّح وتفصِّل وتبيِّن ما يحتاج إلى المكلفون في العقيدة والشريعة..
تجسَّدت الإمامة بسيد الأئمة وأولهم ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ونزل في إمامته قرآن كريم، كالآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾(9)
وقصتها أنَّ الإمام علياً عليه السلام كان راكعاً أثناء الصلاة في المسجد، فدخل فقير يطلب صدقة، فأشار الإمام إليه بإصبعه أثناء الركوع ليأخذ خاتمه، ونزلت الآية الكريمة بهذه المناسبة تتحدث عن الولاية لله تعالى، والولاية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والولاية للذين آمنوا، والمقصود من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في هذه الآية الكريمة، بحسب حادثة نزولها، هو الإمام علي عليه السلام، فتكون الولاية لعلي عليه السلام، من ضمن منظومة تربط المؤمنين بالولاية بخطٍّ يمثلهم ويجمعهم هو حزب الله، على قاعدة الولاية لله ولرسوله وللأئمة المعصومين.
وبما أنَّ تغير الزمان والظروف سيُنشئ متطلبات جديدة في حياة الناس، وأسئلة مستحدثة حول الأحكام الشرعية، كما أنَّ تطور الفهم البشري سيؤدي إلى استيعاب أفضل لمضمون الآيات القرآنية والروايات الشريفة عن المعصومين، فضلاً عن تراكم الخبرة واتساع المعرفة في تسليط الضوء على جوانب جديدة أو فهمٍ أفضل لحدود بعض الأحكام الشرعية، فإنَّ الحاجة إلى " مرجع التقليد" الحي في كل زمان تصبح ضرورية، كي لا يجمَّد التشريع مقتصراً على حقبة زمنية بخصوصياتها من دون غيرها. لذا بقي باب الاجتهاد مفتوحاً، ورجَّح الفقهاء ضرورة عودة المكلفين في كل زمان إلى مرجع زمانهم الأعلم لتقليده، وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فعلى العوام أن يقلِّدوه"(2).
تحديد المرجع في زمانه مرتبطٌ بعلمه وتصدِّيه للمرجعية، فعلمه بالشريعة وتقواه يؤهلانه لأن يلتزم المؤمنون باجتهاده في "المسائل العملية" التي يحتاجها المكلَّف، على امتداد الكرة الأرضية، ولا توجد أي أهمية لمكان ولادة المرجع أو جنسيته، فهو يبيِّن الأحكام الشرعية للمكلفين، ولا يقدم لهم قوانين وأنظمة بلد معين، ولا ينظم شؤونهم في منظومة حزبية أو هيكلية تنظيمية مرتبطة به، وإنما يرتبطون به بما يعرِّفهم تكليفهم، ليديروا شؤونهم في بلدانهم ومواقعهم المختلفة، داخل العائلة أو العمل أو الحياة العامة، وعلى مسؤوليتهم، وبمعنى آخر: المرجع يبيِّن لهم طريق الحلال والحرام المفصَّلة بالأحكام الشرعية، والمكلَّف ينفِّذ على مسؤوليته في هذا الإطار. فالمرجع في زمانه مرجعٌ لأهل الزمان في كل البلدان، وذلك لمن اختار مرجعيته وآمن بها.
دور الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وامتداد الولاية: الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيٌّ معصوم، بلَّغ رسالة الله تعالى إلى البشرية وهي الإسلام، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(3)
وهو القدوة التي علينا الاحتذاء بها، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾(4)
وقد عمل من موقعة كداعية إلى الله تعالى، وكقائد للأمة في شتى المجالات. فعلَّم المؤمنين وربَّاهم على رسالة الإسلام، وعرَّفهم الأحكام الشرعية في عباداتهم ومعاملاتهم، وطلب منهم أن يلتزموا ما التزمه، فقال لهم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"(5)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "خذوا عني مناسككم"(6)
وهذَّب أخلاقهم، وبشَّرهم بالجنة، وأنذرهم من النار، كل ذلك في إطار دعوتهم إلى الله تعالى. كما قادهم في بناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فكان رئيساً لأول دولة إسلامية، وقادهم في الغزوات والحروب والدفاع في وجه المعتدين على الدولة الناشئة، كل ذلك في مشهد متكامل ومترابط، ومنسجم مع الإسلام الذي لا يفصل بين العبادة والسياسة، بين الحياة الخاصة والعامة، ما يشمل مناحي الحياة البشرية في جوانبها كافة، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم داعيةٌ وقائد.
