ومن الحوادث التي حصلت في أيام هذا الأستاذ الأعظم مما يستحق الذكر محاولةُ توحيد الماسونية، وذلك أن نائب الأستاذ الأعظم كان عالمًا أن دوك بوفورت يرغب في ذلك التوحيد، فعرض الأمر على المحفل الأعظم وأظهر له عِظَم الفوائد الناجمة عن ذلك، ثم إنه عمل في ذلك لائحةً وعرَضَها على الأعضاء، فاستحسنوها وصادقوا عليها.
ثم أخبرهم أنه التمس من جمعية الإحسان الماسونية أن تجمع مبلغًا لبناء قاعة ماسونية للمحفل الأعظم لابتياع الأدوات اللازمة لها من أثاث وملابس ومصاغ وما شاكل، من غير رأسمالها الأصلي، وكانت تلك الطريقة بمثابة الشروع في ذلك التوحيد؛ لأن الدراهم المطلوبة ستجمع من الإخوان الماسونيين على اختلاف نزعاتهم، فأقر المحفل الأعظم على ذلك الالتماس.
وطبعوا لائحة التوحيد وفرَّقوها في المحافل، فقبل بها ١٦٨ محفلًا، أما المحافل التي لم تصادق عليها فكانت ٤٣ محفلًا، فتقرَّر وجوب التوحيد بالأغلبية.
وفي سنة ١٧٧١ قُدِّمت نسخة من لائحة التوحيد للبرلمان الإنكليزي بواسطة نائب الأستاذ الأعظم شارلس ديلون؛ لكي ينظر فيها ويصادق عليها، وعند تلاوتها للمرة الثانية اعترض عليها أحد أعضاء البرلمان ووافقه بعض الإخوة، فطلب ديلون تأجيل البحث فيها لمدة غير معيَّنة، فحبطت مساعي ديلون وذهبت أدراج الرياح.
وفي سنة ١٧٧٣ تقرَّر فتح باب للمخابرات مع محفل جرمانيا الأعظم في برلين. وفي سنة ١٧٧٤ أُدخِلت درجة الرويال أرش «القنطرة الملوكيَّة» إلى إنكلترا.
وفي سنة ١٧٧٥ أضيف إلى كتاب النظامات بعض البنود.
وفي أول مايو (أيار) من تلك السنة وُضِع الحجر الأساسي للقاعة الماسونيَّة، وفي السنة التالية تقرَّر نشر تقويم ماسوني.
وفي ٢٣ مايو (أيار) من هذه السنة تم بناء القاعة المشار إليها، وتكرست رسميًّا بحضور الأستاذ الأعظم بيتر وعدد غفير من الإخوة باسم الفضيلة والبر والإحسان.
وفي أول مايو (أيار) سنة ١٧٨٢ انتُخِب هنري فريدريك دوك كمبرلاند للرئاسة العظمى، ونظرًا لغيابه مؤقتًا عُيِّن إرل أفنغام ليقوم مقامه. وفي هذه السنة انفصل محفل «الآثار القديمة» من المحفل الأعظم الإنكليزي.
أما الرمزية فدخلتها سنة ١٧٣٦، وكيفية ذلك أنه عند اتحاد محافل لندرا الأربعة إلى محفل أعظم سنة ١٧١٧، كانت المحافل العملية لا تزال معروفة في اسكوتلاندا، فلما رأى الاسكوتلانديون ما كان من تقدُّمِ المحفل الأعظم الإنكليزي، وانتشار تعاليمه، وقد كان البعض منهم منتظمين في سلك ذلك المحفل؛
رغبوا في إنشاء محفل على مثاله، إلا أنهم لم يكونوا يستطيعون ذلك؛ لأن الرئاسة العظمى عندهم كانت محصورة بالإرث في عائلة سانكلار روسلن، فكان ذلك عثرة في طريقهم، غير أن وليم سانكلار آخِر أعضاء تلك العائلة كان رجلًا عاقلًا غيورًا، وكانت الرئاسة العظمى في يده، ولم يكن له أولاد، فخيفة أن تبقى كرسي الرئاسة بعد وفاته خالية جمع إليه أعضاء المحافل في أيدنبرج وضواحيها في ١٥ أكتوبر سنة ١٧٣٦، وطلب إليهم أن يختاروا من بينهم أستاذًا أعظم يليق بالمنصب بدلًا منه.
