(ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقل الله ميزانه يوم تخفف فيه الموازين)، تقاس أعمال الناس يوم القيامة، بميزان واحد، وليس بالموازين المادية وأمثالها، فإذا أراد الإنسان في الدنيا أن يزن شيئاً، فإنه يزنه بميزان خاص به، فيقيس الحرارة أو البرودة بميزان معين، أما إذا أراد أن يقيس ضغط الماء أو ارتفاعه في نهر، فإنه يقيسه بميزان آخر.
وفي المسائل الأدبية أيضاً، إذا أريد قياس أوزان الشعر، فإنها تقاس بميزان خاص، فكل شيء في الدنيا له ميزان يوزن به، فبماذا توزن أعمالنا يوم القيامة؟ هل توزن بالأرقام والأعداد والأمتار؟
أم أن الوزن يوم القيامة شيء آخر؟ يقول القرآن الكريم: (والوزن يومئذ الحق)، (1) فيوم القيامة يوجد وزن واحد هو الحق، مثلما نقول: الجنة حق والنار حق، وكلمة الحق في هذه الآية الشريفة معرفة بالألف واللام، أي أن أعمال وعقائد وأخلاق الناس تقاس وتوزن بالحق، الحق في طرف، وأعمال الناس في طرف آخر، الحق هو الوزن، وعقائد وأخلاق وأعمال الناس هي الموزونة، إذا أراد أحد أن يزن خبزاً فإنه يضع الخبز في طرف من الميزان،
وفي الطرف الآخر عيار الوزن، وتوزن أعمال الناس يوم القيامة بميزان الحقيقة، فالحقائق والأعمال لا توزن بالحجر فهي ليست مثل الجوز تحسب بالعدد، أو مثل الخبز واللحم وتوزن بالحجر.
الأعمال توزن بميزان الحق ليتميز عمل الإنسان الصالح من الطالح، ولهذا يذكر القرآن الكريم وزن الأعمال فيقول: أولئك الذين تكون أعمالهم ثقيلة فهم أهل السعادة، أما خفيفوا الأعمال فهم محرومون من السعادة أي أن الحق يوجد عند بعض ولا يوجد عند غيرهم.
سوف يأتي اليوم الذي يوزن فيه الإنسان، فيعرف من هو ثقيل العمل ومن هو خفيف العمل، يزن الإنسان نفسه أحياناً ليعرف كم يكون ثقله، وهذا الوزن صالح لكل الموجودات المادية، ولكن بما أن كمال الإنسان بعقله ومعارفه العقلية، فمن الأفضل أن يزن الإنسان نفسه بالميزان الذي أنزله الله تعالى، يقول علي (عليه السلام): "زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا"،(2)
وانظروا هل أنتم ثقيلون أم خفيفون، يزن الإنسان نفسه بميزان الحق وهو القرآن الكريم ليعرف هل هو من أهل الحق، وعمله خير أم لا؟ والأمر ليس صعباً.
في هذه الخطبة يقول الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم): (من أكثر في شهر رمضان من الصلاة عليّ ثقل الله ميزانه يوم تخفف فيه الموازين)، وهذه الصلوات لا تعود على النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)بالكمال، فإن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الكمالات اللائقة لنبيه (صلی الله عليه وآله وسلم)، أما الشيء الذي نطلبه منه تعالى فليس بعنوان علة فاعلة وواسطة في الفيض على الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)، لأن الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)كامل ولا تزيده هذه الصلوات كمالاً، لكن بواسطة هذه الصلوات تظهر كمالاته وتكون علة فيض الرحمة الإلهية.
نحن لا نوصل خيراً للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم)، لأن كل ما عندنا هو من بركات النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)، كالبستاني الذي يقدم باقة ورد في يوم العيد لصاحب البستان الذي يعمل فيه، وهذا الورد من نفس صاحب البستان، فهل قدم هذا البستاني شيئاً من عنده؟ فأي خير نحصل عليه هو نتاج غرس الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)، فنحن إنما نقدم باقة ورد لحضرة الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)من بستانه
فعلى هذا لا تزيده صلواتنا وتحياتنا كمالاً، لكنها بالنسبة لنا نوع من التقرب، وبها نصل إلى كمالنا ومعنى الصلوات التي نصليها على النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)هي: إلهي أنزل رحمتك على محمّد وآل محمّد، فعندما تنزل الرحمة على النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)فهي تصيب الآخرين لأنه (صلی الله عليه وآله وسلم)مجرى الفيض الإلهي،
وإذا أردتم أن توصلوا خيراً للآخرين، فيجب أولاً أن تنزلوا الرحمة على النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)بعنوان الرحمة الخاصة لكي تصل إلى الآخرين، لهذا قال الإمام علي (عليه السلام): إذا أردتم الدعاء أو الطلب من الله في أي وقت، فصلوا على النبّي وآله مع الدعاء أو بعده، ذلك لأن الصلوات على النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)دعاء مستجاب، فإذا دعوتم مع الصلوات، فلا يعقل أن يستجب الله للصلوات ويترك دعاءكم، ولهذا نشاهد ذكر الصلوات في الكثير من مقاطع الأدعية التربوية للإمام السجاد (عليه السلام)فكل مطلب يذكره الإمام (عليه السلام)يسبقه ويلحقه بالصلوات، لأن الله عز وجل يستجيب أطراف الدعاء فيكون ما بين طرفيه مستجاباً.
إن الله وملائكته يصلون على النبّي وعلى المؤمنين، فما أعظم مقام المؤمن! قال تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبّي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)، (3)
وهذا أمر موجه لنا أن نقول: اللهم صل على محمّد وآل محمّد.
وقال: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور)، (4)
فالله عز وجل والملائكة يصلون ليخرجوكم من ظلمات الجهل إلى نور الهداية والصلاح.
يصل المؤمن إلى المقام الذي يصلي فيه الله عليه والملائكة، لكي ينقله إلى فضاء النور والهداية، فخصوصية الصلوات هي تنوير الإنسان، فصلوات الله هي صفة فعل الله، وهي تنوير الإنسان، وقول الله هو فعله، ولفظ الله هو عمله، فعندما يوفق الله الإنسان ليصبح نورانياً، فهذا يعني أنه قد صلّى عليه، وعندما يحسّ الإنسان أن لا ظلمة في قلبه، فهذا يعني أن الملائكة قد صلوا عليه، وأصبحت صلاتهم من أجله، وإذا أصاب فكر الإنسان تصور باطل، فهذا يعني أن صلوات الملائكة لم تشمله، وعندما يشعر الإنسان بالنورانية، يكشف ذلك عن أن صلوات الملائكة أصبحت من نصيبه.
وفي خصوص النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبّي)، (5)
فعند تعظيم وتكريم النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)، تجتمع جميع الملائكة وتشارك في هذا الذكر.
فإذا وفد زائر عزيز ومحترم إلى مدينة وأراد شخص استقباله، فإنه يخرج معه أقاربه وأصدقاءه لاستقباله، إنه استقبال يشكل تظاهرة جماعية، وعندما يريد الله عز وجل أن يصلي على النبّي، فإن جميع الملائكة يكونون في خدمته.
