أحمد يوسف داود (سورية). ولد عام 1945 في تخلة / الدريكيش ــ طرطوس ــ سورية. دخل الكُتَّاب, وأجاد القرآن الكريم, وبعد حصوله على الإعدادية التحق (بدار المعلمين) بحمص, وتخرج فيها 1963, ثم حصل على البكالوريا 1964, والتحق بجامعة دمشق, وتخرج في قسم اللغة العربية 1970 . عمل مدرساً بالمرحلة الابتدائية, و الثانوية, وبالتلفزيون مسؤولا عن شعبة الأطفال, فمعاونا لرئيس الدائرة الثقافية. ويعمل الآن بمجلة الكفاح العربي البيروتية. عضو في اتحاد الكتاب . كتب وهو في سن الحادية عشرة قصيدة عن الحرية, وفي عام 1963 نشر في مجلة حمصية محلية خمس قصائد.
دواوينه الشعرية: أغنية ثلج 1970 ــ حوارية الزمن الأخير 1972 ــ القيد البشري 1978 ــ قمر لعرس السوسنة 1980 ــ أربعون الرماد 1989 .
أعماله الإبداعية الأخرى: له عدد من الروايات والمسرحيات والقصص منها سفرة جلجامش 1968 ــ الغراب 1971 ــ الخطا التي تنحدر 1972ـ الكنز 1974 ـ ربيع ديرياسن 1975 ــ دمشق الجميلة 1976 ــ الخيول 1976 ــ مالكو يخترق تدمر 1980 ـ الأوباش 1981 ــ تفاح الشيطان 1988 .
مؤلفاته: لغة الشعر: بحث في المنهج والتطبيق ــ المجاهد سعيد العاص ــ الميراث العظيم.
فاز بالعديد من الجوائز في الشعر والرواية والمسرح.
عنوانه: تخلة / الدريكيش ــ طرطوس ــ سورية.
من قصيدة: كشوف بو عثمان
عن وقت أغنيةٍ لـ (بوعثمان)
معذرة إذا فاجأته كالطيف متكئًا على غسقٍ
ولم ينهض
فبوعثمان ما زالت سفينته تهيم وحيدةً في الحلم
وهْوَ رأى..
كما لو أن رؤياه مصادفةٌ, رأى!
وارتاح من حالاته الوسطى
تحوَّلَ
كان يذهب في تحوّله إلى كينونة الطير
انتهى من ذاته عصرًا فصافحها
وجرّ خطاه نحو الباب
/ باب: نصفه أرواد, والثاني سفينةُ حلمِهِ!
والمغرب الصيفيّ يأتي ضيقًا:
شمسٌ تسيل على المياهِ.. وتختفي
منقار نورسةٍ يقبلها,
كما لو كان ذلك صدفةً!!..
لابحرَ كي يضع القصيدة فيه
مدّ عصاه عبر الباب..
ها جسدٌ تساقَطَ من مَلاحةِ روحه البحري
تهجره الأغاني كلها,
وبظلّ أغنية يدافع!
ـ هل بلغت الباب, بوعثمانَ?!
/ لا.. لا شيء هذا البابُ!
ـ بو عثمان, هل أصبحت عبدًا للذي عاينتَ:
للموتى.. وللأحياء
للأشياء والأسماء..
أم صرت الذي (لا شيء)?!
أم لا شيء للاشيء?!!
.................................
مرَّ الجار منسكبًا إلى المقهى
وبوعثمان يرقب كيف يمشي الليل في أرواد
زاروبٌ يخبئ طفلتين.. وضحكتين..
صبية ترمي رسالة عشقها في علبة الكبريتِ
بضع حجارة فرشتْ ملوكًا تحتها وغفتْ..
وفاطمة العتيقة ما تزال تبعثر الأصداف
ثم تلمّها كيما تبعثرها..
ـ مساء الحزن يا فطّومُ!
= أهلا ـ قال سورٌ ملتح ـ أهلا..
وغطى ساقه بالماء ثم غفا
وضوء خافت خلف النوافذ
/ ربما, أحد سيشرب من نبيذ الله
ثم يبارك الأيام!/
ها غسقٌ يوزع آخر الأنباء..
أغنية تعالج في حنان الليل مرساةً..
صفير للوداع..
ارتاح بو عثمان فوق عصاه
ما زالت سفينته ترود الحلم من مينا الى مينا
وتصفر للوداع
إذن
سيأخذ جرعة ويبارك الأيام والدنيا
كما لو كان ذلك صدفةً!!
ما زال في الأوقات متسعٌ ليرحل
إنما.. لا بحرَ كي يضع القصيدة فيه
هل هزمت قصيدته?!
تنهّد..
لم تؤرقه القصيدةُ
سوف يأخذ جرعة ويسير في كينونة الطيرِ
النوارس حرة..
والقلب حر..
والصخور تقوم:
صخرة مصطفى فتحت حقيبتها لتُعِلنه...