حاج أحمد الطيب (السودان). ولد عام1934 في قرية الباقير - محافظة بربر. توقف في تعليمه بعد إنهاء المرحلة المتوسطة, ثم درس فيما بعد علوم المكتبات بجامعة الخرطوم 1962. عمل في الوظائف الكتابية والإدارية بالمحاكم المدنية, وأمينا لمكتبة القضاة 61 - 1976, وبعد تقاعده 1979 عمل بالسعودية في حقل الترجمة بدءا من رئيس مترجمين, فمشرف قسم ترجمة, فمدير مجموعة ترجمة, وأخيرا عمل كبير مراجعي الترجمة, وتقاعد عام 1992 بعد بلوغه سن التقاعد حسب النظام الهجري.
دواوينه الشعرية: وحي الهلال 1984.
حصل على جائزة من الملك خالد بن عبد العزيز عن قصيدة له تناولت مشروع الجبيل 1980.
عنوانه: امتداد البراري - الخرطوم.
من قصيدة: مـحـنـــة وبــــــلاء
ملءُ القلوبِ محبةٌ وولاءُ
وفداك مِنَّا أنفسٌ ودماءُ
فبنوك جند مخلصون لأرضهم
وشعارهم في النائبات فداء
حَمَلَ الأمانةَ في سواد عيونهم
قَوْمٌ على ما حُمّلوا أمناء
وطني فديتك إنني في حيْرة
مما يقال, فهل أَطَلَّ الداء
إني على باب التساؤل واقف
ماذا جرى, ما هذه الأنباء?
هل يا تُرى شبح المجاعة ماثل
أم فهم ما يجري هناك يساء?
أم أنَّه لبّ الحقيقة عينها
أمجاعة ? أم محنة وبلاء?
أم أن فيض اللاجئين وغيرهم
مما يذاع سحابة سوداء?
أم أنه شح السماء وقترة
أم أن ما زعم الورى إرغاء
بكت اليراعة حسرة وتألما
ولعل ذلك فِرية جوفاء
إن صح ما زعموا فتلك مصيبة
من هولها تتفطر الأحشاء
نُكِبَتْ بلاد بالجوار تحفُّنا
ولها علينا واجب وإخاء
نزلت عليها محنة ومشيئة
من قادر يختار كيف يشاء
هذي مآس لا يُحَبَّب ذكرها
قذفت بها وبشرِّها الصحراء
في كل يوم بالألوف قوافل
تقضي على أكبادها الضراء
صور الطفولة وهي صرعى نكبة
تبدو كأن جسومها أشلاء
هذا قضاء لا مرد لحكمه
ومتى يُرَدُّ من السماء قضاء!!
نُكِبَ الجوار ولا التجاء لغيرنا
غوثا, ونحن بطبعنا كرماء
والضيف في عُرف الكرام وشرعهم
كل الضيوف بشاشة وقراء
والجار في الدين الحنيف أمانة
مثل البنين يقوتهم آباء
لا يستطيع أب تحمل جوعهم
والأب جُلّ همومه الأبناء