(1486 ـ 1531) أندريا دل سارتو Andrea del Sarto. مصوّر إيطالي ولد بمدينة فلورنسا Florence. نشأ في فلورنسا وتعلم فيها على يد أحد الصاغة، ثم على يد بييرو دي كوزيمو Piero di Cosimo. تأثر سارتو في البداية بكبار فناني فلورنسا، ثم بكبار الفنانين الإيطاليين أمثال ليوناردو Leonardo، وميكلانجلو Michelangelo.
أسس في عام 1506 مع فرانتشابيجو Franciabigio مشغلاً أنجز فيه الكثير من الأعمال الفنية. زار فرنسا واستقر فيها بين عاميّ 1518و1519، وعاد بعدها إلى مسقط رأسه فلورنسا ليبدأ مرحلة جديدة في تجربته الفنية تأثر فيها بفنانين جدد كانوا يمثلون التيار الفني المتطور أمثال رافايلّو Raffaelo، وفرا بارتولوميو Fra Bartolommeo.
بعد هذه المرحلة، تمكن سارتو من خلق شخصية فنية خاصة، فرضت وجودها المتميز في التصوير الإيطالي آنذاك. وتمتاز تجربة سارتو بتمثلها الأمين للمدرسة الفلورنسيّة في التصوير التي خرج من رحمها، وتأثر بتجارب غالبية روادها، كما اتسمت أعماله بالتلقائية والبساطة والحيوية والنعومة، خاصة في تصويره للهيئات الأنثويّة، واستخدامه البارع لتباينات الظل والنور، والفاتح والغامق، وإبراز هيئات الشخوص وعناصر اللوحة الأخرى، بقوة ووضوح ونعومة وانسجام في آن معاً، على الرغم من صلابة خطوطه وتأكيده الخطوط الخارجية لشخوصه وعناصره.
هذه الخصائص والمقومات اللونيّة والخطيّة والتقانيّة التي اتسمت بها أعمال سارتو تبدت بوضوح في لوحاته الأولى التي نفذها للكنائس والأديرة، وكانت موضوعاتها تدور حول الأعمال الخارقة للقديس فيليبو بنيتسي Filippo Benizzi في الدير الفلورنسي أنونتسياتا Annunziata بين عامي 1508و1510.
كانت لدى سارتو قدرة مميزة على التوليف والمواءمة بين أعماله والأمكنة الموجودة فيها من عمارة وغرف داخلية وطبيعة محيطة. كما عمد إلى استخدام التدريجات اللونية البنفسجية على نحو لافت، في العديد من أعماله، خاصة لوحة «رحلة القديسين الثلاثة» Zug der.Drei Könige، ولوحة «مولد ماريا» Geburt Mariä المنفذة عام 1514. برزت في هذه الأعمال البدايات الأولى لأشكاله الأنيقة، وزخارفه الرقيقة، كما برزت قدراته الخاصة على استنهاض التكوين الكلاسيكي والبنية المتينة لعناصر اللوحة.
بدأ سارتو بين عامي 1514و1526 يرسم مقاطع من حياة يوحنا المعمدان John the Baptist الموجودة اليوم في Florenz Chiostro dello Scalzo.
بعد مرحلة التشابه والتأثر التي جمعت سارتو مع ميكلانجلو، ولاسيما في الأعمال التي تناولت موضوع العذراء، برز تأثره الواضح برسوم المصور والحفار الألماني المعروف ألبرخت دورر A.Dürers. وقد بدا هذا التأثر بيناً وواضحاً في أعماله «يوحنا المتعبد والشيطان» Johanad. Töufers. المنجزة عام 1515، ولوحة «تعميد الشعوب» Taffe der völker المنجزة عام 1517، وهذه الأعمال تؤكد بصورة عامة، تأثره بأعمال فناني القرن السادس عشر، ولاسيما من ناحية العلاقة بين الظل والنور.
للفنان سارتو مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية منها «عذراء ديل ساكو» Madonna del sacco و«النحات» Bildhauer و«لندن» London. كما أنجز مجموعة لوحات جدارية ذات خاصية لونية مميزة بتدرجاتها المتألقة والمنسجمة والتي تحمل تأثيرات واضحة لأساليب رسامي فلورنسا السابقين له.
