(… ـ 128هـ/ … ـ 746م) أبو حاتم، الحارث بن سريج بن يزيد من بني مجاشع بن دارم، من قبيلة تميم. قاد حركة ثورية فيما وراء النهر وخراسان على الإدارة الأموية التي عدّها إدارة ظالمة لا تعمل بكتاب الله وسنة رسوله.
تذكر المصادر الحارث بن سريج في أحداث سنة 110هـ/728م حين قاتل إلى جانب المسلمين خاقان الترك في بيكند، ولكنه ثار على بني أمية سنة 116هـ/734م في بلاد ما وراء النهر في ولاية عاصم بن عبد الله على خراسان (116-117هـ/734-735م) ودعا إلى كتاب الله وسنة نبيه واعداً ألا تؤخذ الجزية[ر] من الذين اعتنقوا الإسلام وألا يظلم أحد، فانضم إليه كثرة من الموالي والكثير من العرب من تميم والأزد، فسار من الفارياب إلى بلخ فدخلها ثم إلى الجوزجان (كورة من كور بلخ) فغلب عليها وعلى الطالَقان (بلدة بخراسان) ومرو الروذ، فلما أراد السير إلى مرو قصبة خراسان نصحه أصحابه ألا يفعل «لأن مرو بيضة خراسان وفرسانهم كثر»، وأشاروا عليه أن يقيم حيث هو فإن أتوه قاتلهم، وإن أقاموا قطع عنهم المؤن والإمدادات.
لم يعمل الحارث بنصيحة أصحابه، وسار إلى مرو في جيش كبير، فهزمه والي خراسان عاصم بن عبد الله، وغرق الكثير من أصحابه في أنهار مرو وفي النهر الأعظم (جيحون) ولم يبق مع الحارث سوى زهاء ثلاثة آلاف.
وحين ولَّى هشام بن عبد الملك (105-125هـ/723-742م) أسد بن عبد الله القسري خراسان، أرسل جديع بن علي الكَرماني (ت129هـ) إلى القلعة التي فيها أهل الحارث وأصحابه واسمها التبوشكان من طخارستان العليا، فحاصرهم الكرماني حتى فتحها وسبى عامة أهل الحارث من الموالي وذراريهم وباعهم في سوق بلخ، فانضم الحارث إلى خاقان الترك في الحرب التي نشبت بين أسد بن عبد الله وخاقان الترك سنة 119هـ/737م.
بقي الحارث في بلاد الترك حتى سنة 126هـ/743م، فلما وقعت العصبية في خراسان بين الوالي نصر بن سيار (120-131هـ) وجُديع بن علي الكرماني من اليمانية خاف نصر قدوم الحارث عليه في أصحابه من الترك فيكون أشد عليه من الكرماني وغيره وطمع أن يناصحه، فأرسل نصر إلى الخليفة يزيد بن الوليد (125-126هـ/742-743م) فأخذ منه للحارث أماناً، فعاد الحارث إلى خراسان سنة 127هـ وأقام بمرو الروذ ورد عليه نصر ما أخذ له، وعرض عليه أن يوليه ويعطيه مئة ألف دينار فلم يقبل وأرسل إلى نصر يقول: «لست من الدنيا واللذات في شيء إنما أسألك كتاب الله والعمل بالسنة وأن تستعمل أهل الخير فإن فعلت ساعدتك على عدوك» وأرسل الحارث إلى الكرماني يخبره بأنه إذا أعطاه نصر العمل بالكتاب وما سأله عاضده، وقام بأمره، وإن لم يفعل فإنه سوف يعينه (أي الكرماني) إن ضمن له القيام بالعدل والسنة، فلما صارت الخلافة إلى مروان بن محمد (127-132هـ/744-749م) وبايعه نصر بن سيار. امتنع الحارث من البيعة، فأرسل إليه نصر يدعوه إلى الجماعة وينهاه عن الفرقة وإطماع العدو، ويعطيه ثلاثمئة ألف دينار فلم يقبل، ثم عرض عليه أن يبدأ بالكرماني فإن قتله فإنه في طاعته فلم يفعل، وانضم الحارث إلى الكرماني الذي هزم نصراً ودخل مرو وأمَّن الناس إلا أنه هدم الدور ونهب الأموال فأنكر عليه الحارث ذلك ونبذ تحالفه معه وحاربه مع من انضم إليه من تميم ومضر سنة 128هـ وقتل الحارث وأخوه، وصفت مرو لليمانية فهدموا دور المضرية، ولما بلغ نصر بن سيار مقتل الحارث قال:
يا مُدْخِِلَ الذُّل على قومه
بُعداً وسحقاً لك من هالك
شؤمك أردى مضراً كلَّها
وغضَّ من قومِك بالحارِكِ
مهما كانت آراء الحارث ومقاصده، إلا أنه في محاولته العمل بكتاب الله وسنة نبيه ونصر المظلومين على الظالمين قد حالف الترك المشركين في محاربتهم للعرب وظل لاجئاً عند الترك سنين حينما أخفق، فلما ظهر ثانية أضعف قوة تميم ومضر وكان لمضر في ذلك الوقت كل الشأن في المحافظة على السيادة العربية فكان بذلك الممهد لنجاح الثورة العباسية بقيادة أبي مسلم الخراساني[ر] (ت137هـ).
الحارث بن سريج
Wednesday, December 17, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور