خصائص الفتاة الجنسية

تختص الفتاة بالحيض والحمل والنفاس والإرضاع، وما يرافق هذه الأحوال من المعاناة التي تتطلب الإعداد الصحي جسميًا ونفسيًا،حتى تتمكن من التغلب عليها، وتقبلها بصورة أكثر إيجابية.
Tuesday, September 1, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
خصائص الفتاة الجنسية
 خصائص الفتاة الجنسية

 






 

تختص الفتاة بالحيض والحمل والنفاس والإرضاع، وما يرافق هذه الأحوال من المعاناة التي تتطلب الإعداد الصحي جسميًا ونفسيًا،حتى تتمكن من التغلب عليها، وتقبلها بصورة أكثر إيجابية.
اختصاصها بغشاء البكارة، والخفض السني، ودرجة كبيرة من الحياء الفطري، وهذا يتطلب التأكيد على منهج التربية أن يستغل هذه الأحوال باعتبارها وسائل معينة على الاستعفاف.
اختصاصها بالقدرة الفطرية على الفتنة الاجتماعية مما قد يجعلها موقعًا لصورة من صور انتهاك العرض، وهذا يتطلب قدرًا من الحماية الأسرية والتربية السلوكية؛ لضمان حفظها من مخاطرالانحرافات الجنسية التي كثرت في هذا العصر.
أهداف تربية الفتاة الجنسية:
1- تعليم الف تاة سبل العناية بصحتها الجنسية في ضوء أحكام الفقه الإسلامي.
2- فهم الفتاة لطبيعة سلوك الإنسان الجنسي بين حدي المباح المشروع والمحرم الممنوع.
3- توجيه الفتاة إلى الوسائل التربوية المشروعة المعينة لها على ضبط شهواتها الجنسية.
4- تقبل الفتاة للعادة الشهرية وتحمل تأثيراتها المزعجة مع تفهمها لأهميتها الشرعية والصحية.
5- حماية الفتاة بالوسائل المشروعة من أسباب الانحرافات الجنسية.
لا تقل أهمية صحة الفتاة الجنسية عن صحتها النفسية، أوالجسمية، أو العقلية، فإن لكل جانب من هذه الجوانب أهميته في بناء واتزان شخصية الفتاة المسلمة؛ إذ "إن الحياة الجنسية ظاهرة أساسية في حياة الأفراد والشعوب، وقد بدت أهميتها في شتى الأزمات، كما تشهد على ذلك الديانات كلها".
ويتلخص نمو الفتيات الجنسي في كونهن يراهقن البلوغ قبل الذكور بعام أو عامين، حيث تبدأ عندهن إر هاصات النضج الجنسي، وهرموناته الخاصة قبل البلوغ الفعلي بخمس سنوات تقريبًا، بحيث يكمل لهن تمام النضج بصورة تدريجية متتابع ة: في الثانية عشرة غالبًا، وربما تقدم عند بعضهن -ضمن الحد الطبيعي- إلى الثامنة، أوربما إلى السادسة، وهذا نادر وشاذ، أو تأخر إلى السابعة عشر كحد أقصى لحصول البلوغ؛ حيث تقوم كل من: الجذور الوراثية، والقيمةالغذائية، والطبيعة المناخية، ونوع التربية الأخلاقية: بأدوار مهمة في التأثير على سرعة وبطء عملية النضج الجنسي، فتنتقل الفتاة بذلك من مرحلة الطفولة والمراهقة إلى مرحلة الشباب، وسن التكليف ؛ إذ البلوغ هو همزة الوصل بين المرحلتين، ومفهوم المراهقة في التصورالإسلامي لا يعني البلوغ، وإنما يعني مقاربة البلوغ، ويكفي شرعًا ثبوت البلوغ بتصريح الشخص، وتعبيره عن نفسه؛ لأنه أمر لا يعرف إلا من جهته.
وفورة البلوغ تسهم في إطلاق ملكات الفتاة الطبيعية ، و كافةميولها ورغباتها الفطرية الكامنة في ذاتها، وتتفجر في أعماقها الميول الغريزية، وتنبعث في نفسها العوامل المعنوية والأخلاقية، فالتحولات المتعلقة بالبلوغ لا تقتصر على الناحية الجسمية فحسب، وإنما تشمل جميع نواحي الشخصية بما فيها الناحيتين الروحية والنفسية؛ وذلك للترابط الوثيق بين النفس والجسم في طبيعة النمو الإنساني.