وأنه مستعد أن يتخلى عن كل الامتيازات والحقوق التي له فيه؛ وبناء على ذلك الطلب نُشِرت دعوات عمومية إلى سائر المحافل في اسكوتلاندا للاجتماع لأجل الانتخاب.
ففي ٣٠ نوفمبر سنة ١٧٣٦ التأَمَتِ المحافل الاسكوتلاندية، وعددها نحو من ٣٢ محفلًا، تحت رئاسة محفل كنيسة القديسة مريم، فتُلِيَ على الجلسة استعفاء الأستاذ الأعظم، ثم تقدَّموا لانتخاب مَن يقوم مقامه، فلم يجدوا أليق منه، ولا سيما بعد أن أظهر ما أظهره من الحميَّة والغيرة لصالح الماسونية، فوقع الانتخاب عليه ليكون أستاذًا أعظم على كل الماسونية في اسكوتلاندا، ولا يخفى أن رئاسته هذه المرة هي غير رئاسته المرة الماضية؛ لتجرده فيها من حقوق الوراثة.
فلما تم الانتخاب على هذه الصورة ارفضَّ الاجتماع، وفي الاجتماع التالي قدَّمت المحافل الاسكوتلاندية عمومًا التماسات تطلب فيها لوائح جديدة رسمية لتسير بمقتضاها، فاعتبر المحفل الأعظم تلك الطلبات بمثابة التنازل عن الحقوق القديمة؛ لأن معظمها كان مرخصًا لها الاشتغال، وهي منظمة رسميًّا بحسب قانون الماسونية العملية، فأُعطِيت لها اللوائح والنظامات الجديدة حسب الطريقة الحديثة.
ومن مقتضاها أن يدفع كلُّ مَن دخَلَ الماسونية رسم تكريسٍ مقداره معيَّن، وأن المبالغ المجموعة تُصرَف في احتياج الإخوة الذين أثقل عليهم الدهر. أما الذين لا يدفعون ذلك الرسم فلا يكون لهم الحق بالاستفادة من المال المجموع.
وكان من عادة المحافل أن تجتمع في ٢٤ يونيو (حزيران) من كل سنة، فجعلها الاسكوتلانديون في ٣٠ نوفمبر (تشرين الثاني).
وفي سنة ١٧٤٧ أُجِيز للأخ إسكندر دريموند، الذي كان قاطنًا في اسكندرونه (وهي الفاصل بين سوريا وبر الأناضول)؛ أن يؤسِّس محافل ماسونية في أي بلدٍ كان من أوروبا وآسيا على سواحل البحر المتوسط، وكان دريموند أول أستاذ أعظم إقليمي من قِبَل اسكوتلاندا.
وفي سنة ١٧٤٩ قلَّت مالية المحفل الأعظم الاسكوتلاندي لِمَا تكبَّده من المصاريف الباهظة للمحتاجين من أعضائه، إلا أنها عادت إلى القوة بإنشاء محافل جديدة وتثبيت البراءات القديمة للمحافل.
وفي سنة ١٧٥٢ وُضِع الحجر الأول لبناء الرويال اكستشنج في أيدنبرج، بحضور الأستاذ الأعظم وجَمٍّ غفيرٍ من الإخوة بالملابس الرسمية، وجعلوا تحت ذلك الحجر ثلاثة نياشين ماسونية، وضعوها الواحد بعد الآخَر بيد الأستاذ الأعظم، وكان كلما وضع نيشانًا ينطق بعبارة مقدسة، وختموا التدشين عند المساء بمأدبة فاخرة، فكان احتفالًا حافلًا تتجلى فيه هيبة ووقار الأعمال الماسونية.
