سنة ١٠٠١ م: زعم الناس في هذا العصر أن الألف سنة المذكورة في الكتاب المقدس مضت، وأنه سيأتي المسيح الدجال، ويملك سنتين ونصف، فلا يسلم العالم من شرورهِ فتهلك الدنيا بما فيها وينبعث الموتى من قبورهم ليحضروا يوم المشهد العظيم، فاضطربت الأحوال وتأخرت الأعمال واعترى العالم الغربي خمول عظيم، فتفرقت الجمعيات وترك الناس الصنائع والفنون، ولم يعد أحد يهتم في بناية ليشيدها، وكانت البنايات تتلاشى، وما من آسفٍ عليها يجدد بناءها، وتقهقرت أوروبا كلها وبقي البنَّاءُون بلا عمل فوقعوا في الرزايا والضيقات.
وظلَّت بعض المدارس في لومبارديا وبافيا وكوم، كما كانت في السابق ولم تقفر من الطلاب، وكان العلماء الذين فيها يدرِّسون الفلَك والطبيعيات حتى نبغوا فيها، ولم يشاركوا الشعب في أفكارهم وتخميناتهم، وكانوا يعلمون أسرارهم وتعاليمهم لطالبي الانتظام في سلكهم.
سنة ١٠٠٣ب.م: هدأ الاضطراب في هذه السنة، وابتدأ دور التمدن والحضارة في الغرب، وصار الناس يُقبلون أفواجًا للانضمام إلى جماعة البنَّائين، وزال ما ألمَّ بالمسيحيين من الخوف والرعشة، فعادوا إلى أعمالهم ساخرين بجبانتهم السابقة، وشمَّروا عن ساعد الجِد والاجتهاد لتعويض ما خسروه أثناءَ السنين الماضية. وسنة ١٠٠٥ جدَّد البنَّاءُون بناء كل الكنائس والمعابد التي كانت من خشب فهدموها وشيدوا مكانها غيرها ذات متانة وفخامة.
الماسونيَّة في لومبارديا
سنة ١٠١٠ب.م: وفي السنة الألف والعشرة بعد المسيح كانت المدارس التي في لومبارديا لا تزال زاهرة، وكانت لومبارديا في ذلك العهد مهد التمدن ومركز الحضارة، ولبثت على ما كانت عليهِ رغمًا عن الحروب الداخلية والاضطرابات والقلاقل، ودامت مدارس البنَّائين محافظة على تعاليمها وقوانينها واعتقاداتها واتخذت لها اسم الجمعية الحرَّة، فأتاها عدد عديد من الإكليروس ليدرسوا علم البناء ويتضلعوا فيهِ.وكانت مدرسة كوم أشهر هذه المدارس وأعظمها، وكان يأتيها البنَّاءُون من سائر أنحاء العالم، وخصوصًا من إسبانيا واليونان لاكتساب أشياء جديدة منها مما كان أساتذتها يتفننون به وما استنبطوه من النوع الجديد الذي كان في غاية من الجمال، وقد سموه رومان Roman.
سنة ١٠٤٠ب.م: في هذه السنة امتدت الماسونيَّة امتدادًا عظيمًا، وفي مدةٍ وجيزة ازدانت إيطاليا كلها ولومبارديا، خصوصًا بالكنائس والمعابد وغصت البلاد بجماعة البنَّائين حتى ضاقت عليهم بما رحبت فتألبوا يدًا واحدة ليروا إلى أمرهم مصيرًا فقرَّ رأيهم أن يتفرقوا جماعات إلى بلاد أخرى غريبة يبثون فيها روح التعاليم الماسونيَّة، واجتمع جماعة كبرى منهم، وألفوا جمعية عظيمة ليذهبوا ويجوبوا العالم المسيحي فيشيدوا الكنائس والأديرة ومحلات العبادة، وطلبوا من البابا أن يمنحهم امتيازاتهم القديمة ويساعدهم على إتمام هذا العمل المجيد، فخوَّلهم ما طلبوا وزاد عليهِ أن خصصهم وحدهم ببناء الكنائس والأديرة وأعفاهم من الضرائب التي كانت موضوعة على الشعب وحُفِظَت لهم هذه الامتيازات مرعية الجانب من جميع الشعوب وسائر الملوك.