ورغم أن البلوغ غالبًا ما يكون في الثانية عشرة عند الفتيات إلا أن قدرتهن على الممارسة الجنسية، ومقدماتها، وشيء من التلذذ الشَّهوي: يسبق ذلك بزمن؛ فإن النشاط الجنسي يتقدم ح صوله على اكتمال القد رة التناسلية فلا ارتباط بينهما من هذه الجهة، إلا أنه كثيرًاما يبقى في صورة اتجاهات وأشواق ناقصة، غير مكتملة؛ لأن حد الشهوة الجنسية عند الفتاة في الحادية عشرة تقريبًا -حاضت أولم تحض وقمة لياقتها - تحض- وبداية كمالها الشهوي ما بين ١٦ و18 سنة،الجنسية في أكمل صور ها يتأخر حتى السادس والعشرين تقريبًا، وربما تأخر إلى الخامسة والثلاثين، مع كل هذا فإن مجرد بلوغ الفتاة المحيض يعتبر مؤشرًا كافيًا على قدرتها الطبيعية على الاتصال الجنسي، ومن ثم استعدادها للحمل والإنجاب بصورة طبيعية، بل إن قدرتها على الحمل قد تسبق في بعض الحالات النادرة نزول الحيض، وهذا الفهم لطبيعة نمو الفتاة الجنسي وارتباطه بالتكاليف الشرعية يحتِّم على منهج التربية الصحية مراعاة ذلك منها منذ فترة الطفولة المتأخرة، ومرورًا بمرحلة المراهقة، ثم العناية الكاملة في أوسع صورها في مرحلة الشباب، حتى تبلغ الفتاة بداية ذروة النشاط الجنسي، وتصبح قادرة على التناسل.
رغم الغموض الشديد الذي يكتنف طبيعة الحياة الجنسية عند أنثى الإنسان، وإجماع الباحثين على الحيرة في تحديد جوانب ملامحها بدقة:
فإن الثابت يقينًا أن لها نشاطها الجنسي الخاص، الذي يختلف اختلافًا كبيرًا عن نوع نشاط الذكور الجنسي في جوانب متعددة، إلا أنه مع ذلك يتحد معه بصورة عامة في مبدأ التلذذ والاستمتاع، فمع كون الأنثى ت تأثر -كما يتأثر الذكو ر- بإفرازات الغدد للهرمونات الجنسية الخاصة؛ فإنها مع هذا تختلف في طابع سلوكها الجنسي عن طابع سلوك الذكور في جوانب متعددة. منها:
• السلبية في السلوك الجنسي بما تحمله من مظاهر الانتظاروالتحفُّز، وما يقابلها في سلوك الذكور الجنسي من مظاهر العدوان والمبادأة، حتى إن المطاوعة منهن لزوجها في الجماع في نهاررمضان لا تلزم بالكفارة عند بعض الفقهاء، كما لا يصح منها الظهار فتمتنع عن تمكين زوجها من نفسها، كما أن الفتاة ال مغْتصبة قد تعذرإن خشيت الهلاك، في حين قد لا يعذر الرجل إذا أجبر على الفاحشة ،ولعل في خبر أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وهي المرأة الجلدة ما يدل على هذه الطبيعة الجنسية الأصيلة في نهج وأرضاه عن قربه لما الأنثى، وذلك حين زجرها زوجها الزبيرحلَّت من عمرتها ولبست ثيابها، وهو بعد لم يزل على إحرامه، حيث قالت له، معبرة عن هذه الطبيعة السلبية في سلوكها الجنسي كأنثى:
حين "أتخشى أن أثب عليك"، وكذلك في خبر نبي الله يوسف راودته امرأة العزيز والنساء معها: دليل على اختلاف طبيعة سلوك الرجل الجنسي عن طبيعته عند الأنثى؛ فلو أراد الرجل المرأة أكرهها، أما إن أرادته هي دون رغبته عجز ت عن إكراهه؛ ولهذا لجأت امرأة العزيز إلى تهديده بالسجن والعقوبة، فالأنثى بطبيعتها الفطرية "أقل اندفاعًا في حياتها الجنسية من الذكر، كما أنها أقل تهورًا، واندفاعاتها الجنسية هي أكثر تعبيرًا عن عواطفها منها عن حاجتها الجنسية"، وهذا المسلك السلبي فطري الطبيعة ، لا يشين المرأة في شيء فهو عام في الطبيعة الأنثوية حتى على مستوى الخلايا الجنسية، فالخلية "المذكَّرة نشطة متحركة، تجد في طلب الخلية المؤنثة، أما البييضة فثابتة وسلبية"، وأعجب من هذا وأغرب في طبائع بعض الإناث: ما أشارت إليه بعض الدراسات من تلذذ المرأة ال مغتصبة في بعض حالات الاغتصاب الجنسي، رغم شدة الموقف وقسوته -كما هومفروض- وما ذلك إلا لهذا المعنى السلبي في مسلك الأنثى الجنسي.
• أشارت بعض الدراسات إلى أن نسبة النفور من الجنس وممارساته تصل عند الإناث إلى ٣٥ %، وعند الذكور ١٥ % كما أن انشغال أذهان الشباب بالقضية الجنسية أكثر من إنشغال الفتيات، وهذا كله في الجملة يدل على اختلاف طبيعة السلوك الجنسي بين الجنسين.
• اختلاف أساليب الحو افز الجنسية بين التلقائية السريعة والموضعية البدنية المحدودة عند الذكور، وبين التعقيد والبطء في عمل هذه الحوافز، وتنوعها، وانتشارها البدني عند الإناث؛ وذلك لتناسب طبيعتهن الساكنة المستترة؛ ولهذا تفتقر المرأة إلى زوجها لإثارتها أكثر من افتقاره هو إليها في إثارته؛ وذلك بناء على اختلاف أساليب عمل الحوافز الجنسية بينهما.
• ارتباط النشاط الجنسي عند الأنثى بالجانب النفسي كأبلغ ما يكون، في حين يمارسه الرجل غالبًا كوظيفة بيولوجية معتادة، فمع أن الحياة الجنسية عند الإنسان بصفة عامة مرتبطة بجانبه النفسي إلى حد كبير: فإن السلوك الجنسي عند الإناث ظاهرة نفسية أكثر بكثير من كونه وظيفة بيولوجية معتادة، ففي الوقت الذي يكون فيه الجنس عندالرجال ممارسات متفرقة: ينغمس النساء فيه بعمق، وليس ذلك لكونهن أرغب من الرجال في الممارسات الجنسية وكثرة الوقاع، وإنما للارتباط العميق عندهن بين الناحيتين الجنسية والنفسية، فالمرأ ة: قد تمتنع عن الجماع، وتصبر على ذلك، ولكن يعز عليها ويصعب أن لا تكون موضوعًا جنسيًا مستحسنًا، فهي مفتقرة إلى إعجاب الآخرين، وظامئة لاستحسانهم؛ ولهذا كثيرًا ما تتبرج المرأة، وتظهر بعض مفاتنها، وليس ذلك رغبة في الفاحشة، وإنما لمجرد إثارة الآخرين،حتى تعزز بذلك جنسها، وما هي به أنثى، في حين لا تعرف مثل هذه المسالك الجنسية عند الرجال، بل قد تنفصل عندهم -في بعض الأحيان- الممارسة الجنسية عن الواقع النفسي.
• امتزاج الحياة الجنسية عند الأنثى بالحب والتوحد في الطرف الآخر، بحيث يضعف نشاطها، أو يضمحل مع غير المرضي عندها من الأزواج، في حين لا يدخل الحب كعنصر رئيس في نشاط الذكور الجنسي، كما أن التعدد للزوجات عندهم -في حد ذاته- من العناصر المنشطة، والمرغوب فيها.
• ارتباط نشاط الإناث الجنسي بالمعاناة والألم؛ وذلك لارتباطه بالتناسل ومكابدة آلام الحمل والولادة والرعاية ونحوها، في حين لا يعدو نصيب الرجل من هذه المعاناة النسائية إلا صفْو لذَّتها،كما هو في غالب طوائف الحيوانات، ولهذا لاحظ بعض الباحثين زيادة ميل النساء في هذا العصر - بصورة خاصة- نحو الجنس بعد ظهورحبوب منع الحمل التي حققت للنساء المتعة الجنسية دون الارتباط بمعاناة الحمل، وما يلحق به من رعاية النسل، فف رقت موانع الحمل الحديثة بين الجنس بهدف التكاثر، والجنس بهدف المتعة.
ومن خلال هذه النقاط المتعددة تظهر الفروق الجوهرية- التي يحاول بعضهم إنكار ها- بين سلوك الذكور الجنسي وسلوك الإناث، التي تفرض على منهج التربية مراعاة هذه الطبائع الأصلية في كيان الجنسين، والعمل على ثباتها، كل حسب طبيعته، ودوره كنوع إنساني
متفرد .
