جالينوس والعقم

قال جالينوس: إذا غلب على الرحم سوء مزاج بارد كانت أفواه العروق التي فيه في غاية الضيق وكانت المرأة عاقراً لأنه لا يمكن أن تتصل بأفواه العروق مشيمة ولو كان ذلك لا يمكن أن يتغذى الطفل على ماينبغي، لأن الطمث في هذه الحال أما ألا يخرج البتة
Monday, March 13, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
جالينوس والعقم
جالينوس والعقم

 






 

قال جالينوس: إذا غلب على الرحم سوء مزاج بارد كانت أفواه العروق التي فيه في غاية الضيق وكانت المرأة عاقراً لأنه لا يمكن أن تتصل بأفواه العروق مشيمة ولو كان ذلك لا يمكن أن يتغذى الطفل على ماينبغي، لأن الطمث في هذه الحال أما ألا يخرج البتة أو يكون نزاراً قليلاً رقيقاً مائياً، ومثل هذا الرحم قد يبرد المني أيضاً برداءة مزاجه( يعلق ابن سينا علی الموضوع ويبدي رايه ) قد أتى على الدلائل التي بها تعرف الرحم البارد، ويعرض للمني في الرحم الرطب ما يعرض للبزر في البطائح ، ويعرض فيه في الرحم اليابس ما يعرض له عند عدم الماء وغيره، وعلى هذه الحال فافهم فساد مزاج المني .
ثم قال: (متى كان المنى أو الرحم مائلين إلى فساد مزاج فاختر لذلك الرجل امرأة رحمها مائل إلى ضد ذلك الفساد وبالعكس فإن الحال تصلح بذلك، وإنما ينبغي أن يفعل هذا بعد أن تعلم أن العقم ليس للسدد [و] لا لشيء غير فساد المزاج فقط، واستدل على فساد مزاج الرحم أو اعتداله من باب المزاج والتبخير بالأدوية التي هي الأفاوية كاف في ذلك وذلك أن الرحم البارد اليابس لا ينفذ فيه البخور حتى يصل إلى الفم والمنخر لتكاثفه، والرطب ينفذ فيه شيء ضعيف لأنه يغمر ذلك البخور ويضعفه، وأما الحار فإنه يغير كيفية ذلك البخور إلى الريح وهذا النوع فقط يحتاج [ إلى ] أن يضم إليه استدلال آخر، لأن الدليل فيه من باب البخور أضعف ميلاً لرقته على أن هذا المزاج قلّ ما يعرض لبرودة النساء ورطوبتهن، وهذا المزاج إنما يعرض للمرأة الأدماء الزباء القضيفة، فضم هذا إليه، وإذا حدث بالحامل زحير كان سبباً لأن تسقط لاتصال الرحم بالمعي المستقيم وشدة تعب الجسم بكثرة القيام وشدة الوجع).
فهو هنا يعلق على وصف جالينوس للرحم الباردة المزاج المسببة للعقم بألية احتباس الطمث وانسداد العروق والغذاء عن الجنين وتبريدها للمني الذكري والأنثوي وبالتالي رداءة نوع المني, ويضيف بضرورة معالجة تغير المزاج باختيار مزاج معاكس له في الزوج أو الزوجة, وركز على التثبت من عدم وجود سبب أخر لذلك, ووصف تجربة للتحقق من فساد مزاج الرحم أو انسداده وهي التبخير بالأفاوية والتي تحدد وجود سدة أو رطوبة باردة أو جفاف الرحم.
و يقول :( على ما رأيت لابن ماسويه: الحبل يمتنع إما لسوء مزاج بالرجل والمرأة إما في جملة الجسم وإما في أعضاء التناسل ، فابحث أولا عن حال التدبير بالعلاقات التي تخص، ثم عن حال أعضاء التناسل منها، ويعرف ذلك من كمية المني وكيفيته والحيض، فإنه متى كان إحدهما نزرا قليلاً أو منتناً أو شديد الرقة أو الغلظ استدللت بذلك على سوء المزاج الذي يولده وقد يمنع الحبل من أن يقضى الرجل حاجته ولا تقضيه المرأة فإن الحبل لهما يلتئم أن يلتقي في وقت واحد، فينبغي أن يعرف ذلك الرجل من عيني المرأة واسترخائها وتقضي حاجته ذلك الوقت وقد يمتنع لكثرة ما سال من الطمث ويحتاج إلى اسخان ومن دشنيذ في فم الرحم، ويكون قد تقدمه بول الدم ووجع ومن السمن والهزال الشديد ويحتاجان إلى الضد.)
ومن هذين القولين نستنتج أن الرازي لم يخرج عما قاله السابقون له وإن علق عليه وشرحه, فهو يرى أن سبب العقم أما من أسواء مزاج بالرجل والمرأة إما في جملة الجسم وإما في أعضاء التناسل ويحدد علامات أسواء المزاج المفسدة للمني, ويقول بأن من الأسباب عدم توافق الأنزالين, وأفات عنق الرحم وعلل الطمث والهزال والسمن الشديدين, انغلاق أفواه العروق ونقص القوة الماسكة للمني في الرحم . كما نجد إشارات عديدة إلى اسباب العقم وعلاماته وعلاجاته متفرقة ضمن الكتاب ونذكرها ضمن الترتيب الذي وضعه الرازي لأسباب العقم:

أسباب تختص بالنساء

يقول:( وعن بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه، وإما لفساد مزاج مع مادة أو بلا مادة، فاستدل عليه بالدلائل ثم قابل سوء المزاج بالمبدلة والذي مع مادة بالاستفراغ وتبديل المزاج وقد ذكرنا دلائل الرحم الحار والبارد والذي بخلط خام غليظ بالدلائل والتدبير المتقدم ولون الطمث ولين الموضع).
أي يقسم أفات الرحم المسببة للعقم إلى أفات ناجمة عن أسواء المزاج وأخرى ناجمة عن أفات موضعية, كما نجد ذكر لعدد من الأسباب التي أقترحها الرازي لتكون مسبباً للعقم الأنثوي.

1-أسواء المزاج:

بالإضافة إلى ماذكرنا سابقاً نجده يقول ( وقد يكون العقم أيضاً من كثرة سيلان الطمث فيبرد لذلك الرحم، واستدل على الرطوبة بسائر دلائل الخراج وبكثرة ما يسيل من الرحم من النداوة,واستدل على اليبس بجفاف فم الرحم وصلابته ، ويكون العقم من كثرة اللحم .) وقصده من أسواء المزاج الرحمية ما قاله نقلا عن جالينوس بأن المزاج البارد هو المفسد للمني والمسبب للعقم لأسباب عديدة منها تبريد المني أو نقص الغذاء عنه بانسداد العروق التي في الرحم أو باحتباس الطمث.وهنا نجده يقول أن كثرة سيلان الطمث ايضاً تحدث برداً في الرحم ويستدل عليها من سيلان رطوبات باردة من الرحم.ومن ثم يذكر وفي الصفحةص89 يقول:(عن أهرن: استدل على فساد مزاج الرحم الحار أن النطفة تفسد بذلك من شدة مزاج المرأة وقضفها وصفرة اللون وانصباغ بولها وسرعته نبضها، وبالجملة بجيمع ما يستدل على الجسم إلى سخن وتخص دلائل مزاج الرحم خاصة بما يخرج من الحيض إذا كان حاراً جداً، واستدل على أنه تفسد النطفة من أجل البرد لضداد هذه والحيض الرقيق الأصفر والأبيض، واستعن مع ذلك بالتدبير وسائر الأسباب والأمراض التي تقدمت)
ويقول 86(وقد يكون في الرحم يبس شديد يتبين له المجامع فلا يصيب له لذة لشدة يبسه وهذا هو الذي يسميه الأطباء العاقر باطلاق)
ويقول:(قد تفسد النطفة لخلال فتفقد مزاج الرجل والمرأة وتعرف مزاجها ولونها ودم الحيض في بياضه ورقته والتدبير المتقدم وقد يفرط خروج دم الحيض فتبرد الأرحام فتفسد النطفة)
(شرب الماء البارد وماء الثلج يجعل النساء عواقر لأنه يفسد نظام الطمث، وكثرة استعمال البلاد الباردة تعسر فيها الولادة والحارة تسهل فيها) من كل ما ذكر نجد ان الرازي حافظ على نفس النظرية المفسرة لسوء مزاج الرحم ودوره في العقم ولكنه يقول بأن كل الأمزجة غير المعتدلة قد تسبب العقم وليس المزاج البارد فقط. وتعرف بالعلامات العامة للمزاج وبتغير المني وأحوال الطمث وصفاته.