وفي سنة ١٧٥٤ انتُخِب الأخ جيمس فورب للرئاسة العظمى، والأخ دالرمبل للنيابة العظمى، ولما تم الانتخاب سار نحو ٤٠٠ من الإخوة بالمشاعيل من كنيسة القديسة مريم إلى المدرسة العليا، وتقرَّر في هذه الجلسة أن الاجتماعات الاعتيادية للمحفل الأعظم التي تلتئم كلَّ ثلاثة أشهر، تكون في يوم الإثنين الأول من أشهر فبراير (شباط)، ومايو (أيار)، وأوغسطس (آب)، ونوفمبر (تشرين الثاني).
وما زالت الأحوال جارية على ما تقدَّمَ إلى سنة ١٧٦٢، وإذ ذاك عرض بعض الإخوة في لندرا إلى المحفل الأعظم الاسكوتلاندي — وهو برئاسة الأخ شارلس إرل الجن — يطلبون البراءة لإنشاء محفل تحت رايته في لندرا، فلم يقبل طلبهم تخلُّصًا من التداخل في حقوق محفل لندرا الأعظم، وقد تقدَّمَ ذلك.
وفي سنة ١٧٧٨ توفي الأخ وليم سان كلار المشهور — وقد تقدَّمَ شيء عنه — فعمل له المحفل الأعظم الاسكوتلاندي احتفالًا ماسونيًّا عظيمًا، خطب فيه السير فورب خطبة طويلة عدَّدَ فيها فضائل هذا الأخ ومناقبه، وحضر ذلك الاجتماع نحو من أربعمائة أخ.
أما قوانين ونظامات محافل اسكوتلاندا فقريبة جدًّا من نظامات وقوانين المحافل الإنكليزية الحالية، لا تختلف عنها إلا ببعض الأمور، مثل أن المحافل في أيدنبرج وضواحيها لم يكن يجوز لها الاجتماع إلا متى تألفت من واحد وعشرين عضوًا فما فوق، أما فيما خلاها فسبعة أعضاء تكفي.
المصدر :
من کتاب / تاريخ الماسونية العام / جُرجي زيدان
ثم أخبرهم أنه التمس من جمعية الإحسان الماسونية أن تجمع مبلغًا لبناء قاعة ماسونية للمحفل الأعظم لابتياع الأدوات اللازمة لها من أثاث وملابس ومصاغ وما شاكل، من غير رأسمالها الأصلي، وكانت تلك الطريقة بمثابة الشروع في ذلك التوحيد؛ لأن الدراهم المطلوبة ستجمع من الإخوان الماسونيين على اختلاف نزعاتهم، فأقر المحفل الأعظم على ذلك الالتماس.
وطبعوا لائحة التوحيد وفرَّقوها في المحافل، فقبل بها ١٦٨ محفلًا، أما المحافل التي لم تصادق عليها فكانت ٤٣ محفلًا، فتقرَّر وجوب التوحيد بالأغلبية.
وفي سنة ١٧٧١ قُدِّمت نسخة من لائحة التوحيد للبرلمان الإنكليزي بواسطة نائب الأستاذ الأعظم شارلس ديلون؛ لكي ينظر فيها ويصادق عليها، وعند تلاوتها للمرة الثانية اعترض عليها أحد أعضاء البرلمان ووافقه بعض الإخوة، فطلب ديلون تأجيل البحث فيها لمدة غير معيَّنة، فحبطت مساعي ديلون وذهبت أدراج الرياح.
بناء قاعة الاجتماع
وفي سنة ١٧٧٢ انتُخِب اللورد بيتر للرئاسة العظمى، وفي جلسة الانتخاب عينها تقرَّر إضافة بعض البنود الثانويَّة في حفظ الممتلكات الماسونيَّة، وتعيَّنت لجنةٌ للنظر في بناء قاعة ماسونيَّة.وفي سنة ١٧٧٣ تقرَّر فتح باب للمخابرات مع محفل جرمانيا الأعظم في برلين. وفي سنة ١٧٧٤ أُدخِلت درجة الرويال أرش «القنطرة الملوكيَّة» إلى إنكلترا.
وفي سنة ١٧٧٥ أضيف إلى كتاب النظامات بعض البنود.
وفي أول مايو (أيار) من تلك السنة وُضِع الحجر الأساسي للقاعة الماسونيَّة، وفي السنة التالية تقرَّر نشر تقويم ماسوني.
