وتابعت الصحیفة فی تقریر لها قائلة «کمیة الأموال التی تدفقت من الکویتیین والجماعات المتمردة فی سوریا مثل جبهة النصرة تقدر بمئات الملایین من الدولارات وفقاً لما نقلته وزارة الخزانة الأمیرکیة عن بعض الخبراء».
وأضافت «حتى وقت قریب لم تقم الکویت بالرقابة العامة على هذا الأمر، فی حین أنه کان هناک انتباه لمسألة تمویل الارهاب فی المملکة العربیة السعودیة والامارات وقطر».
فی الشهر الماضی قررت الادارة الأمیرکیة ان تعبر عن مخاوفها علانیة ففی تصریح غیر دبلوماسی وصف دیفید کوهین، مساعد وزیر الخزانة الأمیرکی لشؤون مکافحة الارهاب، الکویت بأنها «بؤرة جمع التبرعات للجماعات الارهابیة السوریة».
کما نقلت الصحیفة التصریحات السابقة للحکومة الکویتیة فی أعقاب هذه الاتهامات حیث قالت الحکومة على لسان وزیر الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشیخ محمد العبدالله المبارک «ان الکویت ترفض کافة أشکال الارهاب بغض النظر عن مبرراته مع اعادة التأکید على التعاون مع کافة الدول الشقیقة والصدیقة والمنظمات الدولیة فی مکافحة الارهاب».
وذکرت الصحیفة ان السفارة الکویتیة فی واشنطن لم تجب عن الطلبات المتکررة للرد على الادعاءات الأمیرکیة، فیما أشارت ان الکویت على عکس دول الخلیج الفارسی تتمتع فیها الجمعیات بحریة.
وأضاف التقریر «تنتشر صور ومقاطع فیدیو فی مواقع التواصل الاجتماعی للأثریاء ورجال الاعمال الکویتیین الذین یقدمون الأموال للجماعات المتمردة مثل جبهة النصرة التی صنفتها الخارجیة الأمیرکیة على أنها مرتبطة بتنظیم القاعدة، کما ان العدید من هذه الجماعات التی یطلق علیها ألویة لدیها ممثلون فی الکویت».
واعتبرت ان هذه المنافسة الکویتیة ساهمت فی زیادة الجماعات المتطرفة فی سوریا، مشیرة الى قیام مسؤولین رفیعی المستوى من وزارة الخزانة الأمیرکیة بزیارة الکویت عدة مرات خلال الثلاث سنوات الماضیة للحدیث حول قضایا تمویل الارهاب.
وقالت الصحیفة نقلا عن مسؤول فی وزارة الخزانة الأمیرکیة ان وحدة التحریات المالیة (فی الکویت) مازالت لا تعمل، متسائلا حول ما اذا کان هناک ارادة کافیة لمتابعة الخطوات القانونیة فی هذا الصدد.
وتابع التقریر «حتى وقت قریب، خفت حدة الانتقادات الأمیرکیة للکویت بحکم العلاقات الدبلوماسیة القویة بین البلدین وکون الکویت هی المتبرع الأکبر فی الخلیج (الفارسی)والخامس عالمیا للمساعدات التی تقدمها الأمم المتحدة لسوریا».
وتابع التقریر «الحکومة الکویتیة استضافت مؤتمرین عالمیین للمساعدات الانسانیة فی سوریا حیث تم جمع قرابة 3.6 ملیارات دولار، فیما أشاد وزیر الخارجیة الأمیرکی بالکویت فی هذا الصدد.
وأضاف التقریر «لقد ذکر مسؤول فی وزارة الخزانة الأمیرکیة ان هذه التبرعات تأتی على شاکلتین اما أنها احتیال حیث یکون فی الحقیقة ان الجمعیات الخیریة تقدم الدعم للجماعات المتطرفة، أو ان بعضها یقدم البطاطین والخبز واقامة المدارس وأیضاً الأموال للنشاطات الارهابیة وموقفنا ان تقدیم الأموال للارهابیین لا یمکن ان یغسله تقدیم أموال أیضاً لمن یحتاجها». وذکرت الصحیفة ان الرد الکویتی کان أنهم یعملون على هذا الأمر وأن ثمة خطوات یجب ان یتم اتخاذها.