2-أنقطاع الطمث:

يقول:(النساء اللواتي لا يحبلن في الأكثر هن اللواتي لا تنقى أبدانهن بدرور الطمث لكن يحتبس ويفسد فيهن.),: ( المرأة القليلة الحيض النزرة غير موافقة للتوليد لأن ذلك يكون إما من قلة دم الجسم أو من تكاثف أفواه عروق الرحم، وليس منها واحد موافق، وتكاثف عروق الرحم لا تعلق لها مشيمة وإن تعلق خرج منه دم كثير غليظ كاف.). فعدم الطمث في اعتقاد الرازي مرض ناجم عن أما قلة دم الأم أو انسداد فوهات العروق الرحمية وبالتالي امتناع الغذاء عن المشيمة.

3- عدم الجماع أو الأفراط فيه:

يقول (، وقد يكون العقم أيضاً لأن المرأة لا تجامع دهراً فيبرد منيها ويفسد مزاج رحمها إلى البرد،)
(وقد يبطل الحبل أيضاً الإلحاح من الرجل والمرأة على الجماع)
(ويفسد أيضاً كون عدم الحبل لبعد عهد المرأة بالجماع،) فعدم الجماع واحتباس المني الأنثوي في اعتقادهم يسبب تبريداً للرحم وهو الأساس في حدوث العقم .

4-نقص القوة الماسكة:

إذ يقول:(وقلة الرياضة والتعب وقلة النقاء من الطمث يورث العقم لأنه يجعل فم العروق التي في فم الرحم فيها بلغم لزج يؤمن القوة الجاذبة ولا يجذب المنى بقوة ولا يتعلق أيضاً المنى إذا وقع فيه ولا ينبسط نعما)
كما يقول(وقد يمتنع الحبل من رطوبة الرحم وإملاسه وينبغي أن تجفف بشياف حارة يسيل منها الرطوبات) فهو لم يخرج عن النظرية القائلة بوجود قوة جاذبة للمني داخل الرحم بضعفها يحدث العقم وهي تضعف بقلة الطمث واخلاط بلغمية لزجة في فوهات العروق.

5-السمنة:

يقول بعلاقة السمنة بالعقم وعسر الولادة و يكرر ذلك في أكثر من موضع:
(ويكون العقم من كثرة اللحم.....وقد يكون من زيادة الشحم ومن قروح كانت في الأمعاء فأفسدت بعض الأشكال).(السمينة لا تكاد تعلق فإن علقت أسقطت أو عسر ولادها).(المرأة السمينة إذا تفرغت الرطوبة من رحمها ويسخن الرحم علقت وأكثر ذلك لا تعلق فإن علقت اسقطت والمرأة السمينة وإن لم تسقط فهو ضعيف مهين). ولكنه لم يحدد العلاقة السببية بين العقم والسمنة وإن عالجها بالتنحيف.

6-أفات الرحم بالخاصة :

يقول:( قد يمتنع الحبل من فم الرحم فاستعمل ميلاً من أسرب قليلاً ويمسح بدواء ملين وتسقى شراباً ويكثر الحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بالسوية يشرب منه على الريق كل يوم ولتأكل كرنباً ، ويعين على الحبل الفرزجات الحارة والجلوس في مياه حارة بعد تنقية الجسم بالمسهل)
:( بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه)

7-كبر عمر المرأة أو صغر سنها:

