(1541ـ 1614) غريكو أو الغريكو Le Greco، وتعني الإغريقي، مصور ونحات ومعمار إسباني، من أصل كريتي، ولد في بلاد الإغريق في مدينة كاندي Candie وتوفي في طليطلة.
انتقل إلى البندقية Venise في إيطاليا حيث تأثر بفن عصر النهضة هناك، ولاسيما بالجمالية الطبيعية والتلوين المشبع بالضوء، وبعد محطة في روما انتقل غريكو إلى طليطلة حيث اختير لإنجاز موضوعات تصويرية دينية، أثارت الاهتمام بأسلوبه الخاص المتمثل بالألوان والتشكيلات الجديدة على التصوير الإسباني.
وسمت إقامة غريكو في البندقية مدة عامين (1566ـ 1568)، وتأثره بأسلوب تتسيانو Titien سمة أسلوبه الذي تمَثَّله منذ البداية في اللوحة المسماة «البشارة» والمحفوظة حالياً في متحف برادو[ر] Prado في مدريد. ومن أكثر أعماله إثارة لوحة «المسيح يطرد الصيارفة من المعبد» الموجودة في المتحف الوطني في واشنطن، وتتميز هاتان اللوحتان بأنهما مرسومتان على الخشب حسب الطريقة البيزنطية في صنع الأيقونات.
وفي روما أقام غريكو بين عامي1570 و1577 يدرس ويتأمل أعمال رافائيللو[ر] Raphaël وميكلانجلو[ر] Michel-Ange ومصوري عصر النهضة. وبرعاية من الكاردينال ألكسندر، استطاع أن يعمل في متحف فارنيزه Farnèse، وفي ذلك الوقت أنجز لوحته «الأطفال يوقدون الشمعة» وفيها يتمثل غريكو طريقة اللعب بالإنارة. وفي لوحته «سان سيباستيان» يبدو تأثير نحت ميكلانجلو واضحاً في أسلوبه التصويري. وفي هذه المرحلة التي لم يحظ بها بدعم البابا، أنجز مجموعة من الصور الشخصية.
كان للفنان غريكو رؤية جمالية خاصة، ولعله تأثر فيها بالمبادئ التي وردت في كتاب ڤاساري Vasari أو في نظريات فيتروف Vitruve؛ إذ اهتم بدراسة الطبيعة والحياة الإنسانية، ولاسيما العقيدة الدينية، مؤسساً أسلوبه على ألوان خاصة وإنارة محكمة، محاولاً المبالغة في تمثيل الأشخاص وصولاً إلى نوع من التكلفية[ر] maniérisme التي انتشرت بعد عصر النهضة في إيطاليا، المتمثلة في المبالغة في تصوير الحركات والإرشادات، ويبدو ذلك واضحاً في صوره الجدارية في مشفى الإحسان في مدينة إلليسكاز Illescas، التي أنجزها في العام 1605، ويبدو تأثير مدرسة البندقية واضحاً أيضاً في كثير من أعماله التي أصبحت محطة مهمة في تاريخ الفن الإسباني، في طليطلة خاصة.