أما في التعبير الثاني وهو الصلاة على المؤمنين، فليس الأمر كذلك، إذ يقول: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته)، فالله سبحانه يصلي على المؤمنين، ثم يذكر أن الملائكة يصلون عليهم، فتعظيم الله للمؤمن في الصلوات ليس شبيهاً لتعظيمه سبحانه لرسوله الأكرم (صلی الله عليه وآله وسلم)، والفرق الآخر هو ان الصلوات على المؤمن إنما هي لإخراجه من الظلمات إلى النور، أما في حق النبّي (صلی الله عليه وآله وسلم)فالأمر ليس كذلك، إذ هو نور بنفسه، فهو (صلی الله عليه وآله وسلم)نور كامل، ويقول الله في حقه: (وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس)، (6)
ولكنه يقول في حق المؤمنين: الله يصلي عليكم ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكذلك الملائكة تصلي عليكم لتخرجكم من الظلمات إلى النور، فهذه الصلوات هي نور يعطيه الله سبحانه للمؤمن، وإذا انقطع هذا الفيض عن الإنسان بقي في الظلمات.
لابد لنا أن نزن أنفسنا بهذا المعيار، وننظر هل تشملنا صلوات الله ام لا؟ هل نستفيد منها ويتنور قلبنا أم لا؟ فإذا رأينا نفوسنا منساقة وراء الذنوب والشهوات، علمنا أن الصلوات لم تصبنا، وكل لحظة نرى فيها توفيقاً أو طاعة أو تأدية لتكليف شرعي من أحكام أو آداب، علمنا أننا وجدنا الطريق إلى أسرار العبادة، وأن صلوات الله والملائكة كانت من نصيبنا.
هذا هو المقام الشامخ الذي يصل إليه المؤمن حيث يصلي الله وملائكته عليه ليكون نورانياً، فإذا اكتسب الشخص نوراً، استطاع أن يرى الطريق وأن يبينه للآخرين وإذا لم يكتسب نوراً، فلا يهتدي إلى طريقه، ولا يستطيع أن يهدي غيره.
يقول الإمام علي (عليه السلام): "ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة"، فلا يستطيع الإنسان الذي انغمس في الظلمة أن يرى طريقه ويهتدي إلى سبيله ببارقة ضوء تحدث في السماء في لحظات، فإذا كان الإنسان مسافراً في ليلة مظلمة، وضل طريقه فإنه لا يستطيع الوصول على مقصده بحدوث برق يضيء له الطريق لحظة واحدة، إذ يمكن أن تضيء له هذه اللحظة موضع قدم واحدة، ولكن سرعان ما يخيم الظلام من جديد.
فحال الإنسان الذي أصابته الدنيا وانشغل بمفاتنها كحال المسافر في الظلام وقد ضّل طريقه. إنه يعيش لحظات من اللذة والنشاط، فيحسب أنها هي السعادة والكمال، إنه كالمسافر الذي ضل الطريق فلا يستطيع الوصول إلى الهدف.
إن من انغمس في الظلمات لا يتمكن من أن يرى طريقه، فضلاً عن أن يهدي الآخرين إلى الطريق.
قال الإمام المجتبى (عليه السلام)في أواخر عمره لابن الحنفية: سأقول لك كلاماً به يحيا الموتى، وليس من المناسب أن لا تسمع هذا الكلام، ثم قال: (كونوا أوعية العلم ومصابيح الهدى)، واسعوا لأن تكون أرواحكم أوعية للعمل، وأن ينفذ هذا العلم إلى قلوبكم ولا تسمحوا للأشياء التي لا تجلب المنفعة لكم بالدخول إلى قلوبكم وليس المطلوب أن تصبحوا أوعية للعلم والمعرفة، بل أن تكونوا مصابيح تنير الدرب للآخرين.
فلا يمنع الإنسان المؤمن العالم الآخرين من الوصول، ولا يسد عليهم المعابر، بل يحملهم معه، فالجاهل لا يعرف طريقه، والعالم غير المؤمن، يعرف الطريق لكنه يقطعه ويسد طريق الخير، يقول المجتبى (عليه السلام): إسعوا أن تكون قلوبكم أوعية العلم ومصابيح الهداية، يتدفق العلم من جوانبكم والنور من قلوبكم، نوراً يفيض على الأمة الإسلامية، إذ لا فائدة بالعلم دون الإيمان، لهذا قال: لا ترضوا أن تكونوا علماء فقط، بل كونوا علماء ومصابيح هداية، ليهتدي الآخرون بنوركم.