يقول الرازي (المرأة تسرع العلوق من خمسة عشر عاماً إلى أربعين وليس رحمها بمائل إلى إحدى الكيفيات ميل إفراط، والتي تحيض في وقت حيضها المعتدلة الطعام الفرحة النفس، وإن علقت المرأة قبل اثنتي عشرة عاماً هلكت لصغر رحمها في الأمر الأكثر وقلّ ما تعلق ، فالمرأة الحديثة المعمولة الدائم ذلك عليها إذا كان شديداً لا تعلق، والتي لا تتحم دائماً). فقد حدد العمر الذي يحدث فيه الحمل دون أن يعلم لم لا يحدث بعده أو قبله, وربط حدوث الحمل بجملة من العلامات المناسبة للحمل.
(عن ميسوسن في القوابل: التي تسرع العلوق بالولد بنت خمسة عشر عاماً إلى أربعين، التي ليس رحمها بجاس ولا مسترخ جداً ولا مفرط في الحر والبرد، التي تحيض وقت حيضها المعتدلة الأكل والشراب الفرجة المسرورة من علقت قبل خمس عشرة سنة خفيف عليها الموت لأن رحمها صغير فلا تلد إلا بمشقة شديدة، والمرأة الدائمة الحزن والهم لا تعلق ، والتي تتخم كثيراً لا تعلق، أوفق الوقت للعلوق في آخر الحيض ونقصه، وإذا كان الجسم معتدلاً ليس بممتلئ من الطعام والشراب، وفي أول وقت الطمث لا تعلق لأن الرحم ممتلئة رطوبة غير موافقة للجذب) فقد حدد العمر الذي يحدث فيه الحمل دون أن يعلم لم لا يحدث بعده أو قبله, وربط حدوث الحمل بجملة من العلامات المناسبة للحمل.

الآفات و العلل التي في الذكر:

