(1823ـ 1892) إدوارد لالو Édouard Lalo مؤلف موسيقي فرنسي ذو أصول إسبانية. ولد في ليل Lille وتوفي في باريس. بدأ دراسته الموسيقية في معهد ليل الموسيقي وحاز الجائزة الأولى في العزف بآلة الكمان عام 1838. درس التأليف الموسيقي مع أستاذه بومان Baumann عازف الكمان المعروف آنذاك، الذي نمَّا لديه تذوق الموسيقى السمفونية وموسيقى الحجرة [ر]. في السادسة عشرة من عمره قرر لالو أن يصبح موسيقياً محترفاً، لكن أباه رفض بشدة، فهجر منزل والديه وتوجه إلى باريس حيث تابع دراسة العزف بآلة الكمان مع هابنِك Habeneck، والتأليف الموسيقي مع شولهوف Schulhoff في معهد باريس للموسيقى (الكونسرفاتوار) Conservatoire. كانت سنواته الأولى هناك صعبة جداً إذ كان عليه أن يدرس ويكسب عيشه، فبدأ بكتابة الموسيقى، وألف ألحاناً عاطفية وموسيقى حجرة تتناسب مع ذوق تلك المرحلة، إلا أنه لم ينجح في نشرها، فتوقف إثر ذلك عن التأليف مدة طويلة، إلى أن تزوج عام 1856 إحدى طالباته جولي بِرْينيه دي مالينيي Julie Bernier de Maligny التي أعادت إليه الرغبة في التأليف، فكتب لالو «ستة ألحان لصوت كونترألتو» لكي تؤديها زوجته التي كانت تتقن الغناء. اشترك بعدها في مسابقة أجرتها الدولة، فألّف أوبرا «فيسك» Fiesque عن نص لشيلّر [ر] نالت عام 1869 الجائزة الثالثة، ولكنها لم تقدم أبداً. وقد أسهم في عام 1871 في تأسيس الجمعية الوطنية للموسيقى.
كتب لالو عام 1872 «ترويحات للأوركسترا» divertissement عزفت بقيادة بادْلو Pasdeloup في السنة التالية. وفي عام 1873 ألّف «حوارية» (كونشرتو) للكمان. وفي عام 1875 كتب «السمفونية الإسبانية» الشهيرة للكمان والأوركسترا التي بقيت العمل الأكثر شهرة من مجموع مؤلفاته. وفي عام 1880 أنهى تأليف أوبرا «ملك إي» Le Roi d’Ys التي عرضت لأول مرة عام 1888 وتقوم قصتها على أسطورة استخدم فيها عناصر من الفولكلور الوطني ولاقت نجاحاً كبيراً وقدمت أكثر من مئة مرة في سنة واحدة. تلاها، بتكليف من مدير المسرح، تأليف باليه «نامونا» Namouna التي انتقدت لأنها أقرب إلى السمفونية منها إلى الباليه، لكنهـا نالت إعجـاب كثيرين مثل ديبوسي[ر] Debussy وداندي[ر] D’Indy ودوكـاس [ر] Dukas، وغابرييل فوريه[ر] Gabriel Fauré، وآخرين، وكان لها تأثير كبير فيهم.
من روائع أعمال لالو الأوركسترالية «السمفونية الإسبانية»، وباليه «نامونا» اللذان يتميزان بأسلوب فرنسي ذي وضوح ونقاء وعذوبة وتلوين.
ويعدّ لالو من رواد حركة التجديد في موسيقى الحجرة والموسيقى السمفونية في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كان ابنه بيير Pierre (1866-1943) ناقداً موسيقياً مشهوراً.