وفي ٢٣ مايو (أيار) من هذه السنة تم بناء القاعة المشار إليها، وتكرست رسميًّا بحضور الأستاذ الأعظم بيتر وعدد غفير من الإخوة باسم الفضيلة والبر والإحسان.
وفي أول مايو (أيار) سنة ١٧٨٢ انتُخِب هنري فريدريك دوك كمبرلاند للرئاسة العظمى، ونظرًا لغيابه مؤقتًا عُيِّن إرل أفنغام ليقوم مقامه. وفي هذه السنة انفصل محفل «الآثار القديمة» من المحفل الأعظم الإنكليزي.
الماسونية في أيرلندا
يظهر أن الماسونية العملية كانت في أيرلندا قبل أيام الرمزية بأجيال، كما يُستدَل من الآثار البنائية التي تركتها. أما الماسونية الرمزية فلم تدخلها إلا سنة ١٧٣٠ عن طريق إنكلترا، وقد تقدَّمت فيها على نوعٍ ما، ونظرًا لقلة أهميتها نغض الطرف عنها؛ إذ ليس من غرض كتابنا التطويل.الماسونية في اسكوتلاندا
قد كانت الماسونية العملية معروفة في اسكوتلاندا، وقد كان لها فيها شأن، كما قد علمت مما مَرَّ بك.أما الرمزية فدخلتها سنة ١٧٣٦، وكيفية ذلك أنه عند اتحاد محافل لندرا الأربعة إلى محفل أعظم سنة ١٧١٧، كانت المحافل العملية لا تزال معروفة في اسكوتلاندا، فلما رأى الاسكوتلانديون ما كان من تقدُّمِ المحفل الأعظم الإنكليزي، وانتشار تعاليمه، وقد كان البعض منهم منتظمين في سلك ذلك المحفل؛
رغبوا في إنشاء محفل على مثاله، إلا أنهم لم يكونوا يستطيعون ذلك؛ لأن الرئاسة العظمى عندهم كانت محصورة بالإرث في عائلة سانكلار روسلن، فكان ذلك عثرة في طريقهم، غير أن وليم سانكلار آخِر أعضاء تلك العائلة كان رجلًا عاقلًا غيورًا، وكانت الرئاسة العظمى في يده، ولم يكن له أولاد، فخيفة أن تبقى كرسي الرئاسة بعد وفاته خالية جمع إليه أعضاء المحافل في أيدنبرج وضواحيها في ١٥ أكتوبر سنة ١٧٣٦، وطلب إليهم أن يختاروا من بينهم أستاذًا أعظم يليق بالمنصب بدلًا منه.
وأنه مستعد أن يتخلى عن كل الامتيازات والحقوق التي له فيه؛ وبناء على ذلك الطلب نُشِرت دعوات عمومية إلى سائر المحافل في اسكوتلاندا للاجتماع لأجل الانتخاب.
ففي ٣٠ نوفمبر سنة ١٧٣٦ التأَمَتِ المحافل الاسكوتلاندية، وعددها نحو من ٣٢ محفلًا، تحت رئاسة محفل كنيسة القديسة مريم، فتُلِيَ على الجلسة استعفاء الأستاذ الأعظم، ثم تقدَّموا لانتخاب مَن يقوم مقامه، فلم يجدوا أليق منه، ولا سيما بعد أن أظهر ما أظهره من الحميَّة والغيرة لصالح الماسونية، فوقع الانتخاب عليه ليكون أستاذًا أعظم على كل الماسونية في اسكوتلاندا، ولا يخفى أن رئاسته هذه المرة هي غير رئاسته المرة الماضية؛ لتجرده فيها من حقوق الوراثة.
فلما تم الانتخاب على هذه الصورة ارفضَّ الاجتماع، وفي الاجتماع التالي قدَّمت المحافل الاسكوتلاندية عمومًا التماسات تطلب فيها لوائح جديدة رسمية لتسير بمقتضاها، فاعتبر المحفل الأعظم تلك الطلبات بمثابة التنازل عن الحقوق القديمة؛ لأن معظمها كان مرخصًا لها الاشتغال، وهي منظمة رسميًّا بحسب قانون الماسونية العملية، فأُعطِيت لها اللوائح والنظامات الجديدة حسب الطريقة الحديثة.