يؤمن المسلم بأنَّ الولاية لله جلَّ وعلا، أيَّ أنَّ الآمرية والنهي له، قال تعالى: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(7) وأنَّ الله يرعى المؤمنين برحمته، وعلى المؤمنين أن يطيعوه ويتولوه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾(8)
الولاية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم متصلة بالولاية لله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليُّ الذين آمنوا، وهو المُرسَل من الله تعالى إليهم، ويبلِّغهم عنه جلَّ وعلا، وعلى المؤمنين أن يطيعوه ويتولوه في أمورهم وقضاياهم ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾.
يعتقد الشيعة بالإمامة بعد النبوة، وأنَّ الإمام معصوم كعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكنَّ الوحي مختصٌّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. فما يقوله الإمام أو يفعله من موقعه ودوره كمعصوم لا يأتيه عن طريق الوحي، وإنَّما مما علَّمه وبيَّنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام عليه السلام، وعلَّمه الإمام للذي يليه، ومن إلهام الله تعالى وهدايته التي تصل إلى عقله وقلبه بإرادة الله تعالى، فقوله وفعله وتقريره نصوصٌ وأحكام شرعية، توضِّح وتفصِّل وتبيِّن ما يحتاج إلى المكلفون في العقيدة والشريعة..
تجسَّدت الإمامة بسيد الأئمة وأولهم ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ونزل في إمامته قرآن كريم، كالآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾(9)
وقصتها أنَّ الإمام علياً عليه السلام كان راكعاً أثناء الصلاة في المسجد، فدخل فقير يطلب صدقة، فأشار الإمام إليه بإصبعه أثناء الركوع ليأخذ خاتمه، ونزلت الآية الكريمة بهذه المناسبة تتحدث عن الولاية لله تعالى، والولاية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والولاية للذين آمنوا، والمقصود من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في هذه الآية الكريمة، بحسب حادثة نزولها، هو الإمام علي عليه السلام، فتكون الولاية لعلي عليه السلام، من ضمن منظومة تربط المؤمنين بالولاية بخطٍّ يمثلهم ويجمعهم هو حزب الله، على قاعدة الولاية لله ولرسوله وللأئمة المعصومين.

السيد الخامنئي : "السيد السيستاني نعمة عظيمة للعراق"
وفي آخر حج للرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت الله الحرام قبل وفاته، "حجة الوداع"، وبعد انتهاء مناسك الحج، دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين إلى الاجتماع قبل أن يتفرقوا للعودة إلى ديارهم في مكان اسمه "غدير خم"، وخطب فيهم بإعلانٍ صريحٍ لولاية علي عليه السلام على المسلمين من بعده. وقد ورد في مسند أحمد، عن البراء بن عازب، قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا، الصلاةُ الجامعة، وكُسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي عليه السلام،
فقال: "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى.
قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟
قالوا: بلى.
قال: فأخذ بيد علي عليه السلام، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعليُّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه.
قال: فلقيه عمر بعد ذلك،فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"(10)
وفي رواية أخرى: "اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب"(11)
الولاية للإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وللإمام الذي يليه من بعده. أمَّا مجموع الأئمة عليهم السلام فهم اثنا عشر إماماً، ففي صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً. ثم تكلم صلى الله عليه وآله وسلم بكلمةٍ خفيت عليَّ، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال: كلهم من قريش"(12)
وعن سلمان الفارسي رضوان الله عليه قال:"دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بالحسين عليه السلام على فخذه، وهو يقبِّل عينيه ويلثم فاه ويقول: أنت سيد ابن سيد، ابن إمام، أخو إمام، أبو أئمة، أنت حجة الله وابن حجته، وأبو حجج تسعة، من صلبك تاسعهم قائمهم"(13)
وقد نص كل إمام على الذي يليه من بعده، ليتسلم الإمامة، ويكون ولياً للمسلمين في زمانه:
1- أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
4- علي بن الحسين عليه السلام (زين العابدين).
5- محمد بن علي عليه السلام (الباقر).
6- جعفر بن محمد عليه السلام (الصادق).
7- موسى بن جعفر عليه السلام (الكاظم).
8- علي بن موسى عليه السلام (الرضا).
9- محمد بن علي عليه السلام (الجواد).
10- علي بن محمد عليه السلام (الهادي).
11- الحسن بن علي عليه السلام (العسكري).
12- محمد بن الحسن عليه السلام (المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ).
أول الأئمة عليهم السلام علي عليه السلام، ثم ولداه الحسن فالحسين، ثم الأئمة التسعة من ولد الإمام الحسين عليه السلام يتسلم كل إمام عن أبيه، إلى خاتم الأئمة الثاني عشر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، الذي غاب عن الأنظار في سنة 329 هـ، ثم يظهر في يوم من الأيام في آخر الزمان ليكون الولي القائد للأمة، وبذلك تكون الساحة قد فرغت من قيادتها المعصومة الظاهرة منذ سنة 329هـ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً، تكون له غيبةٌ وحيرة، تضلُّ فيها الأمم، ثمَّ يُقبل كالشهاب الثاقب، يملؤها عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً"(14)
انسجاماً مع دور الولاية في التشريع الإسلامي، ومع غياب الإمام المعصوم، تنتقل الولاية إلى الفقيه، فلا بدَّ من وجود وليٍّ يقود الأمة ويوجهها كجماعة وأفراد. يترتَّب على هذا الإيمان: أنَّ الولاية لله تعالى أولاً، ثم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم للإمام عليه السلام، ثم للفقيه العالم الكفوء العادل العارف بالزمان، والقادر على الإدارة، والمتصدي لشؤون الأمة.
فقال: "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى.
قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟
قالوا: بلى.
قال: فأخذ بيد علي عليه السلام، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعليُّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه.
قال: فلقيه عمر بعد ذلك،فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"(10)
وفي رواية أخرى: "اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب"(11)
الولاية للإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وللإمام الذي يليه من بعده. أمَّا مجموع الأئمة عليهم السلام فهم اثنا عشر إماماً، ففي صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً. ثم تكلم صلى الله عليه وآله وسلم بكلمةٍ خفيت عليَّ، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال: كلهم من قريش"(12)
وعن سلمان الفارسي رضوان الله عليه قال:"دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بالحسين عليه السلام على فخذه، وهو يقبِّل عينيه ويلثم فاه ويقول: أنت سيد ابن سيد، ابن إمام، أخو إمام، أبو أئمة، أنت حجة الله وابن حجته، وأبو حجج تسعة، من صلبك تاسعهم قائمهم"(13)
وقد نص كل إمام على الذي يليه من بعده، ليتسلم الإمامة، ويكون ولياً للمسلمين في زمانه:
1- أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
4- علي بن الحسين عليه السلام (زين العابدين).
5- محمد بن علي عليه السلام (الباقر).
6- جعفر بن محمد عليه السلام (الصادق).
7- موسى بن جعفر عليه السلام (الكاظم).
8- علي بن موسى عليه السلام (الرضا).
9- محمد بن علي عليه السلام (الجواد).
10- علي بن محمد عليه السلام (الهادي).
11- الحسن بن علي عليه السلام (العسكري).
12- محمد بن الحسن عليه السلام (المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ).
أول الأئمة عليهم السلام علي عليه السلام، ثم ولداه الحسن فالحسين، ثم الأئمة التسعة من ولد الإمام الحسين عليه السلام يتسلم كل إمام عن أبيه، إلى خاتم الأئمة الثاني عشر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، الذي غاب عن الأنظار في سنة 329 هـ، ثم يظهر في يوم من الأيام في آخر الزمان ليكون الولي القائد للأمة، وبذلك تكون الساحة قد فرغت من قيادتها المعصومة الظاهرة منذ سنة 329هـ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً، تكون له غيبةٌ وحيرة، تضلُّ فيها الأمم، ثمَّ يُقبل كالشهاب الثاقب، يملؤها عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً"(14)
انسجاماً مع دور الولاية في التشريع الإسلامي، ومع غياب الإمام المعصوم، تنتقل الولاية إلى الفقيه، فلا بدَّ من وجود وليٍّ يقود الأمة ويوجهها كجماعة وأفراد. يترتَّب على هذا الإيمان: أنَّ الولاية لله تعالى أولاً، ثم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم للإمام عليه السلام، ثم للفقيه العالم الكفوء العادل العارف بالزمان، والقادر على الإدارة، والمتصدي لشؤون الأمة.
المصادر :
1- الحجر: 9.
2- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج27، ص: 131.
3- الحشر: 7.
4- الأحزاب: 21.
5- صحيح البخاري، ج1، ص: 155.
6- شرح مسلم للنووي، ج8، ص: 220.
7- البقرة: 257.
8- النساء: 59.
9- المائدة: 55-56.
10- الإمام أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج4، ص: 281.
11- الشيخ الأميني، الغدير، ج1، ص:11.
12- مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، ج6، ص: 3.
13- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص: 262.
14- المصدر نفسه، ص: 286.