بيعة الامام الرضا عليه السلام
في اليوم السادس من شهر رمضان عام 201هـ تم بيعة الناس مع الإمام الرضا عليه السلام.وقد سبق أن المأمون أكره الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام بولاية العهد وهدده بالقتل إن لم يقبل، وأخذ يتظاهر بحب الإمام وتعظيمه.
فأمر الفضل بن سهل ليعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسي، وأنه قد ولاه عهده، وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر، علي أن يأخذوا رزق سنة. فلما كان ذلك اليوم ركب الناس علي طبقاتهم، من القواد والحجاب والقضاة وغيرهم في الخضرة. وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين، حتي لحق بمجلسه وفرشه، وأجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة، وعليه عمامة وسيف، ثم أمر ابنه العباس بن المأمون يبايع له أول الناس، فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقي بها وجه نفسه، وببطنها وجوههم. فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة. فقال الرضا عليه السلام: إن رسول الله صلي الله عليه و اله هكذا كان يبايع. فبايعه الناس ويده فوق أيديهم.
ووضعت البدر وقامت الخطباء والشعراء، فجعلوا يذكرون فضل الرضا عليه السلام وما كان من المأمون في أمره.
ثم دعا أبو عباد بالعباس بن المأمون، فوثب فدنا من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس. ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد وقال له الفضل بن سهل: قم، فقام فمشي حتي قرب من المأمون فوقف ولم يقبل يده، فقيل له: امض فخذ جائزتك. وناداه المأمون: ارجع يا أبا جعفر إلي مجلسك. فرجع ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي، فيقبضان جوائزهما حتي نفدت الأموال.
ثم قال المأمون للرضا عليه السلام اخطب الناس وتكلم فيهم: فحمد الله وأثني عليه وقال: إن لنا عليكم حقاً برسول الله، ولكم علينا حقاً به، فإذا أديتم إلينا ذلك، وجب علينا الحق لكم.
ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس. وأمر المأمون فضربت له الدراهم، وطبع عليها اسم الرضا عليه السلام، وزوج إسحاق بن موسي بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفر بن محمد، وأمره فحج بالناس وخطب للرضا عليه السلام في كل بلد بولاية العهد. فروي أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيي بن الحسن العلوي قال: حدثني من سمع عبد الجبار بن سعيد يخطب في تلك السنة علي منبر رسول الله صلي الله عليه و اله بالمدينة فقال في الدعاء له: ولي عهد المسلمين علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام(1).
وفاة السيدة خديجة عليها السلام
علي بعض الروايات: توفيت أم المؤمنين السيدة خديجة عليها السلام أفضل نساء النبي صلي الله عليه و اله في اليوم العاشر من شهر رمضان عام 3 قبل الهجرة، وقيل كان وفاتها في اليوم الأول منه، وقيل في شهر شعبان(2)، وقد مر نبذة عن حياتها (صلوات الله عليها).موت الحجاج
في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان عام 95 ه مات الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي.هو الحجاج بن يوسف(3) بن أبي عقيل بن(4) مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، ولد في سنة تسع وثلاثين، وقيل: في سنة أربعين، وقيل: في سنة إحدي وأربعين. وذكر المؤرخون:
أنه ولد ولا مخرج له حتي فتق له مخرج، وأنه لم يرتضع أياماً حتي سقوه دم جدي ثم دم سالخ(5) ولطخ وجهه بدمه فارتضع، وكان ولوعاً بسفك الدماء، لأنه أول ما ارتضع ذلك الدم الذي لطخ به وجهه. وكان في سيفه رهق، وكان كثير قتل النفوس التي حرمها الله بأدني شبهة، وكان يغضب غضب الملوك. أمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي.
كان الحجاج وأبوه يعلمان الغلمان بالطائف، ثم قدم دمشق فكان عند روح بن زنباع وزير عبد الملك، فشكا عبد الملك إلي روح أن الجيش لا ينزلون لنزوله ولا يرحلون لرحليه، فقال روح: عندي رجل توليه ذلك، فولي عبد الملك الحجاج أمر الجيش، فكان لا يتأخر أحد في النزول والرحيل، حتي اجتاز إلي فسطاط روح بن زنباع وهم يأكلون فضربهم وطوف بهم وأحرق الفسطاط، فشكا روح ذلك إلي عبد الملك، فقال للحجاج: لم صنعت هذا؟. فقال: لم أفعله إنما فعله أنت، فإن يدي يدك وسوطي سوطك، وما ضرك إذا أعطيت روحاً فسطاطين بدل فسطاطه، وبدل الغلام غلامين، ولا تكسرني في الذي وليتني؟. ففعل ذلك وتقدم الحجاج عنده، فولاه الحجاز فقتل ابن الزبير، ثم عزله عنها وولاه العراق. وكان أول عمل وليه الحجاج هو تبالة، فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل: أين تبالة وعلي أي سمت هي. فقال: ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة. فقال: لا أراني أميراً علي موضع تستره عني هذه الأكمة، أهون بها ولاية!. وكر راجعاً ولم يدخلها. فقيل هذا المثل: أهون من تبالة علي الحجاج(6).
قالوا: إن الحجاج دخل علي أسماء بنت أبي بكر بعد ما قتل ابنها عبد الله فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل.
فقالت: كذبت، كان براً بوالديه، صواماً قواماً، والله لقد أخبرنا رسول الله صلي الله عليه و اله: أنه يخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله نهي عن المثلة، وسمعته يقول: يخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير. قالت: فقلت للحجاج: أما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت هو يا حجاج.
وقالوا: إن الحجاج خطب يوما فقال: أيها الناس الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر علي عذاب الله. فقام إليه رجل فقال له: ويحك يا حجاج ما أصفق وجهك وأقل حياءك، تفعل ما تفعل وتقول مثل هذا الكلام؟ خبث وضل سعيك.
فقال للحرس: خذوه، فلما فرغ من خطبته قال له: ما الذي جرأك عليَّ؟.
فقال: ويحك يا حجاج، أنت تجترئ علي الله ولا اجترئ أنا عليك، ومن أنت حتي لا أجترئ عليك وأنت تجترئ علي الله رب العالمين.
وأنكر يوماً أن يكون الحسين عليه السلام من ذرية رسول الله صلي الله عليه و اله لأنه ابن بنته، فقال له يحيي بن يعمر: كذبت!
فقال الحجاج: لتأتيني علي ما قلت بينة من كتاب الله أو لأضربن عنقك.
فقال: قال الله: ومن ذريته داود وسليمان إلي قوله وزكريا ويحيي وعيسي(7) فعيسي من ذرية إبراهيم، وهو إنما ينسب إلي أمه مريم، والحسين ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و اله.
فقال الحجاج: صدقت، ونفاه إلي خراسان.
وكان الحجاج يلحن في حروف من القرآن، أنكرها يحيي بن يعمر، منها أنه كان يبدل إن المكسورة بأن المفتوحة وعكسه، وكان يقرأ: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم إلي قوله أحب إليكم(8) فيقرأها برفع أحب.
هلك الحجاج في العاشر من شهر رمضان سنه خمس وتسعين من الهجرة، وكانت مدة حكومته في العراق عشرين سنة، وبلغ عدد من قتلهم بالظلم والعدوان مائة ألف وعشرين ألفاً، وكان في حبسه يوم موته خمسون ألف رجلاً وثلاثون ألف امرأة، وكان عمره ثلاثاً وخمسين سنة.
قتل المختار
في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان عام 67هـ قتل المختار الثقفي.هو أبو إسحاق المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، من الزعماء الثائرين علي بني أمية، وأحد الشجعان الأفذاذ المطالبين بثارات الإمام الحسين عليه السلام من أهل الطائف، ولد في السنة الأولي للهجرة الشريفة. انتقل منها إلي المدينة مع أبيه في زمن عمر. توجه أبوه إلي العراق فاستشهد يوم الجسر، وبقي المختار في المدينة منقطعاً إلي بني هاشم. ثم كان مع أمير المؤمنين علي عليه السلام بالعراق، وسكن البصرة بعد علي عليه السلام. ولما قتل الإمام الحسين عليه السلام عدل عن عبيد الله بن زياد أمير البصرة فقبض عليه وجلده وحبسه ونفاه بشفاعة ابن عمر إلي الطائف.
لما مات يزيد (لعنه الله) سنة 64هـ توجه المختار إلي الكوفة وكان أكبر همه منذ دخل الكوفة أن يقتل من قاتلوا الحسين عليه السلام وقتلوه. فبايعه زهاء سبعة عشر ألف رجل سراً، فظهر بالكوفة ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ست وستين فبايعه الناس علي كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه و اله والطلب بدم الحسين عليه السلام ودماء أهل بيته عليهم السلام والدفع عن الضعفاء. فتتبع قتلة الحسين عليه السلام، فقتل منهم شمر بن ذي الجوشن الذي باشر قتل الحسين عليه السلام، وخولي بن يزيد الذي سار برأسه إلي الكوفة، وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي حاربه. وأرسل إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف إلي عبيد الله بن زياد، الذي جهز الجيش لحرب الحسين عليه السلام، فقتل ابن زياد وقتل كثيرين ممن كان لهم ضلع في تلك الفاجعة.