ثم تطرق الإمام (عليه السلام)إلى موضوع الإمامة والخلافة فقال: سيقوم بعدي أخي الإمام الحسين (عليه السلام)بمقام الإمامة والخلافة، وهذا المقام خاص به، وإن كنت يا محمّد أخانا وابن علي بن أبي طالب، لكن مقام الإمامة ليس إرثاً مثل بقية الأمور الدنيوية، بل هو هبة إلهية للإمام الحسين (عليه السلام)، فلا تطمع فيه.
وعندما سمع ابن الحنفية كلام الإمام (عليه السلام)قال: هل أنا مجاز بإبداء رأيي بخصوص الإمامة والخلافة؟ فقال (عليه السلام): قل، فقال: عقيدتي أن هذا المقام مخصوص لأخي الحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ فإن له درجات عالية ليست لي، ويمتاز بخصال عدة لا أملكها، (كان أعلمنا وأحلمنا وأقربنا إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)رحماً، وكان فقيهاً قبل أن يخلق وقرأ الوحي قبل أن ينطق)، فقد كان عالماً قبل أن يأتي إلى الدنيا، وتربع عرش الفقاهة وهو في عالم الغيب، وهو لم يتعلم هذه العلوم في مدرسة بل زق العلم زقاً.
يقول الإمام علي (عليه السلام): أنا أول من آمن بالنبي (صلی الله عليه وآله وسلم)، وعندما صدقت بالنبي (صلی الله عليه وآله وسلم)، كان آدم أبو البشر بين الملكوت والناسوت أو بين الجبروت والملكوت وبين عالم العقل والمثال، لقد كان الأئمة (عليه السلام)حاضرين في ذلك العالم، وصدقوا بالنبي محمّد (صلی الله عليه وآله وسلم)، قبل أن يصل آدم (عليه السلام)إلى مقام كماله الوجودي، ولهذا يقول ابن الحنفية بخصوص الإمام الحسين (عليه السلام):
(كان فقيهاً قبل أن يخلق وكان قارئاً للوحي قبل أن يتنزل الوحي إلى عالم النطق واللفظ، وكان الناس متحيرين كيف أن الأئمة (عليه السلام)أصبحوا معلمين ومربين للأجيال، ولم يتخرجوا من مدرسة ولم يتعلموا من أحد، هؤلاء بنظرة وغمزة إلهية واحدة أصبحوا معلمين ومربين للأجيال، فهؤلاء لم يذهبوا إلى المدارس البشرية، بل تلقوا علومهم من الله مباشرة، وعندما بين ابن الحنفية اعتقاده هذا بالإمام الحسين (عليه السلام)اتضح أن ليس له أي طمع بادعاء الإمامة.
جلس الإمام المجتبى (عليه السلام)إلى جوار نخلة يابسة في إحدى السفرات وكان معه رجل، فقال الرجل: لو كانت هذه النخلة خضراء لتناولنا من تمرها، فقال الإمام: أتحب أن تأكل من تمرها؟ قال: نعم فرفع الإمام يديه بالدعاء، فاخضرت النخلة اليابسة وأثمرت تمراً، فقال جمّال كان حاضراً هناك: لقد سحر الحسن بن علي النخلة، فقال الإمام (عليه السلام): ليس هذا بسحر، (ولكن دعوة ابن نبّي مستجابة).