الملك إدورد المعترف Edward the Confessor
سنة ١٠٤٢ب.م: وُلد هذا الملك سنة ١٠٠٤ب.م في أسلب كونتية أُكسفورد، وجلس على تخت الملك سنة ١٠٤٢، وتوفي في ٥ يناير سنة ١٠٦٦، وله ترجمة في كتابنا «الجوهر المصون في مشاهير الماسون». وقد رأس الماسونيَّة في أول ملكهِ فنبذ كثيرًا مما لم يرَ له لزومًا في الجمعية، وأعاد لها رونقها فرمم كنيسة وستمنستر الشهيرة التي يتوَّج ملوك إنكلترا فيها الآن، وساعده لفريك أرل أُف كوفنتري Leofrieq of Coventry في أعمالهِ الماسونيَّة فأقامه إدورد رئيسًا أعظم على الماسون فأتمَّ هذا الأرل بنايات عديدة، وكان إدورد حاميًا للماسونيَّة كل تلك المدة.سنة ١٠٦٠ب.م: في هذه السنة تفرَّق البنَّاءُون من لومبارديا فذهبوا إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من البلدان والممالك، وباشروا أعمالهم فيها بالهمة والنشاط.
وليم الظافر William the Conqueror
سنة ١٠٦٦ب.م: في سنة ١٠٢٧ ولد وليم الظافر، وهو أول ملوك الدولة النورمندية، وحكم سنة ١٠٦٦، ومات سنة ١١٠٧، وبعدما جلس على عرش الملك تتوَّج يوم عيد الميلاد في كنيسة وستمنستر وعيَّن غوندولف Gondulph النقاش الشهير أسقفًا على روشستر، وجعل روجر مونغميري أرل أوف شروبسري أستاذًا أعظم للماسون فتقدمت في أيامهما الأعمال المدنيَّة والحربية، واشتغل البنَّاءُون في قلعة لندن التي تمَّ بناؤُها في أيام وليم روفس الذي جدَّد جسر لندن بالخشب، وأقام قصر ودار وستمنستر سنة ١٠٨٧.وأمر وليم أن يهدموا الكنائس والمعابد القديمة ويشيدوا مكانها أخرى تكون أنيقة تفوق ما تقدمها وما عاصرها من البنايات في بريطانيا، وظهرت البلاد المسيحية في ذلك العهد بمظاهر واحدة من حب التقدم والعمران.
سنة ١٠٨٠ب.م: واشتهر في هذه السنة بيشيت نقاش كاتدرائية بيز، وفي هذه السنة دخلت طائفة من البنَّائين بلاد البلجيك واستوطنوها وأقاموا بها معابد وكنائس كثيرة. وأراد لِفيك أسقف دونرشت أن يبني في بلاده كاتدرائية عظيمة فطلب من النقاش البارع بِلِبل Plebel الهولندي، وهو أحد المشاهير في تلك الأيام، أن يرسم له خطة البناء فامتثل ما أمره ورسم ما طُلب منه، ولكن الأسقف لم يكفهِ ما فعل، بل أراد أن ينتحل لنفسهِ فخر التشييد والبناء، بغير أن يترشح لدرجات الجمعية، ولكثرة ما وعد وتوعَّد ابن بِلِبل المذكور آنفًا أطلعه جهلًا منه على أسرار الصناعة ومكنوناتها ودرَّبه في كيف يضع الأساس ويشيِّد البناء، وكانت أسرار بناية الكنائس والمعابد محفوظة بغاية الضبط تحت طي السر العميق، فلا يجسر على الإباحة بها أحد.
ورأى بِلِبل كيف أن الأسقف خدع ولده وسرق منه الأسرار التي لا ينالها المرءُ إلا بكل صعوبة، فحنق أشد الحنق وعزم أن يحفظ هذا السر فقتل الأسقف.
واشتهر في تلك السنة ريمي دي فيكان الذي كان كاهنًا ونقاشًا.