وعلم المختار بأن عبد الله بن الزبير اشتد علي ابن الحنفية وابن عباس لامتناعهما عن بيعته في المدينة وأنه حصرهما ومن كان معهما في الشعب بمكة، فأرسل المختار عسكراً هاجم مكة وأخرجهما من الشعب، فانصرفا إلي الطائف، وحمد الناس له عمله. وعمل مصعب بن الزبير وهو أمير البصرة بالنيابة عن أخيه عبد الله، علي خضد شوكة المختار، فقاتله. استمرت إمارة المختار مدة ستة عشر شهراً، وانتهت باستشهاده بالكوفة ومن كان معه، ودخول مصعب بن الزبير سنة 67هـ.
عن المنهال بن عمرو قال دخلت علي علي بن الحسين عليه السلام منصرفي من مكة فقال لي: يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟
فقلت: تركته حيا بالكوفة.
قال: فرفع يديه جميعا ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار.
قال المنهال: فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان لي صديقا فكنت في منزلي أياما حتي انقطع الناس عني وركبت إليه فلقيته خارجا من داره فقال: يا منهال لم تأتنا في ولايتنا هذه ولم تهنئنا بها ولم تشركنا فيها؟
فأعلمته أني كنت بمكة وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتي أتي الكناس فوقف وقوفا كأنه ينظر شيئا وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل فوجه في طلبه فلم يلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدون حتي قالوا: أيها الأمير البشارة قد أخذ حرملة بن كاهل، فما لبثنا أن جيء به فلما نظر إليه المختار قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك ثم قال: الجزار الجزار.
فأتي بجزار فأمره بقتل حرملة.
فقلت: سبحان الله.
فقال لي: يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت؟
فقلت: أيها الأمير دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة علي علي بن الحسين عليه السلام فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه جميعا فقال: اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار.
فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول هذا؟
فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا.
قال: فنزل عن دابته وصلي ركعتين فأطال السجود، ثم قام فركب وقد احترق حرملة وركبت معه وسرنا فحاذيت داري فقلت: أيها الأمير إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي؟
فقال: يا منهال تعلمني أن علي بن الحسين عليه السلام دعا بأربع دعوات فأجابه الله علي يدي ثم تأمرني أن آكل هذا يوم صوم شكرا لله عزوجل علي ما فعلته بتوفيقه(9).
ورود أنه بعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلي المختار وأعيان من كان معه، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدي فألقيت بين يديه فقال: الحمد لله رب العالمين، وضع رأس الحسين بن علي عليه السلام بين يدي ابن زياد وهو يتغدي وأتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدي.
قال: وانسابت حية بيضاء تخلل الرؤوس حتي دخلت في أنف ابن زياد وخرجت من أذنه ودخلت من أذنه وخرجت من أنفه، فلما فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ثم رمي بها إلي مولي له وقال: اغسلها فإني وضعتها علي وجه نجس كافر.
وخرج المختار إلي الكوفة وبعث برأس ابن زياد ورأس حصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع مع عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي وعبد الله بن شداد الجشمي والسائب بن مالك الأشعري وهم من قتلة الحسين عليه السلام إلي محمد بن الحنفية عليه السلام بمكة وعلي بن الحسين عليه السلام يومئذ بمكة، وكتب إليه معهم:
أما بعد، فإني بعثت أنصارك وشيعتك إلي عدوك يطلبونه بدم أخيك المظلوم الشهيد فخرجوا محتسبين محنقين أسفين فلقوهم دون نصيبين فقتلهم رب العباد والحمد لله رب العالمين الذي طلب لكم الثأر وأدرك لكم رؤساء أعدائكم فقتلهم في كل فج وغرقهم في كل بحر فشفي بذلك صدور قوم مؤمنين وأذهب غيظ قلوبهم.
وقدموا بالكتاب والرؤوس إليه، فبعث برأس ابن زياد إلي علي بن الحسين عليه السلام فأدخل عليه وهو يتغدي فقال علي بن الحسين عليه السلام: اُدخلت علي ابن زياد (لعنه الله) وهو يتغدي ورأس أبي بين يديه فقلت: اللهم لا تمتني حتي تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدي، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي، ثم أمر فرمي به، فحمل إلي ابن الزبير فوضعه ابن الزبير علي قصبة فحركتها الريح فسقط فخرجت حية من تحت الستار فأخذت بأنفه فأعادوا القصبة فحركتها الريح فسقط فخرجت الحية فأزمت بأنفه ففعل ذلك ثلاث مرات، فأمر ابن الزبير فألقي في بعض شعاب مكة.