يقول الرازي:( من مسائل أرسطاطاليس:إن السكران في أكثر الأمر لا ينتج)
كما ذكر في مواضع أخرى أن السكران والولد والشيخ لا ينتجون , وأن الاكثار من الجماع أو طول الانقطاع عنه يولد العقم لدى الذكر.
1-أفات الخصية:
يذكر:(في العقم: متى قطعت البيضتان أو رضتا وإن بردت البيضتان تبريداً شديداً لم يولد لذلك الحيوان، فإن عرض للبيضتين ورم صلب لم تولد أيضاً.) فأذية الخصية أو اصابتها أو تبريدها بشدة كله يسبب العقم بأذية تولد المني , وهنا نجده يخالف ابن سينا الذي يقول بتولد المني من أعضاء الجسم جميعاً.
2-علل المني
ذكر عدداً من العلل التي تصيب مني الرجل وتسبب فساده ومنها ما ذكرناه عن فساد مزاج الرحم. وقال أيضاً بضرورة توافق الأنزالين لحدوث الحمل:(وقد يمنع الحبل من أن يقضى الرجل حاجته ولا تقضيه المرأة فإن الحبل لهما يلتئم أن يلتقي في وقت واحد، فينبغي أن يعرف ذلك الرجل من عيني المرأة واسترخائها وتقضي حاجته ذلك الوقت)
ويقول في أن اسباب فساد النطاف عديدة ويذكر منه كثرة الجماع والتعب والامتناع عن الجماع ونوع الطعام, كما يذكر صفات للمني يستدل منها على قدرتها على التولد فيقول في ص98: (النطفة تفسد لادمان الجماع والاعياء والتعب وإتيان الجوارى التي لم يبلغن والبهائم والإضراب عن الجماع كثيراً وترك الدسم وأكله ولزوم الحموضة والملوحة وهذا وشبهه يجعله غير منجب، والنطفة الرقيقة جداً والغليظة والمنتنة والتي لها لون غريب والتي يحس الإحليل بحرارتها إذا خرجت كلها لا تنجب، والباردة اللمس جداً والنطفة الصحيحة بيضاء لزجة براقة يقع عليها الذباب وينال منها وريحها كريح الطلع والياسمين فهذه تنجب.) ويقول: ( إذا كان المني رقيقاً لم يتهيأ أن يكون صاحب الغشاء الأول وذلك أنه في اجتذاب الرحم له ينخرق ويكون ذلك سبباً لخروج المني وسقوطه من الأنثى.)
العلامات:
ذكر الرازي عدداً كبيراً من العلامات الدالة على العقم وأسبابه ومنها:
(وقد يكون العقم أيضاً ومن كثرة سيلان الطمث فيبرد لذلك الرحم، واستدل على الرطوبة بسائر دلائل المزاج وبكثرة ما يسيل من الرحم من النداوة،)
واستدل على فساد مزاج الرحم أو اعتداله من باب المزاج والتبخير بالأدوية التي هي الأفاوية كاف في ذلك وذلك أن الرحم البارد اليابس لا ينفذ فيه البخور حتى يصل إلى الفم والمنخر لتكاثفه، والرطب ينفذ فيه شيء ضعيف لأنه يغمر ذلك البخور ويضعفه، وأما الحار فإنه يغير كيفية ذلك البخور إلى الريح وهذا النوع فقط يحتاج [ إلى ] أن يضم إليه استدلال آخر، لأن الدليل فيه من باب البخور أضعف ميلاً لرقته على أن هذا المزاج قلّ ما يعرض لبرودة النساء ورطوبتهن، وهذا المزاج إنما يعرض للمرأة الأدماء الزباء القضيفة، فضم هذا إليه، وإذا حدث بالحامل زحير كان سبباً لأن تسقط لاتصال الرحم بالمعي المستقيم وشدة تعب الجسم بكثرة القيام وشدة الوجع)
(واستدل على اليبس بجفاف فم الرحم وصلابته، ويكون العقم من كثرة اللحم )
:(أهرن: استدل على فساد مزاج الرحم الحار أن النطفة تفسد بذلك من شدة مزاج المرأة وقضفها وصفرة اللون وانصباغ بولها وسرعته نبضها، وبالجملة بجيمع ما يستدل على الجسم إلى سخن وتخص دلائل مزاج الرحم خاصة بما يخرج من الحيض إذا كان حاراً جداً، واستدل على أنه تفسد النطفة من أجل البرد لصداد هذه والحيض الرقيق الأصفر والأبيض، واستعن مع ذلك بالتدبير وسائر الأسباب والأمراض التي تقدمت)
(وقد يكون في الرحم يبس شديد يتبين له المجامع فلا يصيب له لذة لشدة يبسه وهذا هو الذي يسميه الأطباء العاقر باطلاق)
(قد تفسد النطفة لخلال فتفقد مزاج الرجل والمرأة وتعرف مزاجها ولونها ودم الحيض في بياضه ورقته والتدبير المتقدم وقد يفرط خروج دم الحيض فتبرد الأرحام فتفسد النطفة)
