(نحو 1845-1910م) عبده الحامولي موسيقي مصري ولد في طنطا وتوفي في القاهرة، وهو واحد من رواد النهضة الموسيقية العربية التي قامت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والذي قدم إسهامات رائدة في تجديد اللغة الموسيقية العربية، ساعده على ذلك جمال صوته واطلاعه الواسع الدؤوب على التجارب الموسيقية العربية والتركية.
نشأ عبده الحامولي (ينسب لقبه إلى بلدة حامول) في أسرة كبيرة، كان والده تاجرَ بُنٍ، وكان لتردد عبده على حلقات الذكر والتكايا الصوفية والاحتفالات الدينية الفنية بطقوسها الأثر الكبير في تفتح موهبته الموسيقية التي لاقت اعتراضاً شديداً من والده الذي أراد لابنه الصغير مسلكاً آخر غير الموسيقى.
رحل عبده الحامولي بصحبة أخيه الأكبر، من طنطا وتعرّف المعلم شعبان، المغني المعروف وعازف القانون آنذاك، الذي أخذ بتدريبه وصقل موهبته الموسيقية، وزوّجه ابنته ليقيده بالعمل معه. واستجاب عبده، في وقت قصير، إلى إتقان الموروثات الموسيقية العربية التي درسها على أيدي المعلم شعبان الذي استأجر لاحقاً، مكاناً في حديقة الأزبكية بالقاهرة كان يدعى «مقهى عثمان آغا» مستعيناً بعدد من العازفين والمرددين المهرة الذين شكلوا تختاً[ر.الفرقة الموسيقية] موسيقياً لمرافقة المطرب الناشئ عبده الحامولي، ولمنافسة مشاهير المطربين وفرقهم الموسيقية آنذاك.
انفصل الحامولي عن المعلم شعبان، والتحق بفرقة الفنان محمد المقدم، ومن ثم استقل بنفسه وكوّن فرقته الفنية الخاصة به. اشتهر بصوته القوي والقادر المليء بالشجن والعذوبة، إضافة إلى إتقانه أصول الغناء العربي. فكان يتدرج صعوداً إلى أعلى الطبقات الغنائية وأحدِّها ويهبط بيسر وحنان إلى أخفضها في صنعة فنية ظاهرة في مختلف المقامات[ر. الموسيقى العربية] وفروع أنغامها الوفيرة في إبداع مشهور سحر ألباب كل من استمع إليه.
بدأ نجم هذا الفنان يسمو في عصر كان يموج بالتطورات اللاهثة، إذ كان الخديوي إسماعيل باشا يسعى إلى توفير كل إمكانات التقدم والتطور اللذين انعكسا إيجاباً على الحياة الموسيقية في مصر، كما كان لسفر الحامولي إلى اصطنبول بصحبة الخديوي، في رحلاته إلى تركيا أن اكتشف من خلالها عالماً موسيقياً آخر ذا أصول موسيقية شبيهة بالموسيقى العربية. وبعودة الخديوي إلى مصر، اصطحب معه مجموعة كبيرة من رواد الموسيقى التركية، فكان الحامولي يحضر أمسياتهم الفنية الزاخرة بالطرب التي أغنت ذاكرته الموسيقية الخصبة. وبدأ يغني من هذه الأنغام ما يلائم المزاج العربي مجدداً في كثير من طرق الغناء العربي وخاصة إدخال وتطعيم هذا الفن بمقامات وأنغام موسيقية تركية كالنهاوند، والحجاز، والعجم، والتي أغنت رصيده الموسيقي. وهكذا صار عبده الحامولي رائداً مجدداً لفن الغناء العربي مع توفر الخلق والإبداع في «الدور» الغنائي[ر. الأغنية] الذي جعل له تقليداً راسخاً سار عليه كل من درسه. فكان الحامولي يبدأ عادة بالمذهب كي يستعرض المقام الموسيقي المبني عليه هذا الدور، ثم يأتي الجزء الرئيس الذي تبرز فيه مقدرته الأدائية.
تزوج عبده الحامولي، بعد طلاقه ابنة المعلم شعبان، المطربة ألمظ (مصرية المولد وسورية الأب) التي كانت تعد من أهم المطربات في عصرها. وكانت، قبل زواجها، تنافس الحامولي على عرش الغناء آنذاك. إلا أنها امتنعت عن الغناء بعد زواجها من الحامولي الذي حزن عليها حزناً عميقاً إثر وفاتها، عام 1897، وهو ما أثر في عطائه وإنتاجه الفني. وقد رثاها بهذا الدور الجميل الذي سكب فيه روحه ورقة مشاعره الصادقة، ومطلعه:
شربت الصبر من بعد التصافي
ومر الحال ما عرفتش أصافي
يعد الحامولي من أوائل الفنانين الذين تنبهوا إلى أهمية حسن الإيحاء في الغناء وإلى استصحاب حركات الغناء بالإشارات في دلالة تعبيرية. واشتهر بأداء أنواع كثيرة من الغناء العربي مثل الموشحات، إضافة إلى الأدوار، والقدود التي نقلها المصريون من حلب (سورية)، والمواويل والطقاطيق والقصائد. ومن أدواره التي قدمها: «فؤادي جدَّ به حالات» من مقام راست، من كلمات الشيخ محمد درويش، و«مالك الجمال لك السعادة» من مقام سوزناك، من كلمات الشيخ علي الليثي، و«يللي خليت م الحب» من مقام عراق، من كلمات الشيخ محمد درويش، و«فؤادي أسألك قل لي» من مقام عراق، من كلمات الشيخ علي أبو نصر، و«أنت فريد في الحسن» من مقام حجاز، من كلمات إسماعيل باشا صبري، و«شربت الصبر من بعد التصافي» من مقام عشاق، من كلمات الشيخ علي الليثي، وهو من أجمل أدواره.
وغنى الحامولي كثيراً من القصائد مثل: «أراك عصي الدمع» التي أعاد تلحينها كل من الشيخ زكريا أحمد ورياض السنباطي، وغنتهما أم كلثوم، و«غيري على السلوان قادر» من مقام الهزام، من شعر عمر بن الفارض، و«نالت على يدها» من مقام البياتي، من شعر يزيد بن معاوية، وقد غناها المطرب زكي مراد (والد المطربة ليلى مراد). وخاض الحامولي تجربة الغناء المسرحي أيضاً، فشارك الفنان السوري الشيخ أحمد أبو خليل القباني أعماله المسرحية مثل «أنس الجليس»، و«عفة المحبين»، و«عنترة»، و«عايدة».
عبده الحامولي
Sunday, April 12, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور