السلطان عبد الحميد الثاني

Tuesday, April 7, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
السلطان عبد الحميد الثاني

(…ـ … هـ/1842ـ 1918م) السلطان عبد الحميد الثاني ولد في اصطنبول وتوفي فيها، وهو أحد أبناء السلطان عبد المجيد. تولى السلطة بعد عزل أخيه مراد الخامس عام 1292هـ/1876م في وقت كانت السلطنة فيه تعاني من أحرج ظروفها في الداخل والخارج وخاصة في حروبها المتعثرة على الجبهتين الروسية والأوربية، إضافة إلى الثورات القومية المتعددة في أوربا وآسيا. وفي مواجهة هذه الظروف أقدم السلطان عبد الحميد على اعتماد عدد من الإصلاحات الإدارية على المستوى الداخلي إضافة إلى عدد من الخطوات على المستوى الخارجي، فعلى المستوى الداخلي: أصدر السلطان عبد الحميد في 23/12/1876، أول دستور عثماني حدد بموجبه العلاقة بين السلطات الحكومية، وكذلك بين السلطة وطبقات الشعب، كما أنشأ عدداً من دور العلم، كمدارس تعليم اللغات والفنون النسوية والتعليم العام، وأقام عدداً من الأسواق في معظم عواصم الولايات. وفي الإطار نفسه فتح في اصطنبول عدداً من المراكز الثقافية كمتحف الآثار الشرقية والمتحف العسكري والمكتبات العامة، وأهمها مكتبة بايزيد ومكتبة يلدز، إضافة إلى تأسيس مدرسة للطب ألحق بها مشفًى خاصاً بالأطفال وداراً للعجزة، و أمر بإنشاء مراكز لخدمات البريد على مستوى السلطنة،إضافة إلى إدارات قيود النفوس، وجرِّ المياه الصالحة للشرب إلى المدن الكبرى، واعتماد نظام الغرف التجارية والصناعية والزراعية لتنظيم النشاط الاقتصادي.

وعلى المستوى الداخلي نفسه، وبعد التخلص من عدد من يهود الدونما والعناصر التركية المتعصبة، أصدر السلطان عبد الحميد مرسوماً يقضي بنقل سلطة الحكم من الصدر الأعظم إلى قصر يلدز، وبدأ سياسة التقرب إلى العناصر غير التركية في السلطنة كالأكراد والشركس والبلقان، لكنه أكثر من الاعتماد على العنصر العربي، مما أدى إلى استياء المتشددين من الأتراك، ويبدو أن هذه السياسة كانت مقدمه لخطة إعلامية أعدها السلطان عبد الحميد لربط العالم الإسلامي في جامعة إسلامية، تمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، تواجه تهديد الغرب. ولتحقيق هذه الخطة تبنى مشروعاً طموحاً هدف إلى ربط هذا العالم بشبكة من السكك الحديدية، بدأها بمشروع الخط الحديدي الحجازي الذي تم إنجاز المرحلة الأولى منه بين دمشق والمدينة المنورة سنة 1909، وأشرف على إنجازها مستشاره للشؤون الأوربية أحمد عزت باشا العابد، وهو الخط الذي دمره البريطانيون في الحرب العالمية الأولى.

أما على المستوى الخارجي، فقد أفاد السلطان عبد الحميد من سياسة التهديد بإعلان الجهاد الإسلامي في لجم تهديدات الدول الغربية، كما تمكن بعد تدعيم قوة جيشه بأسلحة ألمانيّة من الصمود في وجه روسيا القيصرية ومنع تقدم قواتها في آسيا الصغرى والبلقان، إضافة إلى إخماده تمرد الكريتيين بعد هزيمة القوات اليونانية، وأقام في مواجهة بريطانيا وفرنسا حلفاً مع ألمانيا. غير أن أبرز إنجازات السلطان عبد الحميد على المستويين الخارجي والداخلي كان رفضه سنة 1901، عرض مؤسس الحركة الصهيونية في العالم تيودور هرتزل بدفع ديون السلطنة العثمانية كاملة مقابل سماح السلطان لليهود بالاستيطان في فلسطين وتأسيس وطن قومي، في وقت كانت السلطنة تعاني أشد متاعبها الاقتصادية.

ويبدو أن هذا الرفض كان القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد تكالبت عليه قوى يهود العالم والقوى الاستعمارية في أوربا مع يهود الدونما داخل السلطنة والثورات القومية المتعددة في أوربا وآسيا، إضافة إلى قيام عدد من أفراد جمعية الاتحاد والترقي الطورانية المتعصبه سنة 1910 بمحاصرته في قصره وخلعه ونفيه، أولاً إلى مدينة تسالونيكي اليونانية ثم إعادته إلى اصطنبول التي توفي فيها سنة 1918.

وعلى الرغم من أن عدداً من مؤرخي القوميات التي تبعت السلطنة العثمانية وآسيا يأخذون على عبد الحميد استخدامه أسلوب البطش والإرهاب في التعامل مع تحركاتهم القومية، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت كثيراً من المبالغات في هذه الاتهامات.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.