(1920 ـ 1992) هو نصير بن الحاج صادق شورى، مصور زيتي، ولد في دمشق لعائلة شغفت بالعلم، وكان والده من أوائل صيادلة دمشق المجازين، وقد درس في الاستانة، وخاله العلامة المؤرخ محمد كرد علي مؤسس المجمع العلمي العربي بدمشق، الذي دأب يشجعه على مزاولة الفن على الرغم من ممانعة والده.
حصل نصير دروسه الثانوية في «مكتب عنبر» المؤسسة العلمية القائمة في دمشق القديمة آنذاك، والتي كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في العاصمة، وفي تلك المدرسة برزت موهبته في الرسم على يد الفنان جورج بولص خوري (وهو من خريجي المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس).
أسلوبه
كان نصير شورى متفرداً في أسلوبه، ومرهف الحس اللوني حتى لقبوه بشاعر اللون. وعلى الرغم من تفوقه في تصوير الأشخاص فقد كان يحب المنظر الطبيعي فيرصده في تقلباته وأحواله. وقد تبنى الأسلوب الانطباعي الواقعي وعبر عن المنظر السوري واللبناني بحقيقة مكانية وبراعة في اللمسة، وذلك حتى أواسط ستينات القرن الماضي حين بدأ تجارب تجريدية تحرر فيها من الشكل المرئي محافظاً على شاعرية ألوانه. وفي سنة 1965 شكل مع محمود حماد وفاتح المدرس وإلياس زيات جماعة تجريدية أسموها جماعة «د» أو دمشق، وأقاموا معرضاً مشتركاً في صالة «الصيوان» في دمشق كان له صدى في الأوساط الفنية بين مؤيد وناقد.
وفي سبعينات القرن العشرين بدأ نصير تجارب أوصلته إلى أسلوب جمع فيه بين الانطباعية والتجريد، فأخذ الشكل المرئي من الأولى والابتكار في التأليف من الثانية مشكلاً أسلوباً خاصاً عرف به في محافل المعارض الفنية واستمر في ذلك حتى وافته المنية.