جون قرنق (غارانغ)

Tuesday, June 23, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
جون قرنق (غارانغ)

(1945ـ 5002) جون قرنق (غارانغ) John Garang، ضابط سوداني سابق أسس «الحركة الشعبية لتحرير السودان» المطالبة بانفصال جنوبيّ السودان عن شماليّه وتأسيس دولة علمانية متعددة الأعراق فيه.

ولد قرنق لأسرة مسيحية ميسورة في قرية جونغلي، قرب مدينة بور في جنوبي السودان، وهو ينتمي إلى قبائل الدِّنكا التي تؤلف الأغلبية العرقية في منطقة الجنوب.

كان من القلة الذين سنحت لهم فرصة الدخول إلى مدرسة ابتدائية (في عهد الانتداب البريطاني)، ثم أكمل دراسته الثانوية في تنزانيا حيث أقامت عائلته، تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة في ولاية أيوا Awa، لكنه انقطع عن إتمام الدراسات العليا، وعاد إلى السودان عام 1970؛ لينتسب إلى حركة «إنيانيا» ـ ومعناها السم الزعاف ـ التي كانت أول من حمل السلاح في وجه حكومة الخرطوم عام 1962 بدعوى إهمال منطقة الجنوب وعدم إشراك أبنائه في الحكم، شهد اتفاق «أديس أبابا» عام 1972 الذي منح الجنوب حكماً ذاتياً واسع النطاق في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري، ثم التحق بصفوف الجيش السوداني النظامي، ووصل إلى رتبة عقيد.

أوفد عام 1974 إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، فحصل عليها عام 1981، وأسندت إليه لدى عودته مهام عدة، من بينها أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الخرطوم.

وفي عام 1983 ـ وهو العام الذي فرضت فيه الحكومة السودانية تطبيق الشريعة الإسلامية على البلاد ـ أُرسل قرنق إلى الجنوب بصفته ضابطاً في الجيش النظامي لقمع حركة تمرد كتيبة قوامها 500 جندي، لكنه لم يرجع من هناك، بل قام بتزعم حركة التمرد وتوسيعها، وأسس ما يسمى «بالحركة الشعبية لتحرير السودان» التي قدر عددها فيما بعد بنحو 50 ألف رجل.

استقت الحركة أفكارها من الفكر الماركسي الممزوج بفكر مسيحي متطرف، وكان يتلقى الدعم العسكري بداية من الاتحاد السوڤييتي، وما لبث أن أصبح حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية عام 1989حينما حدث الانقلاب ذو التوجه الاسلامي في السودان عدته الولايات المتحدة خطراً على مصالحها، كما تلقى دعماً من الدول الإفريقية المسيحية المجاورة، مثل أوغندا وإثيوبيا.

خاضت الحركة الشعبية تحت قيادته حرباً شعواء ضد الحكومة في السودان، ونتج منها أضرار كبيرة على المستويات كافة، فبارت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، ونفقت آلاف رؤوس الماشية، وهي الثروة الأساسية في السودان، قُتل ما يزيد على مليون ونصف سوداني وشرد نحو مليونين، إضافة إلى فرض جو من التوتر وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، وجعل مشكلة الجنوب ذريعة للتدخل الخارجي في شؤون السودان، وعندما نشبت أزمة دارفور، سارع قرنق لعقد تحالف مع زعماء التمرد وتشكيل جبهة قوية للضغط على الحكومة من الجنوب والغرب.

وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً قامت الحكومة السودانية بمساع عديدة لحل الأزمة في الجنوب، أثمرت أخيراً عن توقيع اتفاق نهائي للسلام في كانون الثاني/يناير 2005، وعين قرنق بموجب هذا الاتفاق نائباً أول لرئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير، وعندما كان عائداً من أوغندا إلى السودان؛ ليتسلم مهامه رسمياً مات في حادث تحطم المروحية الأوغندية التي كانت تقله، وعلى الرغم من الإعلان المشترك الذي أصدرته الحكومة السودانية والحركة الشعبية المتضمن بيان أن الحادث إنما وقع نتيجة سوء الأحوال الجوية، فقد اندلعت أعمال عنف واسعة عمت البلاد بأكملها مما استدعى تأليف لجنة للتحقيق في أسباب الحادث، مكونة من مندوبين عن الحكومة السودانية والحركة الشعبية، مع تأكيد الأخيرة استمرار عملية السلام. وقد أقيمت لقرنق جنازة رسمية، ودفن في مدينة جوبا أكبر مدن جنوبي السودان.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.