منصور زلزل

Thursday, January 29, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
منصور زلزل

(…ـ 176هـ/… ـ 791م) منصور زلزل موسيقي عربي عازف عود ولد في الكوفة وتوفي في بغداد. ضارب العود الشهير، ومن أهم الموسيقيين الذين ظهروا في أوائل العهد العباسي. قال فيه ابن عبد ربه،  في العقد الفريد،: «كان زلزل أضرب الناس للوتر، لم يكن قبله ولا بعده مثله». وشهد له في ذلك الموسيقي، تلميذه وابن شقيقته، إسحق الموصلي في مجلس الخليفة الواثق بالله عندما قال: «إن زلزلاً هو المتقدم في ضرب العود». وكان ضارب العود الخاص لزوج أخته إبراهيم الموصلي في الغناء، وسُمّي زلزل بالضارب لأنه لم يكن يغني إلا نادراً.

سطع نجم منصور زلزل في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي، وعدّه معاصروه أشهر مَنْ ضرب على العود في دولة بني العباس إذ بلغ فيه مرتبة عالية.

اهتم زلزل أيضاً بالسلم الموسيقي[ر. المقامية في الموسيقى] وأدخل عليه إصلاحات عدة، إذ ابتكر ما يعرف بـ «وسطى زلزل»  الذي تقدر نسبته 22/27 من مطلق الوتر، بعد أن اختلف العلماء في عصره على موضع نغمة «السيكاه» (درجة في المقام أو السلم الموسيقي) على العود، وكانت حينئذ  تسمى الوسطى وحددوا لها موضعين، أطلقوا على الأول منهما اسم «الوسطى القديمة» ونسبتها 27/32 من مطلق الوتر، وعلى الثانية «وسطى الفرس» ونسبتها 64/81 من مطلق الوتر. وظل هذا التخبط قائماً حول مواقع الدرجة الوسطى إلى أن ابتكر زلزل الوسطى التي جاء بها، والتي نجح عن طريقها في وضع حد للخلافات التي استشرت حول موقعها عندما استحدث موضعاً جديداً آخر يتوسط الموضعين السابقين أطلق عليها «وسطى زلزل».

ومنصور زلزل، هو أول من فكر بإيجاد طريقة ما لتحسين آلة العود وصناعتها. ولما كان  شديد الولع بهذه الآلة  وبالضرب عليها فقد استطاع، بعد العديد من  التجارب، ابتكار عود جديد عرف بالعود الكامل أو بعود الشبوط. وسمي كذلك لأنه يشبه في شكله الشبوط، وهو نوع من السمك الدقيق الذنب والعريض الوسط واللين الملمس والصغير الرأس. وهذا العود فاق العود الفارسي بميزاته العديدة شكلاً ومضموناً، ولاسيما في رنين أوتاره.

علّم زلزل اسحق الموصلي الضرب على العود حتى أتقنه. وعن هذا يقول اسحق «أخذ مني منصور زلزل، إلى أن تعلمت مثله ضربه بالعود، أكثر من مئة ألف درهم، وهذا يزيد على ما أخذته سواء من الخلفاء أم من أبي».

كان منصور زلزل محباً للخير، ومن أجل هذا احتفر بئراً في مدينة بغداد، أوقفها على أهلها، قبل وفاته، ورتبّ لها أوقافاً لإصلاحها. وقد ظلت زمناً تعرف باسم «بركة زلزل».

غضب الخليفة هارون الرشيد على زلزل لوشاية بلغته عنه، فسجنه مدة عشر سنوات. وعندما أفرج عنه، كان الشيب يغطي شعره ولحيته، وكان واهن القوى وشديد الضعف. ومع أنه استرد عافيته بعد خلاصه من السجن، إلا أن العمر لم يمتد به بعد ذلك إلا قليلاً.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.