مصطفى عباس خضر ( سورية). ولد عام 1944 في بولص - سورية. ولد في إحدى قرى حماة ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة حمص حيث أنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي, ثم حصل على أهلية التعليم وعلى إجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق. عمل في دار المعلمين بحمص حيث درّس مادة الفلسفة والتربية وعلم النفس والتطبيقات المسلكية. ثم انتقل إلى حقل التدريب المستمر للمعلمين أثناء الخدمة. عضو في اتحاد الكتاب العرب وأمين السر لفرع حمص, ومقرر جمعية الشعر في الاتحاد بين عامي 1988 و1991. نشر إنتاجه الإبداعي والنقدي منذ مطلع الستينيات في مجلات الآداب, والمعارف, وحوار, وشعر (لبنان), وفي الدوريات المحلية, والعربية الأخرى.
دواوينه الشعرية: من أين تبتدئ القصيدة 1983 - المرثية الدائمة 1984 - رماد الكائن الشعري 1985 - دفتر النهار 1986 ـ أنشودة الأرض 1987 - جمهورية الأرض 1987 - العين والفضاء 1988 - طفولة هذا المكان 1991.
مؤلفاته : الشعر والهوية.
حصل على الجائزة التشجيعية لاتحاد الكتاب العرب 1990.
ممن درسوا شعره: شاكر مطلق, ومحمد مصطفى درويش, وعدنان بن ذريل, وغسان لافي طعمة, وعباس إبراهيم.
عنوانه : فرع اتحاد الكتاب العرب - حمص.
من قصيدة: الـســــجـــدة
للعالمين : الأرض
يسكنها سلام أو يقين
لسلالة نمت : استوت فيها سنابلها
تسمِّي, تستعين.
بالوقت, بالجمع المبارك, بالفضاء المشترك
خضراء أو زرقاء أو بيضاء تُبْسط, تُمتلك .
بيدين من ماء وطين.
يا عالما ورّثت فيه الملك :
كل الملك لك
أنضج من الشمس الأنيسة والغمامة واليمامة والقمر
للعالمين : الأرض
تورثنا السَّحَر
ونورث الأرض الغناء
إما أفاقت واعتدلنا بعد أن شفَّت
وأحياها ابتهال واشتهاء
باسم الخلية والسلالة والمطر
يا عالما يسعى بنا, نسعى به:
ما أجملك
منك السلام لك السلام
وما نعاني في الوضوح أو الخفاء
نحن انتظرنا لحظة أولى يدونها الخطاب
فيها اهتدت ذرية أولى تجيب وتستجاب
لشهودها المعنى به امتلأت حضورا وامتلأ..
يسع الكواكبَ والذراري والعواصم والملأ
لتراب هذا الجمع يمنحنا هواء في القصيده
ويغير الصلصال, يكتشف الهواء
ويحل في حَمَأٍ يكاثره الحضور
والوقت, مصحفه الجذور
يأوي إلى سُوَر تدونها النواه
لترابها أفق تشع به الحياه
أو يشتهيه القانتون , وتشتهيه الكائنات
يُحيي بطلعته مريده
فتؤلف الأرض السماء
وتضم في معراجها الروح الشريده
والوقت كل الوقت, باب
لسلالة أولى يؤاخيها
ظهور في الغياب
تطوى, وينشرها دعاء أو خصاب
هي توءم الينبوع واللغة الوحيده
لغة تبطنت الخفايا والغيوب
رمز تشاركه الإناث بحملها
وتحل في جسد بريء
يصحو معي, يدنو إليّ, يضيء في عينيّ
يحلو, يستضيء
لغة يبارك سفرَها فصلُ جريء
ما زال ينجبها غمام, ثم يعتقها تراب,
أيقظت فيه شهيده
آه علينا, يا فصول:
لم يبق وقت للحلول
لم يبق منا غير آثار بعيده
لم يبق إلا أمة عصفت عشائر في طلول
وانتهى فيها المريد أو الدليل
قبل الرحيل, وبعد أجراس الرحيل
آياتها ثمر على رقم
وأوراق على سعف النخيل
بين المدائن والمواني
هيهات نعرف ما نعاين, أو نعاني
في عالم لم تكتمل فيه الأمومة والرضاعة والفطام
نحن اعترفنا للطفولة بالتعب
ودنا إلى أنقاضنا لهب الدوام
نحن انتظرنا في طفولتنا,
وفي بيت تكاثره الأجنة, أو يضاعفه حصاد بالغلال وبالعنب
ماء يدونه, وتحفظه عيون
يعدو إليه العائدون القادمون
والخيل شردها حنين في الرخام
تذوي, وتنكسر الجفون
في سحر مرعاها, وتنزف
بينما انتشر الذهب
ولنا مزار في التراب لنا مقام
يا عالما تبنيه جمهورية الوقت الكبيره
ويعود فيه الوارثون الصالحون
أقبل علينا ,
واقترب,
واسجد على ذكر المحب, ومن أحب
سلم علينا كلما طارت بنا في الكشف أجنحة,
بما وهب المحب, وما وهب
للعالمين: الأرض
تسلمنا منازلها الصغيرة
وتنام في سحر العصافير الجريح قبائل العشب الفقيره
آه علينا يا منازل يا قبائل
آه على سر عرفناه, على وقت خبرناه
وشهيدهُ لما يزل ينمو ويكبر
في التراب وفي الأقاحي والبراعم
أو توشيه السنابل
تلك الوجوه تهشمت, تلك الهياكل....
آه على وقت يشردنا
وماذا تشتهي أرض تشاركه سريره
ماذا تحاول, أو نحاول
تتداخل الطرقات نحو التيه, تنبذنا المداخل....
أسماؤنا اكتشفت سماء الأضرحه
إما امتدحنا في معابدها عذارى من شعاع
لم يبق من آثارها وثن يُراد لنمدحه
يا حبنا الكليَّ: ضِعنا, شردتنا الأرض
ضعنا, واحترقنا, بينما احترق الشراع
والشط والميناء والأسفار إذ هوت المناره
يا حبنا الكلي: هل تأتي البشاره
لك ننحني, وبك احتمينا واكتوينا بالحنين
ولك انتمينا, للجذور
لكرمة أولى,
وللألم الدفين
للطين ينفخ فيه من روح قديمه
للماء يجري في عباره
والوقت تبسطه أصابع من ضياء أو لهب
فيه سجدنا قرب أول نخلة
وبه اقتربنا,
واقترب
لحديقة الأيتام واللغة القديمه..
