علي محمد الجندي (سورية). ولد عام 1928 في السلمية. تخرج في كلية الآداب - قسم الفلسفة - جامعة دمشق عام 1956.عمل في سورية ولبنان, ومارس الصحافة, كما عمل في الإعلام السوري, وتقاعد عام 1989.
دواوينه الشعرية: أصدر اثنتي عشرة مجموعة شعرية, منها: في البدء كان الصمت 1964 - الراية المنكّسة 1969 - الشمس وأصابع الموتى - طرفة في مدار السرطان 1971 - النزف تحت الجلد - 1973 قصائد موقوتة 1978 , بعيداً في الصمت قريباً في النسيان 1982 - الرباعيات 1980 - صار رقاداً 1987 - سنونوة الضياء الأخير 1992.
ترجم بعض الكتب إلى العربية. كتب العديد من المقالات في الصحافة. كتب عن مجموعاته الشعرية كثيرون.
عنوانه: اتحاد الكتاب - اللاذقية - سورية.
الحجر.. والماء
... لا تطفو روح الأموات على سطح الماءْ
ليست هادئة أنفسهم خلف حجاب الماءْ
تبدو لي أعينهم فارغةً مندهشه
وشفاههمُ قاتمةً زرقاءْ
تبدو الأسنان ملوثة هشَّه
تطفو بعض الأنياب المهترئه
تسبح فوق أظافر صدئه
ويظل يلوح الماء على البعد نقيا
البحر يظل له عمقٌ وعيون شَبِقه
البحر يرنّحنا, يترنح, يحمل سرّاً مطويَّا..
الأسماك الصفراء, السوداء الناعمة الزَّلِقَه
مهما حاولنا إمساك حراشفها
نفشلْ
فهي تروغ, تَواثَبُ, تسبح تحت الماء,
وفوق الماء ومن بين أصابعنا تتسربْ
تتوارى بين الأمواج العشبية
تدخل في ثقبٍ صخريٍّ
تمرق من عين في جمجمةٍ منسيَّه!!
لكنا لا نبحث في الماء المالح عن سمك طيار
إنا إذ نلقي بالسنارة في الماء فحتى تعلق
في قافية مَوْتيه..
أو حتى تتشبث بالفكرة وهْي تنوس بعيداً في
الأعماق العتميه..
أو حتى تترمَّد في القاع المظلمة الأشعار!
.. هذا البحر الماثل للأعين ليس الماء
هذا ألوانٌ مازَجَها ملح
ذوّبها فنان مهووس كي تحرس كنزاً فنيّا
كي تخفي سرَّ بلاد غاصت في الأرض بما فيها
وتظل دليلاً للشمس يجنِّبها الأنواء
ولكي نحلم, أو نبكي ونصلي
أو نرغب في أن نرحل فيها
أن نبنيَ قصراً عند شواطئها, بيتاً سريّا!.