هنري الأول ملك إنكلترا
سنة ١١٠٠ب.م: سنة ١١٠٠ كان هنري الأول ملك إنكلترا حاميًا للماسونيَّة، وهو ثالث أولاد وليم الفاتح ولد سنة ١٠٦٨ وتوفي سنة ١١٣٥، وفي مدة ملكهِ نال الماسون تمام الحرية، وكانت الاجتماعات الماسونيَّة في عز نموها وحُسن رونقها (انظر ترجمته في كتابنا «الجوهر المصون»).سنة ١١٢٥ب.م: في هذه السنة هاجر كثيرون من البنَّائين إلى ألمانيا، وكانوا يلقِّبون أنفسهم إخوة ماري يوحنا، ويدعون محافلهم محافل ماري يوحنا، وهذا اللقب قديم بين الماسون؛ لأنهم كانوا يدعون إخوة ماري يوحنا في بريطانيا في الجيل الرابع، وسببه أن الماسون قبل ظهور الديانة المسيحية كانوا يعيدون كل سنة في الانتقال الشمسي باحتفال عظيم، ولما انتشرت النصرانية بينهم ألغوا ذلك العيد واختاروا بدله عيد ماري يوحنا الموافق لعيد جانوس الإله الروماني الواقع في الاعتدال الشمسي في ٢٤ يناير، ولم يحوروا سوى ما لا يوافق روح الديانة المسيحية، ومن هؤلاء نشأ جماعات ماري يوحنا الذين امتدوا إلى ألمانيا وعموا بريطانيا. واشتهر في تلك السنة «هنري دي بلوا» الذي كان كاهنًا ونقاشًا لكنيسة الصليب المقدس قرب ونشستر.
سنة ١١٣٥ب.م: وسنة ١١٣٥ خلف «هنري الأول» ستيفن، وأشغل البنَّائين ببناء معبد في وستمنستر وغيرها فتمَّ بناء ذلك في أيام غِلْبَرْت دي كلير Gilbert de Clare مركيز بمبروك سنة ١١٣٦ الذي كان في ذلك الوقت رئيسًا أعظم للمحافل الماسونيَّة الإنكليزية.
سنة ١١٥٠ب.م: جاءَ البنَّاءُون من لومبارديا وأقاموا الكنائس والمعابد في إنكلترا وبنوا دير كلوينن (انظر [الباب الثاني، الماسونية العلمية، روبرت بروس الأول ملك اسكوتلندا]) الذي صار فيما بعد محلًّا لاجتماعهم.
سنة ١١٥٢ب.م: اشتهر دجوتي سالفي نقاش كنيسة بيز.
هنري الثاني ملك إنكلترا
سنة ١١٥٢ب.م: ولد هنري الثاني في مان سنة ١١٣٣ وحكم سنة ١١٥٤، وتوفي في شنيون سنة ١١٨٩، كما ترى في ترجمته ﺑ «الجوهر المصون» مفصلًا، وتولى حماية الماسون بنفسهِ، وكان أستاذًا أعظم للبنَّائين ورئيسًا أعظم للفرسان الهيكليين، ومن أخبارهِ أنه اهتمَّ بالهيكليين فأمرهم ببناء هيكلهم في فيلتستريت، وزهت الماسونيَّة في مدة حكمهِ شأنها في أيام كل ملك حر يحب خير الإنسانية، وفي أيامهِ جُعلت لندن عاصمة مملكة الإنكليز ولا تزال إلى الآن.سنة ١١٧٥ب.م: جاء فرنسا جماعة من البنَّائين وخصصوا أنفسهم لبناء الجسور (الكباري) وهم الذين بنوا جسر أفينيون سنة ١١٨٠، ثم بنوا كل جسور البروفنس واللورين. واشتهر في هذه السنة غيليوم دي سانس النقاش الإفرنسي الذي بنى كاتدرائية كنتربري.
رتشرد (ريكاردوس) قلب الأسد
سنة ١١٨٢ب.م: ولد رتشرد الأول الملقب بقلب الأسد في أُكسفورد في ١٣ سبتمبر سنة ١١٥٧، وحكم سنة ١١٨٩ بعد وفاة والدهِ هنري الثاني السابق ذكره، وتوفي سنة ١١٩٩، وهو ثاني ملك لإنكلترا من عائلة بلانتاجنيت. ولما تولى الملك انتخبه جماعة الهيكليين الذين يدعون فرسان ماري يوحنا رئيسًا عليهم وانتخبه الماسون أستاذًا أعظم أيضًا للمحافل البريطانية، وظلَّ يسوس الجمعيتين كل حياتهِ. وفي أيامهِ جاءت طائفة من البنَّائين السوريين إلى أوروبا لرواج الأشغال فيها واتساع نطاق الأعمال وساعدوا في بناء كنيسة في فيلتستريت. وظهر من هيئة البناء أن هذه الجمعية حافظت على كل التعاليم والتقاليد الرومانية التي تعلموها بغير تغيير، وكان رتشرد عاضدًا لهذه الجمعية بكل إمكانهِ وفي ترجمته بكتابنا «الجوهر المصون» ذكر أخبارهِ وحروبه الصليبية مع السلطان صلاح الدين الأيوبي وغيرهِ.سنة ١١٩٩ب.م: ولما توفي رتشرد أوصى بالملك لأخيهِ يوحنا دوق مورتاني المولود سنة ١١٦٦ فتُوِّج في وستمنستر سنة ١١٩٩ ملكًا على إنكلترا. وفي ذلك العهد عيَّن بطرس كولتشرش أستاذًا أعظم للماسون فجدَّد بناء جسر لندن بالحجر، وتمَّ بناؤُه في أيام وليم الكمين النقاش الإنكليزي الشهير، وذلك سنة ١٢٠٩.
