(... ـ40هـ/... ـ660م) أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة بن سعد بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار، والدار بطن من لخم، ولخم فخذ من يعرب بن قحطان. وتميم مشهور في صحابة رسول الله. كان نصرانياً قدم المدينة مع أخيه نعيم في جملة وفد الداريين بعد مُنصَرف النبيe من تبوك، وأسلم في سنة 9 للهجرة وحسن إسلامه. كان راهب أهل عصره وعابد أهل فلسطين، وأول من أسرج السراج في المسجد. أقطعه وأخاه نعيماً الرسول حبري (حبرون) وبيت عينون في الخليل في فلسطين، وليس للرسول قطيعة بالشام غيرها. وصحب الرسول وروى عنه، وحدث عنه ثمانية عشر حديثاً منها حديث واحد في صحيح مسلم. وأقام في المدينة، ثم انتقل إلى الشام بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان[ر] وأقام فيها إلى أن مات.
روى عن تميم كثيرون منهم عطاء بن يزيد الليثي وعبد الله بن موهب وسلم بن عامر وشرحبيل بن مسلم وقبيصة بن ذؤيب وزرارة بن أوفى وشهر بن حوشب. وممن روى عنه أيضاً مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. وكان ممن شارك في جمع القرآن على عهد الرسول.
كان تميم الداري زاهداً كثير التهجّد، ويقال إنه كان يختم القرآن الكريم في سبع ليال. وقيل إنه صلى ليلة حتى أصبح وهو يقرأ آية يرددها ويبكي }أَمْ حَسِبَ الَّذينَ اجْتَرَحُوا السَّيّئاتِ أّنْ نَجْعَلَهُم كالذِينَ آَمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ{ (الجاثية 21).
وقيل إنه نام ليلة لم يقم فيها يتهجد، فقام سنة لم ينم فيها ليلاً عقوبة لما صنع. وكان لشدة تقواه يغضب ممن يسأله عن صلاته في الليل.
كان الداري يعتني بمظهره في الصلاة، وقد اشترى رداءً بألف درهم يخرج فيه إلى الصلاة. واشترى حلّة بألف درهم كذلك يلبسها في الليلة التي تُرجى فيها ليلة القدر.
مات تميم الداري في الشام وقبره في بيت جبرين من بلاد فلسطين.