توفيق الصباغ

Monday, March 9, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
توفيق الصباغ

(1892ـ 1964) توفيق فتح الله الصباغ ملحن موسيقي وعازف كمان سوري. ولد في حلب وتوفي في دمشق، وكان من ألمع المؤلفين الموسيقيين السوريين الذين انصرفوا إلى التأليف الموسيقي من دون التلحين الغنائي.

ألحقه أبوه، وهو في الخامسة من عمره، بروضة الأطفال التابعة للراهبات الفرنسسكانيات في حلب وتفتحت فيها مواهبه الموسيقية من خلال الأغاني الخاصة بالأطفال والعزف على البيانو والكمان الذي كانت تمارسه راهبتان راعيتان للأطفال.

تلقى الصباغ مبادئ العزف على الكمان على يدي زوج أخته أنطوان الشوا[ر] والد العازفين الشهيرين سامي وفاضل الشوا. وعندما بلغ الصباغ الثامنة عشرة من عمره، غدا من أمهر العازفين على الكمان، وعُيِّن، نظراً لبراعته في العزف ولمقدرته في الموسيقى النظرية، مدرساً للموسيقى في مدارس حلب.

استقال من عمله في عام 1912 وسافر إلى مصر ومكث فيها عامين. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى غادر مصر إلى السودان، حيث امتهن فيها التجارة لمدة عامين، تعرف ودرس خلالهما السلم الموسيقي الخماسي السائد في السودان وبعض الدول الأفريقية. ثم عاد إلى مصر ثانية فمكث فيها لغاية عام 1921، ومن ثم قفل عائداً إلى مسقط رأسه حيث عين من جديد مدرساً للموسيقى في المدارس التجهيزية.

نقل توفيق الصباغ عمله كمدرس للموسيقى إلى دمشق في أعقاب الثورة السورية، وأسس مع المرحوم فخري البارودي[ر]، وشفيق شبيب[ر] النادي الموسيقي الشرقي الذي انبثقت عنه عدة أندية موسيقية أخرى، إلى أن استطاع تأسيس أول نقابة موسيقية في سورية، جمعت شمل الموسيقيين ودافعت عن حقوقهم، غير أن هذه النقابة لم تعمَّر طويلاً إذ أغلقها الفرنسيون أسوة بالأندية الأخرى التي كانت تنشط وطنياً.

شارك توفيق الصباغ في مؤتمر الموسيقى العربية الذي عقد في القاهرة في آذار عام 1932 كعضو ومدرب للفرقة الموسيقية مع كل من الشيخ علي الدرويش [ر] وأحمد الأوبري وشفيق شبيب وصالح المحبك وغيرهم. وقد شهد المؤتمر في أثناء تدريب الفرقة، معركة شبه حقيقية بينه وبين ابن شقيقته سامي الشوا الملقب بأمير الكمان، وتعود أسباب الخلاف بين الاثنين إلى التنافس على زعامة العزف على الكمان، فالصباغ لقب بحق ملك الكمان والأنغام، ولقب الشوا بأمير الكمان. ويؤكد الضالعون ببواطن الفن وخفاياه بأفضلية الصباغ على الشوا، كما أن الجماهير هي التي لقبته بملك الكمان لأنها وجدت في عزفه فناً خارقاً تجاوز في تطريبه سامي الشوا الملقب بأمير الكمان.

وضع توفيق الصباغ عدداً من الكتب الموسيقية المهمة، من أشهرها «تعليم الفنون» (1932) و«المجموعة الموسيقية» (1940) التي تضم كامل مؤلفاته الموسيقية وبعض مؤلفات الموسيقيين العرب والأتراك المتميزين. و«الدليل الموسيقي العام» (1950) الذي يتحدث عن السلم الموسيقي؛ إذ يقول عنه إنه (عقدة العقد) فقد اختلفت الشعوب في تقسيمه وتحديد درجاته ولكن الخلاف الأهم، هو في تقدير كمية الأبعاد التي يتألف منها السلم الواحد. ثم يتناول الصباغ بعد ذلك الأبحاث التي دارت في المؤتمر فيقول:

«لم أر واحداً ممن تناولوا تلك الأبحاث، عمد إلى معالجة النقطة المهمة فيه، وهي قياس السلم الواحد بمجموعه، فالأبحاث دارت في الفروع مع ترك الأصل، فمنهم من أشار باستعمال السلم المعدل المقسوم إلى أربعة وعشرين ربعاً، وبعضهم مال إلى السلم الطبيعي، وغيرهم قالوا باستعمال السلم العربي، ولم أقرأ عن باحث منهم طلب تحديد كمية الأبعاد التي يتألف منها السلم حتى يتسنى تقسيمه بدقة».

توصل توفيق الصباغ في كتابه «الدليل الموسيقي العام» عن طريق دراسته للسلالم الموسيقية: العربي القديم والفيثاغورثي واليوناني القديم والصيني والهندي والغربي المستخدم حالياً إلى أن السلم العربي ينقص عن الدرجات الست كوما واحدة (أي تسع الدرجة تقريباً التي تعادل 144/1 من الدرجة الصوتية). وإن جميع السلالم الموسيقية التي ورد ذكرها آنفاً تعاني تقريباً من هذا النقص، إذ تنقص السلالم اليونانية القديمة والحديثة كلها عن الست درجات. كذلك الأمر بالنسبة للسلم العربي القديم بأنواعه ينقص عن الست درجات أيضاً، ولم يشذ عن قاعدة النقص هذه سوى السلم الغربي الحالي، وسبب ذلك يعود إلى افتقاره إلى أرباع الدرجات وتأثيراتها التي تبدو في الموسيقى الشرقية.

مؤلفاته الموسيقية

وضع توفيق الصباغ عشرات المقطوعات الموسيقية المحفوظة في كتبه، وأغلبها لم يسجل في أسطوانات أو في الإذاعة. أما التسجيلات التي تمتلكها الإذاعة فهي:

تقاسيم مقام فرحفزا والوداع وطلع الفجر والكمنجة تتكلم وسماعي حجازكار. ومن أهم مؤلفاته التي لم تسجل: بشرف جهار كاه، والبشرف التوفيقي من مقام حجاز، وعدة سماعيات من مقام عجم عشيران، وصبا، وبياتي، وحجاز كاركردي، وجهاركاه، وسيكاه، وقطعة موسيقية «عواطف» التي وصفها بقوله:

«مقطوعة تجمع بين الموسيقتين الغربية والشرقية، وهي تصلح لجوقة كاملة، أو لكمان وبيانو فقط. ولكي لا يختفي الطابع الشرقي من المقطوعة، فقد وضعت لها «هارمونية» [ر. الانسجام] بسيطة لتظهر الأنغام الشرقية بوضوح».

توفي توفيق الصباغ تاركاً ثروة موسيقية حقيقية لم تحفظها شقيقته التي ورثته، ولا يعرف لمن آلت بعد وفاتها هي الأخرى. وكان الصباغ قبل وفاته عاكفاً على اختراع يحاول من خلاله الحصول على أصوات القرار والجواب [ر. الموسيقى] معاً و في آن واحد من آلة الكمان.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.