غوستاف مالر

Tuesday, August 25, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
غوستاف مالر

(1860ـ 1911) غوستاف مالر Gustav Mahler، مؤلف موسيقي وقائد أوركسترا وعازف بيانو نمساوي. ولد في إحدى قرى بوهيميا وتوفي في ڤيينا. انتقلت عائلته إلى بلدة إيفلو حيث كان على مقربة من جميع أنواع الموسيقى: العسكرية والأغاني الشعبية وموسيقى المقاهي وموسيقى الصالونات، والتي اختزنها في ذاكرته ثم أحياها في أعماله السمفونية.

بدأ دراسة العزف بالبيانو وهو في السادسة من عمره، وعزف أمام الجمهور في سن العاشرة. وفي عام 1875 انتسب إلى المعهد الموسيقي (الكونسرفاتوار) Conservatoire في فيينا حيث تابع دراسة العزف مع أستاذه ج. إبشتاين J.Epstein  و«الانسجام» (الهارموني) مع ر. فوش R.Fuchs، والتأليف مع ف. كرين Franz Krenn، وكان متأثراً ببروكنر Bruckner. ألَّف في أثناء دراسته خماسي بيانو وسوناتا لآلة الكمان. ترك المعهد الموسيقي عام 1878 وألف مغناة «كانتاتا» Cantata «أغنية الحزن» Das klagend Lied وتقدم بها إلى مسابقة بتهوفن [ر] Beethoven فرُفضت. بدأ مالر عمله بصفته قائد أوركسترا عام 1880، وظل يمارس هذا العمل طوال حياته. وقسَّم وقته بين التأليف في الصيف وقيادة الأوركسترا في الشتاء. قوبلت موسيقاه في البداية بالعداء لكن معاصره ريتشارد شتراوس [ر] R.Strauss لمس جودتها. تحوّل مالر، عام 1897، من اليهودية إلى الكاثوليكية، وفي عام 1902، تزوج من آلما شيندلر Alma Schindler وكانت موسيقية أيضاً، أنجبت له بنتين توفيت الكبرى عام 1907. بين عامي 1896-1907، وبعد أن ترك منصب مدير دار أوبرا البلاط في ڤيينا، ألف مالر سمفونياته الثالثة والرابعة حتى الثامنة (كان قد وضع سمفونيته الأولى عام 1888 والثانية «البعث» Resurrection عام 1894) ومجموعة أغاني «موت الأطفال»، وأغان أخرى مع الأوركسترا.

قاد مالر عام 1908 أوبرا تريستان وإيزولده للمؤلف الموسيقي ريشارد فاغنر [ر] R.Wagner في الميتروبوليتان في نيويورك. وفي عام 1909 عُيّن قائد أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية. وبدءاً من عام 1907 عاش مالر مع شبح الموت نتيجة اعتلال في قلبه والذي تسبب بموته المبكر.

إن عظمة مالر بصفته قائد أوركسترا لامعاً لا خلاف عليها، إذ تميز عمله في القيادة بالإخلاص والتفاني، وبأمانة في الأداء غدت مضرب الأمثال. أما فيما يتعلق بمؤلفاته فقد تضاربت الآراء، فمدحها المريدون والمعجبون وتعصبّوا لها، وراقت لهم رومنسيتها وبلاغتها وعدّوها جسراً بين القديم والجديد. في حين نظر إليها بعض الموسيقيين بشيء من الازدراء ورأوها مغرقة في الرومنسية مثل السمفونية التاسعة التي كوّنت إرهاصاً لابتكارات شونبرغ [ر] A.Schoenberg. ظهرت في خمسينيات القرن العشرين حركة نشطة لإحياء موسيقى مالر تزعمها عدد من قادة الأوركسترا والنقاد، وقد سُجِّلت أعماله مراراً، ودخلت برامج الأوركسترات الكبرى في العالم.

إن سمفونيات مالر مثل الحكايات فهي حافلة بالتفاصيل والصور: موسيقى المقاهي والثكنات، وصوت أجراس قطعان الماشية (السمفونية 4- 5)، وسيريناد الغيتار والماندولين [ر. العود] (السمفونية السابعة). تطلَّب بحث مالر عن اللون والثقل الأوركسترالي فرقة كبيرة، ولا يخلو من ذلك تأثير ريتشارد شتراوس، إلا أن المجال الآلي عند مالر ولّد عالماً صوتياً مختلفاً تماماً. إضافة إلى تركيز شديد في أعماله الأخيرة على المجموعات الآلية الصغيرة فقد غدت الأوركسترا الضخمة ينبوعاً للعديد من تشكيلات موسيقى الحجرة [ر]، حتى في السمفونية الثامنة (يطلق عليها اسم سمفونية الألف لأنها تحتاج كما يقال إلى ألف من العازفين والمغنين المنفردين وأفراد الكورس)، وهناك لحظات تبدو فيها المقاطع القوية مدروسة ومحسوبة بمقادير ضئيلة، خصوصاً في نهاية المقطع الثاني من السمفونية.

كان مالر ذا مزاج تشاؤمي، وقد انتابه الخوف عندما شرع في تأليف سمفونيته التاسعة، ذلك أن بتهوفن وبروكنر توفيا بعد تأليفهما سمفونيتهما التاسعة. لذلك كتبها مالر مقنعة بثوب مجموعة من الأغاني مع الأوركسترا ودعاها «أنشودة الأرض»، وقد أخذ كلمات الأغاني من قصائد صينية قديمة مترجمة إلى اللغة الألمانية. وبذا تبدو الموسيقى مكتسية لوناً صينياً بسيطاً، عن طريق استخدام آلات القرع المعدنية والسلالم الخماسية [ر. الموسيقى]، ويتجلّى الإحساس الشرقي بوضوح في هذا العمل خصوصاً في أغنية «الوداع» الأخيرة، التي ينتهي بها العمل، ويغيب جو السوداوية في السمفونية التاسعة وتسيطر العاطفية على مجمل العمل. أما السمفونية العاشرة فقد بدت كأنها تسير باتجاه خاتمة إيجابية إلا أن مالر غادر الدنيا قبل إنجاز النسخة النهائية لهذا العمل عام 1911، وقد اعتُقِد أن هذه السمفونية غير منتهية إذ لم تظهر منها سوى حركتين نُشرتا وعُزفتا، إلى أن اكتشف الباحث الإنكليزي ديريك كوك عام 1960 أن العمل كان كاملاً في مدونة مختصرة فوضع نسخة جديدة كاملة منه.

كان مالر علماً في فن المعالجة الأوركسترالية الحديثة شديدة التعقيد، وكان يمتلك القدرة على ابتكار الألحان البسيطة المؤثرة ومعالجتها، كما كان فناناً مفرط الحساسية، وقد عبّرت موسيقاه عن آلام دفينة في أعماقه وعن نوازع روحية تجاه الله والطبيعة والجمال والنقاء، كما عبرت موسيقاه عن تشاؤم عميق الجذور ظل يهيمن عليه طوال حياته.

تعد سمفونية «البعث» من أهم أعماله السمفونية العشر، إضافة إلى أغاني سمفونية أخرى منها: «أنشودة الأرض» (1908).



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.