الحيض أو الطمث:
نزيف دموي أسود ثخين، منتن الرائحة،يدفعه الرحم عبر أعضاء الأنثى التناسلية بطريقة تلقائية في عدد من الأيام، أقلُّها دفعة من دم، وأكثرها سبعة عشر يومًا، وذلك بصورة دورية كل شهر، ضمن سنوات الإخصاب وهو: "خِلْقةٌ في النساء،وطبع معتاد معروف منه ن"، وهو مع ذلك أحد أنواع الدماء الثلاثةالمتفق عليها بين المسلمين ، والخاصة بالنساء وهي: دم النفاس: ودم الاستحاضة، ودم الحيض، إلا أنه أهم هذه الدماء لاعتياده، ولعموم بلوى النساء به.
ولما كان الحيض بطبيعته استنزافًا دمويا: فإنه يستهلك شيئًا من قوى الفتاة البدينة، فيؤثر في نشاطاتها الحيوية، وأدائها الجسمي العام، خاصة إذا كانت الفتاة في الأصل ضعيفة البنْية، فإن بلوغها سن المحيض لا يزيدها إلا رهقًا وضعفًا.
ومع كون الحيض يشكِّل للفتيات عنتًا جسميًا؛ فإنه إلى جانب ذلك يثير عندهن قلقًا وتوترًا نفسياً، وشعورًا عامًا بالسلبية والدنس، وربما هيأ لبعضهن حالة نفسية تساعد على الانح راف الخلقي، حتى إن الدراسات تكاد تجمع على أن معظم جرائم النساء تتم في أثناء الحيض، يربط فيه ولعل مما يؤكد هذا الواق ع: الحديث الذي روي عن النبي بين الحيض والشيطان؛ لكون المرأة بالحيض تنقطع عن الصلاة وبعض العبادات ، فيكون ذلك محبوبًا للشيطان، وبالتالي تكو ن أقرب للوقوع في الخطأ، وأكثر تهيؤًا لقبول وساوسه وأوهامه. ولعل أقل ما يمكن أن يبعثه الطمث في نفس الفتا ة: الخجل، خاصة عند المبتدئات منهن، مما يدل -في العموم- على وجود معاناة صحية عامة تصاحب نزيف هذه الدماء، وُتؤثر بصورة سلبية على مشاعر الفتاة، وطاقاتها البدنية.
والملاحظ أن سبب وجود هذا التوتر النفسي، وشدة عنفه ترجع -من جهة- إلى طبيعة الحيض المستنزفة لطاقة البدن، ومن جهة أخرى ترجع إلى الغموض والاختلاف الذي يكتنف فقه الحيض، واستغلاق بابه على الجهابذة من الفقهاء، فضلا عن الفتيات ال متحيرات، اللاتي لا يعرفن له أيامًا معلومة، ولا يميزن له لونًا معروفًا، فلا يهتدين في ذلك بشيء، فينْ سقْن بالتالي إلى شيء من التذمر والضيق، والتز مت الفقهي المتكلَّف، الذي نهت عنه الشريعة السمحة، والذي قد يصل ببعضهن إلى حد الشَّك في طهارة كل شيء، كما أن تراث القرون الغابرة، وما خلَّفته من ركام مشاعر الخزي والنجاسة التي ربطت بالحيض والنفساء، كل ذلك ينحط بثقله على نفس الفتاة وأحاسيسها، فيطبعها بمشاعر الشذوذ والمنبوذية، ويلْبسها ثوب الحقارة والدونية.
إن محاولة علاج المشكلات المتعلقة بالدورة الشهرية، والتخفيف من آثارها السلبية على نفس الفتاة، وصحتها العام ة: ينطلق في منهج التربية الإسلامية من أربع نواح مهمة، وذلك على النحو الآتي
.الناحية الأولى: شرعية، حيث ربط نظام الإسلام بين الحيض، وبين العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والمعاملات، حتى إن المتأمل يجده طبيعة فطرية مهمة لضبط عبادات النساء، وعلاقاتهن الزوجية؛ لهذا أوجب الشارع الحكيم عليهن تع لُّم أحكامه، وجعلهن في كل ذلك مؤْتمنات على ما يجري في أرحامهن، مصدقات فيما يخبرن عن أحوالهن الخاصة، فهذا النزيف الدموي المتكرر من هذه الجهة نعمة، وليس بنقمة.
