الدكتور علي مزهر محمد الياسري (العراق). ولد عام 1945 في محافظة ميسان ـ جنوب العراق. حصل على شهادة الدكتوراه في آداب اللغة العربية من كلية الآداب ـ جامعة بغداد 1985 .عمل محاضرًا في كلية الآداب وكلية الفنون الجميلة ـ بجامعة بغداد, وكلية التربية ـ الجامعة المستنصرية.عضو المجلس المركزي لاتحاد الأدباء في العراق, ونقابة الصحفيين العراقيين. شارك في مهرجان المربد بدوراته المختلفة, وفي العديد من الأسابيع الثقافية في تونس, واليمن, والجزائر, ومصر. نشر عشرات القصائد في الصحف والمجلات العراقية والعربية. يكتب القصيدة العمودية, وقصيدة التفعيلة.
دواوينه الشعرية: ديوان المجد 1983 ـ صولة الروح 1987 .
مؤلفاته: الفكر النحوي عند العرب: دراسة نقدية.
كتب عنه العديد من النقاد في كتاباتهم عن شعر الحرب في العراق.
عنوانه: اتحاد الأدباء ـ العراق.
أناشيــــــد الحــجــــــــــر
حجر على حجر وتلتهب الرؤى دررا,
ويلتف الظلام على نهار من حجر
مدن, شوارع لا تنام سميرها نغم الحجر
والمشرقون مع الصباح على الجراح جفونهم,
لم يعرف الحلم الـمجنح في مآقيها السهر
طفل يدان صغيرتان, سُوار مِعصمه الحصى,
حَلواه من قطع الحجر
عذراء ينبض قلبها للحب في قلب الحجر
شيخ يطاعن بالعصا, بيدين راعيتين,
مثل سنينه بين المنافي والخطر
ينهار ُيمسكه الجدار وتنتهي أضلاعه,
لتشد أضلاعَ الحجر.
الطين يستبق الجفاف لكي يصنف في الحجر
ودم يرش على التراب فيستحيل إلى حجر
ويد يكسرها المغول فتنثني,
لتخلّف النزف النديّ على مسامات الحجر
شجر الخريف نما وأزهر في الشتاء
ثماره كرْم وزيتون وبذرته الحجر
ومنازل عشقت تراب الأرض
من وجْد تصدع, تستحيل إلى نثار من حجر
صارت غصون الكرم مقلاعًا لتقذف بالحجر
ينسى طفولتَه الصبيُّ سوى مُلاعبة الحجر
ومآذن تبكي, يصلي في مساجدها..
مع الناس الحجر
وبنادق فوهاتها تُـردى بطلْق من حجر
وتخيط بدلتها العروس أنيقة..
تزهو بخيط من حجر
والمنشدون يرددون اللحن من وقع الحجر
الماس وَدّ لو انه قطعًا تحول من حجر
ما سر هذا الوجد يلمع في تقاسيم الحجر?!
مطر المحبة باسمه شق السحابة وانهمر
وجلا ظلام الخوف وانبلج القمر
إني أذوب صبابةً,
إني وقلبي من حجر.
