محمد علي الهاني

Monday, February 1, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
 محمد علي الهاني

محمد علي بن عبدالقادر الهاني (تونس). ولد عام 1949 في توزر - الجمهورية التونسية. أنهى تعليمه الابتدائي في توزر, والثانوي بقفصة وتونس العاصمة. عمل مساعداً بيداغوجيّاً, ويشغل الآن خطة منشط بدار الثقافة بتونس. عضو اتحاد الكتاب التونسيين منذ 1980 , واللجنة الجهوية للثقافة بتوزر, ونادي الشعر بتوزر, ورئيس المنتخب الجهوي للتربية والثقافة بتوزر. شارك في العديد من الملتقيات والندوات الشعرية.
دواوينه الشعرية: الجرح المسافر 1980 - أهازيج (للأطفال) 1983 - ارسم وطناً (للأطفال) 1989 - أينعت في دمي وردة 1989 - كل الدروب تؤدي إلى نخلة 1997.
مؤلفاته: فسحة لغوية (للأطفال).
ترجمت بعض قصائده إلى اللغات الروسية والسلوفاكية والفرنسية.
حصل على عدة جوائز منها: جائزة الدولة التشجيعية (أدب الأطفال) 1983, وجائزة خمسينية الشابي 1984, والجائزة الأولى, في المسابقة الوطنية لأنشودة الطفل 1992, وجائزة مفدي زكريا الشعرية المغاربية 1996, وجائزة الملكة نور الحسين لأدب الأطفال في مجال الشعر 1998.

عنوانه: شارع العمال - 2200 توزر - الجمهورية التونسية.
 

من قصيدة: بــين جمــر الصقيـــع وجمـــر اللهـــــب

أنت...

ـ يا قامة الريح في أوُجها ـ

قمر في لهيب الدماء تألقَ

بين سماءين:

أولاهما انطفأت بالدخان

وأخراهما انطفأت بالشهب

أنت ...

يا قامة الريح,

حلمك يخضرّ في باحة الصدرِ

عند الشروق وعند الغروب,

وعند ازدحام العنادل بالذكريات,

وعند ارتحال الفراشة بين الرصاصة واللغم,

عند اشتعال المخيم

في عين لاجئة

فقدت أمها

في خريف المنى..

وخريف الغضب

أنت....

ـ يا قامة الريح في أوجها ـ

قمر

للظى ينتسب

أنت

يا طفل ....

يا قامة الريح,

حلمك يغري الشموس

بأقماره

أنت يا طفل,

حلمك يُغري الورود

بأزهاره

أنت يا طفل,

حلمك لا ينتهي

بانتهاء القصيدةِ..

في الورقه

أنت يا طفل,

حلمك لا ينتهي

بانتهاء الرصاصة

في الحدقه

أنت يا طفل,

حلمك لا ينتهي

بانتهاء المسافة..

ما بين جمر الصقيع..

وجمر اللهب

أنت ـ يا قامة الريح في أوجها ـ قمرٌ..

في لهيب الدماء تألق بين سماءين:

أولاهما انطفأت بالدخان,

وأخراهما انطفأت بالشهب

أنت يا طفل,

حلمك راودني..

في الهزيع الأخير من الموت;

فانتفضت في دمي أنجم الأقحوان,

توهج

ـ في خاطر الموج والرمل والأغنيات ـ دَمِي,

أينعت وردتان بجمجمتي في الخراب,

فلُذت من الليل بالحلم,

أبصرت حلمك بين الخيام

يمد يديه إلى القلب

والفجر

والبسمات...,

يمد الجسور

إلى الوطن المنتمي للصقيع

من الوطن المنتمي للهب

أنت ـ يا قامة الريح في أوجها ـ

قمر

للظى ينتسب

أنت يا طفل,

حلمك راودني

في الهزيع الأخير من الجمر,

فارتبكت

ـ في ارتعاش الصدى

وارتجاج المرايا ـ كوابيس أمي,

تشابك

ـ في حلمها بالربيع ـ

شروق وعطر,

ودثرها

في الشروق شراع,

ودججها العطر

بالبرق والنفحات....,

ولما أفاقت

تأوه في عطرها نَوْرس,

وبكى في غروب الشروق شراع;

تساقط من قمة اللفح

فوق النشيج اخضرار العنب

آه! يا طفل,

حلمك لا ينتهي بانتهاء المسافة

ما بين جمْر الصقيع

وجمر اللهب

آه! يا أمّ,

قد دجَّجتك الجراح

وكل الذين بعينيك هاموا....,

بُعَيْد الحريق

على ساعد الصمت ناموا.

وكل الذين لعينيك صلُّوا

قبيل الحريق....,

قد انسحبوا

وتوارَوا...

وطفلك ظل يجوع ويَعْرى

ويشرد...

لكنه عن ضفافك

لم ينسحب

آه! يا أمّ

قد دججتك الجراح,

وجف اخضرارك

تحت سماء الدخان,

وشوَّه حلم َالقرنفل فيك سراب...

فمن يغسل الحلم......?

من يحرق الليل.......?

كنت انتشار الرياح اللواقح,

كنت ازدهار الفصول....

وكنت....

وكنت....

وكنت....

وما زال طفلك في الجدب

قيثـارة من عشـب
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.