جيمس الأول

Monday, December 15, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
جيمس الأول

(1566ـ1625) بعد ثلاثة عشر شهراً من تاريخ مولد جيمس، تُوج ملكاً على اسكتلندة باسم جيمس السادس، إثر إرغام اللوردات الاسكتلنديين والدته الملكة ماري الكاثوليكية على النزول عن العرش، ولما كان لا يزال صغير السن، فقد تعاقب على حكم المملكة عدد من الأوصياء حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، حين أخذ الملك الشاب يمارس سلطة اسمية على حكومته، خلال السنوات القليلة التالية. كان جيمس مركز سلسلة من المؤامرات والنزاعات مع الطبقة النبيلة صعبة المراس وطبقة الكهنوت الاسكتلنديين.

كان جيمس حاكماً ناجحاً في اسكتلندة، فقد أثار النبلاء الواحد منهم ضد الآخر، وفرض نوعاً من الطاعة والحكومة الأسقفية على طبقة الكهنوت. وعلى الرغم مما تعلمه من أساتذته وما استفاد من تجربته الشخصية، فقد افتقرت معرفته إلى الحكمة العملية، ويظهر ذلك في بحثين له يعبران عن أفكاره الاستبدادية هما (1589) True Law of Free Monarchices، و(1599) Basilikon Doron.

جيمس الأول ملك إنكلترة: يعد جيمس مؤسس أسرة ستيوارت المالكة في إنكلترة، فبعد وفاة ملكتها إليزابيت (1603) بلا وريث شرعي، خلفها ملك اسكتلندة جيمس السادس على العرش باسم جيمس الأول ملك إنكلترة واسكتلندة، نظراً لما يربط بينهما من صلة قربى.

تبنى جيمس الأول سياسة ترمي إلى تحقيق السلام مع الخارج، وسيادة التسامح الديني في الداخل، فحسم مسألة الحرب بين إنكلترة وإسبانية، وعمل على تعديل القوانين الجزائية الخاصة برعاياه من الكاثوليك، حاول إصلاح الكنيسة الإنكليزية، لكن إنجازه الوحيد المهم في هذا المجال تمثل بترجمة الإنجيل إلى اللغة الإنكليزية المعروفة باسم «نسخة الملك جيمس» King James Version. ومن مآثره أيضاً رعايته للشاعر الكبير شكسبير.

لم يرَ جيمس في البرلمان سوى مجلس استشاري، وتعامل معه على هذا الأساس، لذلك كان يدعوه للانعقاد كلما كان بحاجة إلى دعمه، وسرعان ما يحله عندما كان يخالفه في الرأي، وقد أثارت سياسته المالية والدينية، ومجاملته للدول الكاثوليكية انتقادات البرلمان وغضبه، وعندما فشلت المفاوضات بين إنكلترة وإسبانية بشأن زواج ابنه شارل من ابنة ملك إسبانية (1623)، رتب زواجاً تحالفياً مع فرنسة وأعلن الحرب على إسبانية.

وهكذا فإن جيمس الذي أعلن نفسه ملك سلام، رأى عهده ينتهي بحروب باهظة الكلفة وعديمة الفائدة، ولما تدهورت قواه العقلية وصحته في سني أواخر حكمه، باشر ابنه شارل ووزيره بوكينغهام Bukingham حكم المملكة، ومالبث أن توفي جيمس.

كان جيمس الأول ذكياً، وداهية وسياسياً بارعاً، على الأقل حتى ما قبل السنوات القليلة الأخيرة من حكمه، لكنه كان أيضاً بالغ الكسل وباحثاً عن اللذة والمسرات.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.