ومن مقتضاها أن يدفع كلُّ مَن دخَلَ الماسونية رسم تكريسٍ مقداره معيَّن، وأن المبالغ المجموعة تُصرَف في احتياج الإخوة الذين أثقل عليهم الدهر. أما الذين لا يدفعون ذلك الرسم فلا يكون لهم الحق بالاستفادة من المال المجموع.
وكان من عادة المحافل أن تجتمع في ٢٤ يونيو (حزيران) من كل سنة، فجعلها الاسكوتلانديون في ٣٠ نوفمبر (تشرين الثاني).
وفي سنة ١٧٤٧ أُجِيز للأخ إسكندر دريموند، الذي كان قاطنًا في اسكندرونه (وهي الفاصل بين سوريا وبر الأناضول)؛ أن يؤسِّس محافل ماسونية في أي بلدٍ كان من أوروبا وآسيا على سواحل البحر المتوسط، وكان دريموند أول أستاذ أعظم إقليمي من قِبَل اسكوتلاندا.
وفي سنة ١٧٤٩ قلَّت مالية المحفل الأعظم الاسكوتلاندي لِمَا تكبَّده من المصاريف الباهظة للمحتاجين من أعضائه، إلا أنها عادت إلى القوة بإنشاء محافل جديدة وتثبيت البراءات القديمة للمحافل.
وفي سنة ١٧٥٢ وُضِع الحجر الأول لبناء الرويال اكستشنج في أيدنبرج، بحضور الأستاذ الأعظم وجَمٍّ غفيرٍ من الإخوة بالملابس الرسمية، وجعلوا تحت ذلك الحجر ثلاثة نياشين ماسونية، وضعوها الواحد بعد الآخَر بيد الأستاذ الأعظم، وكان كلما وضع نيشانًا ينطق بعبارة مقدسة، وختموا التدشين عند المساء بمأدبة فاخرة، فكان احتفالًا حافلًا تتجلى فيه هيبة ووقار الأعمال الماسونية.
وفي سنة ١٧٥٤ انتُخِب الأخ جيمس فورب للرئاسة العظمى، والأخ دالرمبل للنيابة العظمى، ولما تم الانتخاب سار نحو ٤٠٠ من الإخوة بالمشاعيل من كنيسة القديسة مريم إلى المدرسة العليا، وتقرَّر في هذه الجلسة أن الاجتماعات الاعتيادية للمحفل الأعظم التي تلتئم كلَّ ثلاثة أشهر، تكون في يوم الإثنين الأول من أشهر فبراير (شباط)، ومايو (أيار)، وأوغسطس (آب)، ونوفمبر (تشرين الثاني).
وما زالت الأحوال جارية على ما تقدَّمَ إلى سنة ١٧٦٢، وإذ ذاك عرض بعض الإخوة في لندرا إلى المحفل الأعظم الاسكوتلاندي — وهو برئاسة الأخ شارلس إرل الجن — يطلبون البراءة لإنشاء محفل تحت رايته في لندرا، فلم يقبل طلبهم تخلُّصًا من التداخل في حقوق محفل لندرا الأعظم، وقد تقدَّمَ ذلك.
وفي سنة ١٧٧٨ توفي الأخ وليم سان كلار المشهور — وقد تقدَّمَ شيء عنه — فعمل له المحفل الأعظم الاسكوتلاندي احتفالًا ماسونيًّا عظيمًا، خطب فيه السير فورب خطبة طويلة عدَّدَ فيها فضائل هذا الأخ ومناقبه، وحضر ذلك الاجتماع نحو من أربعمائة أخ.
أما قوانين ونظامات محافل اسكوتلاندا فقريبة جدًّا من نظامات وقوانين المحافل الإنكليزية الحالية، لا تختلف عنها إلا ببعض الأمور، مثل أن المحافل في أيدنبرج وضواحيها لم يكن يجوز لها الاجتماع إلا متى تألفت من واحد وعشرين عضوًا فما فوق، أما فيما خلاها فسبعة أعضاء تكفي.
المصدر :
من کتاب / تاريخ الماسونية العام / جُرجي زيدان