ولما جيء برأس عمر بن سعد كان ولده حفص عند المختار، فقال المختار لحفص أتعرف هذا؟
قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال المختار: يا أبا عمرة ألحقه به، فقتله، فقال المختار: عمر بالحسين وحفص بعلي بن الحسين ولا سواء.
قال: واشتد أمر المختار بعد قتل ابن زياد وأخاف الوجوه وقال: لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتي أقتل قتلة الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام وما من ديني أترك أحدا منهم حيا، وقال: أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته، فلم يكن يأتونه برجل فيقولون إن هذا من قتلة الحسين أو ممن أعان عليه إلا قتله.
وأتي المختار بعبد الله بن أسيد الجهني ومالك بن الهيثم البداني من كندة وحمل بن مالك المحاربي فقال: يا أعداء الله أين الحسين بن علي؟
قالوا: أكرهنا علي الخروج إليه.
قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء.
وقال للبداني: أنت صاحب برنسه لعنك الله.
قال: لا.
قال: بلي.
ثم قال: اقطعوا يديه ورجليه ودعوه يضطرب حتي يموت فقطعوه، وأمر بالآخرين فضربت أعناقهما.
وأتي بقراد بن مالك وعمر بن خالد وعبد الرحمن البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني فقال لهم: يا قتلة الصالحين ألا ترون الله برئ منكم لقد جاءكم الورس بيوم نحس، فأخرجهم إلي السوق فقتلهم.
وبعث المختار معاذ بن هانئ الكندي وأبا عمرة كيسان إلي دار خولي بن يزيد الأصبحي وهو الذي حمل رأس الحسين عليه السلام إلي ابن زياد، فأتوا داره فاستخفي في المخرج فدخلوا عليه فوجدوه قد ركب علي نفسه قوصرة فأخذوه وخرجوا يريدون المختار فتلقاهم في ركب فردوه إلي داره وقتله عندها.
وطلب المختار شمر بن ذي الجوشن فهرب إلي البادية فسعي به إلي أبي عمرة فخرج إليه مع نفر من أصحابه فقاتلهم قتالا شديدا فأثخنته الجراحة فأخذه أبو عمرة أسيرا وبعث به إلي المختار فضرب عنقه وأغلي له دهن في قدر فقذف فيها فتفسخ، ووطئ مولي لآل حارثة بن مضرب وجهه ورأسه.
ولم يزل المختار يتبع قتلة الحسين عليه السلام وأهله حتي قتل منهم خلقا كثيرا وهرب الباقون فهدم دورهم، وقتلت العبيد ومواليهم الذين قاتلوا الحسين عليه السلام وأتوا المختار فأعتقهم(10).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تسبوا المختار فإنه قد قتل قتلتنا وطلب بثأرنا وزوج أراملنا وقسم فينا المال علي العسرة(11).
وقال أبو جعفر عليه السلام لأبي محمد الحكم بن المختار: رحم الله أباك رحم الله أباك ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه قتل قتلتنا وطلب بدمائنا(12).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتي بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين صلوات الله عليه(13).
وفي الحديث: إن علي بن الحسين عليه السلام لما أتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمرو بن سعد خر ساجدا وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزي المختار خيرا(14).
وعن الأصبغ بن نباتة قال: رأيت المختار علي فخذ أمير المؤمنين عليه السلام و هو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس(15).
المصادر :
1- الإرشاد: ج2 ص260-263.
2- انظر (شهر شعبان) للإمام المؤلف .
3- قال ابن خلكان: يوسف بن الحكم.
4- قال ابن الأثير: بن عامر بن مسعود.
5- السالخ: الأسود الخالص.
6- معجم البلدان للحموي: ج2 ص9.
7- سورة الأنعام: 84-85.
8- سورة التوبة: 24.
9- انظر بحار الأنوار: ج 45 ص332 ب49 ح1.
10- راجع بحار الأنوار: ج 45 ص335-337 ب49 ح1.
11- رجال الكشي: ص125. ورجال العلامة: ص168. ورجال ابن داود: ص513.
12- بحار الأنوار: ج45 ص343 ب49 ح9.
13- رجال ابن داود: ص513.
14- بحار الأنوار: ج45 ص344 ب49 ح13.
15- رجال الكشي: ص127.