سنة ١٢٠٩ب.م: وخلف بطرس كولتشرش بطرس ريوبيبس في الرئاسة على الماسون ونائبه في الرئاسة جيوفري فيتس بيبر الذي كان موكلًا على أشغال الملك. وتحت عناية هذين الشهمين زهت الماسونيَّة. وبقيت زاهية في حكم يوحنا سنستر الذي توفي سنة ١٢١٦، وهنري الثالث الذي ولد سنة ١٢٠٧ وحكم سنة ١٢١٦، وتوفي سنة ١٢٧٢.
سنة ١٢٢٥ب.م: ظلت لومبارديا مهدًا لصناعة البناء ومحطًّا لرحال الطالبين الذين كانوا يتقاطرون من أربعة أقطار العالم ليقتبسوا من الماسونيَّة تلك الأنوار التي أشرقت وأنارت العالم بأسرهِ، وجاء البنَّاءُون البيزنطيون والذين تخرجوا من مدرسة كوردو ورأوا أعمال البنَّائين اللومبارديين وما يأتون من عجائب الصناعة، فعدلوا عن طريقتهم التي تكثر فيها الزخرفة والتنميق، ورأى اللومبارديون أن أعمالهم عطلة عن كل زخرفة وزينة، فأدخلوا إليها قليلًا من أعمال أولئك فنشأ عن هذا الامتزاج طريقة جديدة دعوها الكوتيك gothique، وهي غاية في الرقة والجمال، وقُبل هذا النمط فيما بعد في جميع بنايات الكنائس والأماكن المسيحية إلى القرن الخامس عشر.
سنة ١٢٢٨ب.م: اشتهر النقاشان روبرت لوزارخس ونوماس كورمون سنة ١٢٢٠ إلى سنة ١٢٢٨.
سنة ١٢٣٤ب.م: اشتهر جفتروي فتز بتر الأستاذ الأعظم.
سنة ١٢٤١ب.م: اشتهر روبرت دي كوت نقاش كاتدرائية ريم التي بُدئ بإنشائها سنة ١٢١٤، وانتهت سنة ١٢٤١.
سنة ١٢٤٨ب.م: اشتهر جيرار نقاش كاتدرائية ريم التي حُرِّقت سنة ١٢٤٨، وأُعيد بنائها سنة ١٢٤٨.
سنة ١٢٥٠ب.م: اشتهر إدي دي مونتريل النقاش الإفرنسي بإنشائهِ ستة مدارس.
سنة ١٢٥١ب.م: دعا لويس التاسع ملك فرنسا (وهو القديس لويس) النقاش إدي دي مونتريل Eudes de Montreuil ليحصن ميناء يافا في سورية، وقد رافقه في سفرتهِ هذه كثير من الإخوة البنَّائين.
إدورد الأول ملك إنكلترا
سنة ١٢٧٢ب.م: تبوأ إدورد الأول ملك إنكلترا أريكة الملك، وانتُخب ولترجفرد أسقف يورك أستاذًا أعظم للماسون، وغِلبرت دي كلير أرل أوف كلوسستر نائبًا له، ورالف لورد أوف مونت هرمر جد عائلة مونتاغيو وكيلًا للأستاذ الأعظم. وهؤلاء النقاشون أتموا بناء كنيسة وستمنستر التي ابتدئَ ببنائها سنة ١٢٢٠، والكنيسة المدرسية التي في وستمنستر على اسم القديس استفانوس، وكان قد ابتدأ الملك إدورد بترميمها ثانيةً، وبقي الماسون يعملون فيها نحو سنتين، وليس لنا خبر حقيقي عن تمام بنائها، ولكننا نعرف أنه أثناءَ الحريق الذي حدث في وستمنستر حرقت هي أيضًا، وليس ثمت خبر أن بناءها أُعيد في عهد إدورد الأول؛ لأنه كان مشغولًا بالحروب فلا وقت عنده ولا مال لبنائها.
سنة ١٢٧٥ب.م: اجتمع الماسون من أربعة أقطار المعمور في ستراسبورج بناءً على طلب الأخ أروين دي ستينباخ Erwin de Stinbach ليتذاكروا في أمر إتمام كاتدرائية ستراسبورج، فإنهم كانوا قد انقطعوا عن البناء فيها طويلًا وقرروا أن تكون بنايتها أعظم من التي وُضعت أولًا؛ أي سنة ١٠١٥، فحضر الأساتذة إلى ستراسبورج، وهناك بنوا لهم محفلًا وحلفوا اليمين المعظم أن يبقوا أبدًا محافظين على القوانين والشرائع الماسونيَّة، وأن لا يبوحوا لأحد بسر ما يأتونه من الأعمال المجيدة، وبنوا قرب الكاتدرائية المَنْوِي إنشاؤُها محفلًا من خشب يجتمعون فيهِ ويقررون أعمالهم وانتخبوا أروين دي ستينباخ أستاذًا لهم لأجل أتعابهِ ومكافأةً عليها وخصصوا له نقل السيف بيدهِ اليمنى، وأن يجلس على منبر عالٍ عن الآخرين، وكان هذا الأخ مهندسًا ونقاشًا لكاتدرائية ستراسبورج التي بدئَ بإنشائها سنة ١٢٧٥. وشكلوا في ذلك الزمان إشارات يتعارفون بها، ويميزون بعضهم بعضًا، وكان معظم هذه الإشارات والكلمات مأخوذ عن الطريقة البريطانية، فكان الأساتذة والمعلمون والتلامذة يتدرجون في المراتب كلٌّ منهم بحسب استحقاقهِ وأهليتهِ، وكان لكل درجة من هذه الدرجات احتفالات وأعمال تمثل أعظم الأسرار الماسونيَّة (انظر [الباب الأول، الفصل التاسع]).
سنة ١٢٨٨ب.م: اشتهر رينو دي كرمون نقاش كاتدرائية أميانس التي نجز بناؤها في هذه السنة.
سنة ١٢٩٠ب.م: اشتُهر جان دي شيل النقاش الإفرنسي الذي بنى جزءًا من كاتدرائية باريس.
سنة ١٣٠٠ب.م: توفِّي أرنولف دي لابو نقاش كاتدرائية فلورنسا.
سنة ١٣٠٧ب.م: وفي حكم إدورد الثاني ١ اشتغل الماسون في بناء كلية إكستر Exeter وكلية أوريل وكلية أُكسفورد وكلية هول وكلية كمبردج وبنايات أخرى كثيرة تحت عناية وُلتر ستابلتون أسقف إكستر الذي عُيِّن أستاذًا أعظم سنة ١٣٠٧.
سنة ١٣١٠ب.م: نجز بناءُ كاتدرائية كولونيا العظيمة التي بدأ البنَّاءُون بإنشائها سنة ١٢٤٨ وأهَّلت بعظمتها محفلًا بناها إلى أعلى درجات العز وأسمى معارج الفخر، فصارت كولونيا مقرًّا للعلوم البنائية إليها كان يتقاطر البنَّاءُون أفواجًا ليروا هذا العمل المجيد ويتفحصوه ورأى ماسون ألمانيا قصورهم وعجزهم عن الإتيان بمثله فأقروا برئاستهِ ودعوه المحفل الأعظم الكولوني هبتهوت Haupthutte، وأحرز رئيسه الرئاسة على كل الماسون الألمانيين ودعي أستاذًا أعظم.
سنة ١٣١٢ب.م: أثار فيلبُّس ملك فرنسا الاضطهاد على فرسان ماري يوحنا، وكان اضطهادًا شديدًا أوصلهم إلى دركات الهوان، وكان يعينه على عمله البابا كليمانت الخامس فهرب هؤلاء ولجئُوا إلى المحافل الماسونيَّة بعد وفاة أستاذهم الأعظم جاك دي مولاي Jacques de Molay سنة ١٣١٤ فرأوا فيها حرزًا من الاضطهاد حريزًا.
المصادر : راسخون2017