الناحية الثانية: نفسية، حيث تجد الفتاة في تقبلها لهذه الطبيعة الأنثوية، وحسن توافقها معه ا: تعزيزًا لجانبها المعنوي؛ لأنها بتوافقها، ورضاها عن هذه الحالة النسائية الفطرية، تمارس عبادة لله تعالى وتؤجر عليها؛ وذلك من خلال أسلوب الترك لبعض أنواع من الشعائر التعبدية، فهي لا تترك هذه العبادات لكونها أصبحت بالحيض نجسة،أو ناقصة الأهلية، فإنها بإجماع المسل مين طاهرة الذات، كما أنها كاملة الأهلية؛ وإنما تترك بعض العبادات طاعة لله تعالى حيث أوجب ذلك عليها زمن الحيض، لا لمجرد كونها تنزف دمًا، فإن المستحاضة هي الأخرى تنزف دمًا -وكلاهما نجس بالإجماع كسائر الدماء السائلة-حتى إن الأطباء لا يف رقون بينهما من جهة المدة لو لا أن الشارع الحكيم فرق بينهما، ومع هذا لا تمنع ال مستحاضة من العبادات والممارسات التي تمنع منها الحائض والنفساء، فلا تأثير لدم الحيض على شخص الفتاة باعتبارها إنسانًا، وإنما تأثيره في المنع من الجماع .
الناحية الثالثة: صحية، من حيث أن سيلان دم الحيض -في حد ذاته- دليل على اكتمال نمو الفتاة، وسلامتها الصحية، وقدرتها على التناسل، فإذا اجتمع إلى ذلك: اعتدال عدد أيامه، وانضباط زمن سيلانه: كان دليلا جيدًا على كمال صحة الفتاة النفسية والجسمية، في حين تعد الفتاة التي لا تحيض ناقصة معِيبة؛ فإن انقطاع الحيض –في حد ذاته- يأس وحرج، واحتباسه، أو اضطراب سيلانه: مرض وأذى،فعلم من ذلك أن الحيض صحة للفتاة، تتخفَّف بخروجه من آفاته وعلله تمامًا- كما تتخفف من باقي أنواع الفضلات التي تتأذى باحتباسها،مع كونه أمارة سلامتها للإنجاب؛ ولهذا لما أراد الله تعالى إكرام نبيه أصلح له زوجه بأن جعلها صالحة للولادة برد الحيض زكريا إليها بعد أن كانت عاقرًا؛ فالحيض صلاح للنساء، "والفتاة القابلة لأُنوثتها بشكل خالٍ من الصراعات، والمتوافقة مع انتمائها الأنثوي:
تنتظر الحيض باعتز از كدليل على المرور إلى النضج، والأنوثة الفعلية".
الناحية الرابعة: اجتماعية، حيث الخجل الشديد الذي ينتاب الفتيات من سيلان الدم، وما يصدر عنه من رائحة كريهة، مما قد يسوقهن إلى بعض السلوكيات الاجتماعية والصحية الخاطئة، تحاشيًا منهن للحرج الاجتماعي والأسري، و قد عالج نظام الإسلام التربوي بصورة جذرية هذه الناحية بإجازة مخالطة الحائض بصورة طبيعية دون تحفُّظ؛ حتى تبقى قضية الحيض في حدود حجمها الطبيعي، تخدم صحة الفتاة العامة، وتضبط نظام عباداتها ومعاملاتها الشرعية، وقد من خلال معاملته لل حيض الأسل وب الاجتماعي وضع رسول الله الأمثل، الذي يح د من معاناة الفتيات لهذه المسألة، ويحص رها في زاويتها المحدود ة ؛ فقد كان يبلغ من الحائض مبلغًا عظيما:
فيؤاكلها ويشاربها، ويصلي بجوارها، ، فلا يتحا شى من ذلك إلا الجماع، فهذه الصور الواقعية للممارسة النبوية تبقى مثالا حيًا للطريقة الاجتماعية الصحيحة في رعاية الفتيات، والنساء عمومًا حين يتلبسن بحال الحيض أو النفاس.
ومع كل ما تقدم في هذه النواحي الأربع تبقى مسألة الدماءالطبيعية بالنسبة للأنثى وأوليائها أداة حبسٍ وتعطيل، لا تنفك معاناتهاالنفسية والاجتماعية عن تجربة الفتاة الحائض، مهما كان نصيبها التربوي من الرعاية والعناية الخاصة، ومهما كان مقام وليها من الفضل والسؤْدد ومن هنا ف لا بد أن توطن الفتاة نفسها على مكابدة هذه الأنواع من المعاناة الطبيعية التي لا بد منها، مع الرضا بها على أنها نوع من الابتلاء الذي يتطلب الصبر، مع التقبل لها، والتوافق معها، دون تذمر ، أو تسخُّط.
المصدر :
تحقيق راسخون


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.