فرانسوا جوزيف

Friday, June 5, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
فرانسوا جوزيف

(1830-1916) فرانسوا جوزيف François-Joseph أو فرانسيس جوزيف أو فرانس جوزيف، امبراطور النمسا منذ سنة 1848 وملك هنغاريا منذ سنة 1867، ولد في قرية قريبة من فيينا. وهو الابن الأكبر للأرشيدوق فرانسوا شارل شقيق امبراطور النمسا فرديناند الأول من أسرة هابسبورغ Habsburg الملكية الشهيرة، وأمه صوفيا ابنة ماكسيميليان الأول جوزيف ملك بافاريا.

رُسِّم ولياً لعهد النمسا خلفاً لعمه الامبراطور فرديناند الذي كان عقيماً، وخدم في القوات النمساوية التي كانت تعمل في إيطاليا فترة متقطعة من الزمن، انتهت بتنصيبه امبراطوراً على النمسا في 2/12/1848 بعد نزول الامبراطور فرديناند عن العرش إثر ثورة 1848 في فيينا. وساعده على أدبيات ومراحل التنصيب كل من المستشار العجوز مترنيخ Metternich والمستشار شوارزنبرغ Schwarzenberg الذي أصبح رئيس وزرائه منذ توليه السلطة (1848)، وحقق له عدداً من الإصلاحات الداخلية، إضافة إلى انتزاعه اعترافاً من بروسيا بحقوق الامبراطورية النمساوية على ألمان أوربا، وهي الرابطة التي تطورت فيما بعد على شكل جامعة جرمانية.

وكانت الدول العظمى في أوربا القارية تتكون من ألمانيا وإيطاليا والنمسا (التي انضمت إليها هنغاريا فيما بعد) وروسيا وفرنسا. ولكل منها أهدافها وسياستها التي كانت تتعارض بنسب متفاوتة مع الأخرى، وتشاء الظروف بعد موت رئيس وزراء النمسا شوارزنبرغ (1852) أن تتعقد الأمور مع الإيطاليين الذين كانوا ينادون باستقلال بعض مقاطعاتهم الشمالية عن النمسا، فأعطى فرانسوا جوزيف نفسه صلاحيات رئيس الوزراء اعتماداً على دعم روسيا القيصرية في مقابل دعم فرنسا وبريطانيا للإيطاليين. حاول الامبراطور النمساوي قمع الثورات في إيطاليا، لكن اصطدم بمقاومة قادها كافور رئيس وزراء إيطاليا الذي تمكن من هزيمة القوات النمساوية في معركة سولفرينو Solferino في 24/6/1859 واضطر فرانسوا جوزيف بعد شهر من هذا التاريخ إلى عقد صلح فيلافرانكا Villafranca نزل بموجبه عن بعض مقاطعات شمالي إيطاليا لصالح الوحدويين الإيطاليين.

وقد أدت هزيمة فرانسوا جوزيف في إيطاليا إلى قيامه بإعادة النظر في الوضع الدستوري في البلاد، ودعا إلى اجتماع تكتل الأمراء الألمان (الممثلين للولايات الألمانية في وسط أوربا) الذين التقوا في فرانكفورت (1863)، باستثناء ملك بروسيا، واتفقوا على مجموعة إصلاحات لعل أهمها التساهل في التعامل مع الأقليات التي تعيش في الأقاليم الألمانية وكذلك تعديل التحالفات التاريخية في أوربا.

وفي سنة 1867 اختار فرانسوا جوزيف رئيساً جديداً لوزرائه هو غراف فون بوست Graf von Beust الذي دعا إلى إقامة تحالف نمساوي إيطالي فرنسي ضد بروسيا، ورغم أن هذا المشروع لم ير النور، إلا أنه دغدغ مشاعر الهنغاريين في طلب الوحدة مع النمسا، وهذا ما ترجمه قيام وزير خارجية هنغاريا الكونت غيولا أندراسي Gyula Andrassy سنة 1876 بالموافقة على إقامة ملكية مشتركة بين هنغاريا والنمسا بزعامة فرانسوا جوزيف مع ضمان الحقوق المتساوية في المملكة الجديدة بين الألمان والهنغار، وهي حقوق لم تحصل عليها الأقليات السلافية والتشيكية والكرواتية والصربية، وحينما حاول فرانسوا جوزيف تجاوز المشكلات التي يمكن بروزها نتيجة ذلك بعقد اتفاق مع روسيا لاقتسام النفوذ في منطقة البلقان، فإن هذا العمل لم يمنع من تفاقم الأزمات الداخلية في وجهه، فقد أقدم ولي عهده الأرشيدوق رودلف Rudolf على الانتحار عام 1889 لأسباب غامضة، كما قام ثائر إيطالي ناقم على الأسرة المالكة النمساوية باغتيال زوجه الامبراطورة إليزابيت في أثناء زيارتها مدينة جنيف في 10/9/1898، على أن أكـبر مآسيه كـانت اغتيال ولـي عهده الأرشيدوق فرانسوا فرديناند François Ferdinand في سراييفو في 28/6/1914 على يد مسلحين صربيين، وكانت السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى، ولكن فرانسوا جوزيف توفي من دون أن يرى نهايتها.

يتفق المؤرخون على ألمعية فرانسوا جـوزيف قائداً على الرغـم من الهزائم السياسية والعسكرية التي تعرض لـها في أثناء فترة حكمه الطويلة التي امتدت 68 سنة، فقد تمكن في هذه الفترة، من دون مساعدة تذكر، من إدارة شؤون السياسة الداخلية النمساوية بيد والخارجية باليد الأخرى، كما أدت قراراته الداخلية إلى انتعاش الحياة الاقتصادية في الامبراطورية بدرجة مكنتها من منافسة أقوى الدول الأوربية، وكانت كفتها راجحة مباشرة قبل اندلاع الحرب.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.