فإذا وصل الإنسان إلى سر العبادة فإنه يشاهد معبوده سبحانه، وستكون إرادته إرادة الله سبحانه، وإذا أراد شيئاً تحقق له، نقل عن الأئمة (عليه السلام)قولهم: (إن قلوبنا أوعية إرادة) في معرض تفسيرهم للآية الكريمة: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله). (7)
فإذا أراد الله أن ينجز عملاً مان فإن هذا العمل يتم بإرادة جزئية، وهذه الإرادة الإلهية هي صفة فعل الله سبحانه، وخارجة عن الذات، ويمكن أن تظهر في موجود أو مكان ما، ومظهرها قلوب المعصومين الذين هم أولياء الله، ولهذا يقول العلامة الطباطبائي ـ رضوان الله عليه ـ في معنى الصلوات على محمّد وآله ـ عليهم أفضل صلوات المصلين: إن الصلوات على محمّد وآله ـ تعني: إلهي أنزل رحمتك عليهم حتى تصلنا من خلالهم.
إذا أرادت الرحمة أن تمطر فلا بد من أن تصيب أولئك الأطهار ومن ثم تصيبنا، ولهذا يستلزم طلب هذه الرحمة استجابة الدعاء، ومن هنا قالوا (عليه السلام): (إن قلوبنا أوعية إرادة الله).
ينقل المرحوم السيد حيدر الآملي: إن هذا المعنى منسوب إلى المحقق الطوسي وهو بخصوص الإمام الحجة ـ أرواحنا فداه ـ (وبيمينه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء)، ومن أدلة إثبات هذا المطلب هذا الدليل البسيط.
كان الإمام المجتبى (عليه السلام)راكباً دابة سريعة في إحدى سفراته إلى بيت الله الحرام ومع ذلك اراد الإمام (عليه السلام)أن ينال ثواب المشي، فنزل عن دابته وأخذ يمشي فتورمت رجلاه، فقال لخادمه الذي كان معه، خذ هذه النقود، وسر قليلاً في هذا الاتجاه وستجد رجلاً أسود اللون، وعنده دهن، فاعطه هذه النقود وخذ الدهن منه وجئني به لأمسح به رجلاي عسى أن تشفيا، وكان هذا من علم الإمام الغيبي، فأخذ الخادم النقود وذهب، فوجد شخصا بنفس العلامات التي ذكرها الإمام (عليه السلام)فقال له:
أعندك دهن ينفع لورم الرجل؟ فقال الرجل: نعم، فقال الخادم: خذ هذا المال واعطني الدهن، فقال: لمن تريد هذا الدهن؟ فقال: للحسن بن علي، فقال الرجل: الحسن بن علي مولاي، وأنا أحبه، خذ الدهن واحمله إليه، فقال الخادم: يجب أن أدفع ثمنه، وإذا أحببت أن تحضر عند الإمام فتعال معي، فلما حضر عند الإمام (عليه السلام)قال له: يا ابن رسول الله، عندما خرجت من بيتي خلفت زوجتي وهي حامل، فادع الله سبحانه أن يرزقنا ولداً يكون من شيعتكم ومحبيكم، فدعا له الإمام قائلاً: رزقك الله ولداً وهو من شيعتنا ومحبينا.
فلم يطلب هذا الإنسان الأسود من إمام زمانه مالاً ولا دنيا، بل طلب ولداً صالحاً، لأن من بركات حياة الإنسان أن يكون له ولد صالح، يطلب له المغفرة مادام حياً، فإنها تنفعه بعد مماته.
(ومن تلا فيه آية من القرآن كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور)، فعظمة شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم فيه، والرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)يبين فضيلة قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك فيقول: إذا قرأ الإنسان آية في هذا الشهر المبارك فكأنما قرأ القرآن كله في غيره من الشهور.
إن نفس الإنسان قابلة للصياغة والتطبع كيفما نريد، فلماذا لا نعودها عادات الخير؟ لماذا لا نعودها العلوم والمعارف الحقة؟ لماذا لا نعلمها آيات الأحكام والمسائل الإسلامية؟
المصادر :
1- الأعراف: 8
2- نهج البلاغة، الخطبة: 90
3- الأحزاب: 55
4- الأحزاب: 43
5- الأحزاب: 56
6- الأنعام: 122
7- الإنسان: 30