:( من الاختصارات قال: وقد يعرض امتناع الحبل لميلان الرحم إلى الجوانب فأمر القابلة أن تدخل اصبعها وتنظر إلى أي جانب هو مائل، فإن كان من الجانب الذي مالت إليه عروقه ممتلئة وفيه غلظ فافصد من رجلها المحاذية لذلك الجانب، وإن كان هناك تقلص وتكمش لاغلظ فالحقن والحمولات اللينة والحمام والآبزن)
:( بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه، وإما لفساد مزاج مع مادة أو بلا مادة، فاستدل عليه بالدلائل ثم قابل سوء المزاج بالمبدلة والذي مع مادة بالاستفراغ وتبديل المزاج وقد ذكرنا دلائل الرحم الحار والبارد والذي بخلط خام غليظ بالدلائل والتدبير المتقدم ولون الطمث ولين الموضع.)
(الحبل يمتنع إما لسوء مزاج بالرجل والمرأة إما في جملة الجسم وإما في أعضاء التناسل، فابحث أولا عن حال التدبير بالعلاقات التي تخص، ثم عن حال أعضاء التناسل منها، ويعرف ذلك من كمية المني وكيفيته والحيض، فإنه متى كان إحدهما نزرا قليلاً أو منتناً أو شديد الرقة أو الغلظ استدللت بذلك على سوء المزاج الذي يولده وقد يمنع الحبل من أن يقضى الرجل حاجته ولا تقضيه المرأة فإن الحبل لهما يلتئم أن يلتقي في وقت واحد، فينبغي أن يعرف ذلك الرجل من عيني المرأة واسترخائها وتقضي حاجته ذلك الوقت وقد يمتنع لكثرة ما سال من الطمث ويحتاج إلى اسخان ومن دشنيذ في فم الرحم، ويكون قد تقدمه بول الدم ووجع ومن السمن والهزال الشديد ويحتاجان إلى الضد.)
يعمد الرازي إلى ذكر علامة كل سبب من الأسباب في موقعه فعلامات اسواء المزاج واضحة بالعلامات العامة لتغير المزاج والعلامات المشاهدة بفحص عنق الرحم وبفحص الطمث والسائل المنوي وقد حددنا سابقاً ما اعتبره الرازي صفات الطمث وصفات السائل المنوي التي يتولد منها. أما علامات باقي الأفات من السمنة وكثرة الجماع وانقطاع الطمث وانسداد فم الرحم واصابة الخصية فواضحة وظاهرة يستدل عليها بحدوث اسبابها.
العلاجات:
يذكر الرازي العديد من العلاجات التي يغلب عليها الحقن بما يعتبره الرازي مواد مسخنة, وبعلاج سوء المزاج بالضد منه ,وبالاستفراغ وبالفصد .وفي حالات انقطاع الطمث يعالج بما يسميها المدرات للطمث.كما ذكر عدداً من الوصفات الهدف منها إسراع الحمل وليس علاج العقم.أما انسداد عنق الرحم فعالجه جراحياً باستخدام ميل من الرصاص, واما السمينة فعالجها بالتهزيل وبفرزجات مفرغة للرطوبات التي في رحمها بالإضافة للمسهلات.
:( وعالج التي لا تحبل من يبس في الرحم بالحقن وتتحمل شحم البط وأطعمها الاسفيذباج ولحوم الجذاء وتسقىلبن الماعز حليباً وطلبخاً، وما كان لزوال الرحم إلى فوق أو إلى جانب فبالفصد من الصافن لينزل، وتقصد من الناحية المائلة إليها الرحم وتحتمل الأشياء الملينة المسخنة لى والمدرة للطمث وإن ذلك لزوال الرحم لا من دم كثير اجتمع في عروق الرحم لكن لرطوبات ويعرف ذلك من التدبير والسحنة والمزاج فانفضها بحب المنتن في كل أربعة أيام، وتتمرخ بدهن الرازقى وتحتقن 20 بحقن حارة لطيفة كدهن الحبة الخضراء أو دهن الجوز وطبيخ الحلبة.إسراع الحبل: تحمل المرأة إنفخى أرنب مسحوقة بدهن بنفسج وتحتمل بصوفة بعد الاغتسال من دم الحيض أو من مرارة الأسد ومرارة الذئب أو من مرارة الأرنب أو من مرارة الحمام من أيها شئت نصف درهم مع دهن ناردين حين تغتسل من الحيض، وينفع من ذلك دخنة مر ولبنى وقنة بالسوية تجعل قرصة بعد الدق بشراب وتبخر بمثقال منها ).
: ( بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه، وإما لفساد مزاج مع مادة أو بلا مادة، فاستدل عليه بالدلائل ثم قابل سوء المزاج بالمبدلة والذي مع مادة بالاستفراغ وتبديل المزاج وقد ذكرنا دلائل الرحم الحار والبارد والذي بخلط خام غليظ بالدلائل والتدبير المتقدم ولون الطمث ولين الموضع).
