(1912 ـ 1990) محمود الشريف موسيقي ملحن مصري ولد في الاسكندرية وتوفي في القاهرة، ويعد واحداً من أعمدة ملحني الأغنية الشعبية. وقد أثرَّت أعماله في عدد من الملحنين الذين ظهروا بعده مثل عبد العظيم محمد. يعده الكثيرون خليفة سيد درويش في الأغنية الخفيفة «الطقطوقة».
عندما نزح محمود الشريف إلى القاهرة، عمل في عام 1932عازفاً على العود وملحناً للاستعراضات الغنائية في صالة بديعة مصابني. وفي هذا الملهى تعَّرف فريد غصن، وفريد الأطرش، وأسمهان، ومحمد فوزي الحو، وإبراهيم حمودة وغيرهم. لم يستمر محمود الشريف طويلاً في ملهى بديعة مصابني، إذ تعاقد مع فرقة علي الكسار المسرحية، فلحن له العديد من المسرحيات الكوميدية الغنائية، اشتهرت منها مسرحية «الأمير خروب» التي اضطلع ببطولتها علي الكسار، والمطرب حامد مرسي، والممثلة عقيلة راتب التي مارست الغناء زمناً قبل أن تحترف التمثيل من دون الغناء.
اتجه محمود الشريف، بعد الركود الذي أصيب به المسرح الغنائي، نحو العمل في الإذاعة المصرية التي تعاقدت معه على تقديم برنامج يعتمد اللوحات الغنائية. وأول لوحة قدمها في هذا المجال قبسها من مسرحية «مصرع كليوباترا» للشاعر أحمد شوقي التي أخرجها حسني الحديدي. ومن ثم تتابعت أعماله في هذا المجال، فلحن «عذراء الربيع» و«الراعي الأسمر» و«قسم السلطانية». ومن هذه اللوحات التي هي في الواقع «سهرات إذاعية» انتقل الشريف إلى تلحين الأوبريتات [ر. الأوبرا] الإذاعية، التي كانت ذروة أعماله الكبيرة فيها مثل «روما تحترق» و«روميو وجولييت» و«بالوما» مستفيداً من تجربته في «السهرات الإذاعية» ومن أوركسترا الإذاعة الكبيرة التي كان يقودها الموسيقي أحمد حسن الشجاعي.
إبان العدوان الثلاثي على قناة السويس عام 1956، لحن الشريف عدداً من الأناشيد الوطنية والقومية، كان من أبرزها نشيد «الله أكبر» الذي حاز كأس العالم في مهرجانات الموسيقى العسكرية خمس مرات متتالية، ثم اتخذته الجماهيرية الليبية نشيداً وطنياً لها. وكلفته وزارة الدفاع في مصر بوضع أناشيد الكليات العسكرية الثلاث: الحربية، والطيران، والبحرية. وكلفته أيضاً وزارة الثقافة، في الذكرى الألفية لتأسيس مدينة القاهرة، بوضع عمل مسرحي يخلد تلك المناسبة فوضع استعراضاً غنائياً بعنوان «القاهرة في ألف عام» وآخر بعنوان «موال من مصر». ودفعه هذا، وهو في أوج حماسته، إلى تلحين «فرحة الشعب» و«نوار الخير» و«مصر الصامدة» و«أبو الفتيان».
تعاقدت إدارة التلفزيون المصري مع محمود الشريف فلحن لها عدداً من البرامج منها: «جحا المصري» و«كان يا ماكان» و«اكتب يا تاريخ» و«شهرزاد» إضافة إلى الحلقات الدينية الخاصة بأسماء الله الحسنى.
جذبته السينما إليها فتعاون مع المخرجين أحمد كامل مرسي، وصلاح أبو سيف، وحسن الإمام، ونيازي مصطفى، ومحمد كريم، ولحن لهم عدداً لا بأس به من أغاني الأفلام مثل: «موعد مع الحياة» و«الملاك الظالم» و«لواحظ» و«لعبة الست» و«هذا جناه أبي» و«بائعة الخبز» وغيرها.
لحن محمود الشريف في ألوان الغناء المتداول جميعها مثل أغاني الأطفال والأغاني الوصفية والوطنية والعاطفية والاجتماعية والدينية، وكذلك المونولوجات الضاحكة الهادفة. وغنى ألحانه عدد كبير من المطربين والمطربات مثل صالح عبد الحي وعبد الغني السيد الذي غنى له رائعتيه الشعبيتين «البيض الأمارة» و«ياوله ياوله»، وغنى له محمد عبد المطلب «بتسأليني بحبك ليه» و«ودّع هواك»، وغنى له أيضاً عبد الحليم حافظ «يا سيدي أمرك» و«حلو وكذاب»، وغنت شادية له «أيام العمر معدودة». كذلك غنت له ليلى مراد ونور الهدى وصباح وزوجته عصمت عبد العليم وشافية أحمد ومحمد ثروت وأحلام وغيرهم.
زار محمود الشريف دمشق عام 1957 فكرمته ومنحته وسام الاستحقاق السوري، ونال وسام العلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولى عام 1958، ونال كذلك وسام الكوكب الأردني في العام نفسه، وجائزة الجدارة عام 1978. وحاز جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1990 قبل وفاته ببضعة أسابيع، وقد قالت عنه لجنة الجوائز في المجلس الأعلى للثقافة عندما منحته الجائزة: «إن محمود الشريف لم يكن مجرد ملحن متميز في تاريخ الموسيقى العربية بل مطوراً ومحرراً للأغنية العربية من القوالب التقليدية لأنه أكسب الأغنية شعبية لم تكن معروفة سوى في مرحلة سيد درويش». وقد أوصى محمود الشريف قبل وفاته أن يدفن في الاسكندرية إلى جوار سيد درويش وتوفيق الحكيم.
أما مجلس إدارة المهن الموسيقية، فقد قرر إطلاق اسم محمود الشريف على إحدى جوائز الأوسكار التي تمنحها النقابة في المسابقات التي تنظمها سنوياً في الموسيقى والغناء.
محمود الشريف
Monday, March 2, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور