أحمد بن حسن بن علی الخطیب القسنطینی المعروف بابن قنفذ، وکنیته أبو العباس عالم الفلک والریاضی والطبیب والمؤرخ والفقیه. عاش فی القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجری / الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر المیلادی.
لم تذکر الموسوعات أو کتب التراجم الکثیر عن حیاة ابن قنفذ. ولد ابن قنفذ بمدینة قسنطینة الواقعة فی الشمال الشرقی من الجزائر عام 740 هـ /1339 م. وکان ابن قنفذ مؤرخا مهتما بتراجم العلماء والشخصیات البارزة فی التاریخ الإسلامی فألف کتابین من کتب التراجم هما: شرف الطالب فی أسنى المطالب وهو کتاب تراجم للصحابة والعلماء والمحدثین والمؤلفین، وکتاب: الوفیات ذکر فیه تراجم لبعض علماء المغرب، وألف کتابا عن تاریخ حفص أسماه : الفارسیة فی مبادئ الدولة الحفصیة .
وکان ابن قنفذ عالما من علماء الفلک المشهورین، واطلع على الکتب العربیة فی علم الفلک، وشرح أرجوزة الأحکام النجومیة لابن علی الرجال القیروانی، وهی أرجوزة هامة تتناول الکواکب وحرکتها ومکانتها وأزمنتها، ویستدل فیها بالتشکیلات الفلکیة من أوضاع الکواکب مع المقابلة والمقارنة وغیرها على أحوال الجو والمعادن والنبات والحیوان. وألف أرجوزة فی تقویم الکواکب السیارة تتألف من 211 بیتا، واهتم ابن قنفذ بدراسة علم تقویم الکواکب وهو العلم الذی یعرف به کیفیة تفاوت اللیل والنهار وتداخل الساعات فیهما فی الصیف والشتاء، واعتبر أن رسالة ابن البناء بعنوان السیارة فی تعدیل الکواکب هی الرسالة المرجعیة فی هذا العلم، وقد تناولها بالتعلیق والشرح لغوامضها فی رسالة بعنوان: تسهیل المطالب فی تعدیل الکواکب ، وجعل فی نهایتها جدوال دقیقة لمطالع البروج على الأفق الشرقی. وله کتاب فی المواقیت بعنوان : سراج الثقات فی علم الأوقات .
وفی الریاضیات قام ابن قنفذ بشرح أرجوزة ابن الیاسمین فی الجبر والمقابلة فی کتاب أسماه: مبادئ السالکین فی شرح أرجوزة ابن الیاسمین فی الجبر والمقابلة ، وهی أرجوزة هامة فی تاریخ علم الریاضیات العربی إذ تعتبر وسیلة تعلیمیة للجبر والمقابلة فمَن حفظها ألم بقواعد هذا العلم ولذا اهتم کثیر من العلماء بشرحها ومنهم ابن قنفذ. وله فی الحساب: بغیة الفارض من الحساب ، وقام کذلک بتلخیص أعمال ابن البناء فی الحساب فی کتاب أسماه: حط النقاب عن وجوه أعمال الحساب ، وقد ألف أرجوزة تعلیمیة فی الطب تتألف من 289 بیتا عن الأغذیة والأشربة وفوائدها وکمیات إعطائها للمریض.