(ابن سرابيون: فرزجة عجيبة للتي لا تحمل: زعفران حماماً سنبل إكليل الملك من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف ساذج قردماناً أوقية أوقية شحم الأوز وصفرة البيض أو قيتان دهن ناردين نصف أوقية تحتمل بصوفة آسما نجونية بعد الطهر والاغتسال ثلاثة أيام بحذر كل يوم ثم يدنو إليها ، وينفع لذلك شرب نشارة العاج فإنه يفعل ذلك بخاصة وتحتمل إنفخة أرنب وبعره، ومما يعين على ذلك جداً الفرازيج المسخنة الطيبة الريح يحتمل وينام عليها كله ويجامع شهراً .
فرزجة: مر أربعة دراهم بعر الأرنب من كل واحد درهما نتهيأ فرزجة وتحتمل ويغير في كل ثلاثة أيام فلوّطه أسبوعاً، ومن كانت يزلق منها المني ويخرج عنها سريعاً اتخذ لها فرزجة من المسخنة والقابضة وأكثر القابضة الطيبة لتجذب وتقوي على الإمساك وحملها أياماً مثل السنبل والزعفرانم والشبث والسك والمسك ونحو ذلك والدار شيشعان عجيب له، وجوز السرو ومر وميعة سائلة وحب الغار وبازرد اعجنها بشراب ، وهذه تستعملها القوابل، ومن لا تحتمل من الشحم فافصدهن واسهلهن وحملهن عسلاً مصفى وسكنجبيناً ومقلا ودهن سوسن ومرا في صوفة آسمانجونية، واحقن قبلها بشحم حنظل مطبوخ فإنه يخرج منها رطوبة كثيرة وحملها صمغ كنكر فإنه يخرج من رحمها رطوبة كثيرة بقوة وتنقية. حقنة جيدة، التي في رحمها رطوبة كثيرة وتسقط لذلك وعلامته أن ترى بعد الجماع بللا كثيراً جداً: قشور كندر وسعد مرصوص جزء جزء نصف جزء يطبخ بستة أمثاله ماء حتى يبقى ربع الماء يصفى ويحقن بأربع أوراق في كل ثلاثة أيام ويحملن أشياء قابضة).
: (في الأرحام: النساء اللواتي لا يحملن من الشحم: اقطع عرقها ثم حملها فرزجة من عسل ودهن سوسن والمر يجعل فرزجة ويعالج بالحقنة التي يدخلها شحم البط ثلاث مرات).
(احتمال الانفحة مع زبد بعد الطهر يعين على الحبل ، وقال : بزر الأبخرة البري إذا شرب كذلك ، بزر ساساليوس تسقى منه المواشي الإناث ليكثر النتاج، قال : رب الحصرم يدبغ معد الحوامل ويمنع الشهوات الرديئة جيدة للبطن.)
:( قد يمتنع الحبل فم الرحم فاستعمل ميلاً من أسرب قليلاً ويمسح بدواء ملين وتسقى شراباً ويكثر الحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بالسوية يشرب منه على الريق كل يوم ولتأكل كرنباً ، ويعين على الحبل الفرزجات الحارة والجلوس في مياه حارة بعد تنقية الجسم بالمسهل)
: ( أيام بعد الطهر ثم يجامع بعقب البخور، أو من ميعة سائلة فيها حب الغار يعجن بعسل ويحبب ويبخر بدرهم مرات ثلاثاً.)
:(مسيح: تستعمل القوابل بخورات لمن لا تحبل فيها: زرنيخ أحمر وجوز السرو ويعجن بمعية سائلة ويبخر في قمع)
(أعالج اللواتي لا يحبلن بالشيافات الحارة تدمن احتماله المتخذ من البلسان ودهنه والبان والمسك وأظفار الطيب ونحوها ويعطى المعجونات الحارة فهذا علاجه على الأكثر، فإن أدمن عشرة أيام جومعت. قال: اتخذ أقراصاً من مر وميعة وحب الغار وبخرها به كل يوم. القرابادجين العتيق: يسكن غثى الحوامل لبن البقر حليباً إذا شربته سكن).
:( قال: النساء اللواتي لا يحبلن من الشحم عالجهن بعد الفصد بهذه الفرزجات: عسل ماذى ودهن سوسن ومر واحقنها بالحقن الحارة التي يدخل فيها شحم حنظل وتترك اللحم البتة والسمك والشحم. روفس في تهزيل السمين: المرأة السمينة إذا تفرغت الرطوبة من رحمها ويسخن الرحم علقت وأكثر ذلك لا تعلق فإن علقت اسقطت والمرأة السمينة وإن لم تسقط فهو ضعيف مهين.)
( يعطى عليه علامات التي لا تحمل من الشحم، افصدها ورضها وقلل غذاءها واعطها ثبادريطوس)
المصدر : 1- راسخون 2016

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.