سفير الأغنية العراقية ، ولد سنة 1921 في منطقة الحيدرخانة يتيما . بزغ نجمه في عقدي الخمسنيات والستينيات من القرن الفائت ، وشكل علامة فارقة في الغناء العراقي وأطرب الناس خارج العراق أيضا ، لاسيما إنه أخرج التراث العراقي وغناه بشكل آسر . وخسر الفن بوفاته سنة 1963 واحدا من أعظم مطربيه .
كانت أمه ضريرة تسكن في غرفة متواضعة جدا مع شقيقتها . وبمنتهى الصعوبة استطاع أن يكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ، في المدرسة المأمونية ، وكان الفقر ملازمًا له ، وزاد الفقر حدة بعد وفاة والدته ، ورعاية خالته له ، وهي التي كانت تتسلم راتبا لا يتجاوز الدينار ونصف الدينار . وبعد تردد طويل التحق بمعهد الفنون الجميلة ـ قسم المسرح ، ليحتضنه فيه فنان العراق الكبير حقي الشبلي نجم المسرح حينذاك ، حين رأى فيه ممثلا واعدا يمتلك القدرة على أن يكون نجما مسرحيا، لكن الظروف المادية القاسية أبعدته عن الالتحاق بالمعهد ، ليعمل مراقبا في مشروع الطحين في أمانة العاصمة. لكنه بقي يقرأ ويستمع الى المقام العراقي والى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة علي فعاد الى المعهد باذلاً قصارى جهده ليحصل على أعلى الدرجات. أما قراءاته فجعلته يمتاز عن زملائه بثقافته ، تلك الثقافة التي ظهرت عام 1952 حين بدأ ينشر سلسلة من المقالات في مجلة النديم تحت عنوان "أشهر المغنين العرب"، وظهرت أيضا في كتابه "طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 ـ 1962"، كما ميزه حفظه السريع وتقليده كل الأصوات والشخصيات ، وجعلته طوال حياته حتى في أحلك الظروف لا يتخلى عن بديهته الحاضرة ونكتته السريعة ، وأناقته الشديدة حتى في الأيام التي كان يعاني فيها الفقر المدقع....
عاد ناظم الغزالي الى معهد الفنون الجميلة لإكمال دراسته ، ليأخذ حقي الشبلي بيده ثانية ويضمه إلى فرقة الزبانية ويشركه في مسرحية مجنون ليلى ، لأمير الشعراء أحمد شوقي في عام 1942، ولحَّن له فيها أول أغنية شدا بها صوته وسمعها جمهور عريض ، أغنية هلا هلا التي دخل بها إلى الإذاعة ، والتي حول على اثرها ناظم إتجاهه، تاركا التمثيل المسرحي ليتفرغ للغناء .