محمد صالح

Thursday, January 28, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
محمد صالح

محمد محمد إبراهيم صالح (مصر). ولد عام 1942 في المحلة الكبرى. يعمل مديراً لتحرير مجلة (كل الناس).

دواوينه الشعرية: الوطن الجمر 1984 - خط الزوال 1992 - صيد الفراشات 1996 - حياة عادية 2000.

عنوانه: 4 شارع عبدالجواد سالم - المنطقة الثامنة - مدينة نصر - القاهرة.
 

مساء جميل

ما دهاها السماء?

إنها تتشكل هذا المساء كقِنّينةٍ

أُفرِغَتْ,

وبقايا الشراب على جوفها..

غابةً من تهاويل!

هذا مساءٌ جميلٌ,

يعود بنا لسنينَ انقضت,

ويمتِّعنا.

أيُّهذا المساءُ الجميل استرحْ في فؤادي,

ودَعْ زفرتي تتصعَّد

كن والديَّ اللذين فقدتُهما,

وفقدتُ الطفولةَ.

وأْنَسْ إليَّ,

استَرِحْ في فؤادي,

وكن لي كأمٍّ,

ينازعها قلبها أنَّ هذا الغريب المشرَّدَ..

من لحمها.

أنها أرضعتهُ,

وأن الصغير, الذي آبَ,

أضحى كبيراً,

له حزنه, ومراثيه,

يجلس في جنبها مطرقاً,

لا ينام على صدرها, فيريحَ,

ويرتاحَ,

هذا مساءٌ جميلٌ,

يمتِّعُنا,

ويعود بنا لسنين انقضت,

وعوالمَ لم يطأِ الناس!

السماء تَشَكَّلُ قنينة أُفرغتْ,

واستراح الندامى إلى مائها:

جدَّفوا,

واستعاذوا,

ولكنَّ مسّاً من الماء قد صادف القلبَ!

يفتح واحدُهُم عينهُ..

فيرى - الآن - أبعدَ,

يرتجُّ في مائه حجرٌ..

فتقوم الشياطينُ!

هذا مساءٌ جميلٌ,

يعود بنا لسنين انقضت,

وعوالم لم يطأ الناس.

السماء تَشَكَّلُ قنينةً أُفرغت,

واستراب الصحابْ:

رُبَّما هذه الخمر زائفةٌ!

هل يطول بهم كل هذا الكرى..

ليفيقوا على صحوها!

أيهذا المساءُ استرحْ في فؤادي,

وقَرْ

لا مفر

بالغٌ كل شيءٍ مداهْ

السماء تشكل قنينةً,

فرغ الشاربونَ,

وما عاد غير التماع الزجاجِ,

وغير التوحش,

والإنشداه!
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.