نلسون مانديلا

Tuesday, September 1, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: حسن نجفی
موارد بیشتر برای شما
نلسون مانديلا

هو نلسون روليهلالا مانديلا Nelson Rolihlahla Mandela محامي وسياسي جنوب إفريقي، ولد في 18/7/1918 وهو ابن هنري مانديلا وينتسب إلى عائلة كانت ولا زالت تتولى زعامة قبيلة تمبو Tembu في إقليم ترانسكي Transkei، درس القانون في كلية فورت هار Fort Hare للحقوق وجامعة ويتوواترسراند Witwatersrand وتخرج فيها سنة 1942 في جنوب إفريقيا، وفي أثناء دراسته الجامعية بدأ نجمه يلمع زعيماً من زعماء الحركات الإفريقية السوداء المناهضة للتمييز العنصري الذي كانت تعتمده حكومة الأقلية البيضاء في جوهانسبرغ. وفي سنة 1944 ألّف نلسون مانديلا مع والتر سيسولو W.Sisulu  وأوليفر تامبو O.Tambo عصبة شباب المؤتمر الوطني الإفريقي (A.N.C) وتدّرج في قياداتها  إلى أن انتخب رئيساً لها سنة 1955، مما ساعده بعد سنتين على افتتاح أول مكتب قانوني لمحامين سود في جنوب إفريقيا مشاركة مع أوليڤر تامبو، وحتى ذلك الوقت كانت دعوته إلى مناهضة سياسة التمييز العنصري مقتصرة على الوسائل السلمية، ومع ذلك اتهم مانديلا مع عدد من أتباعه بالخيانة، لكن حكومة جنوب إفريقيا العنصرية لم تتمكن بعد خمس سنوات من المحاكمة من إثبات الاتهام فسرَّحت الجميع.

وإثر قيام قوات أمن الحكومة العنصرية بفتح النار على تظاهرة سلمية دعا إليها مانديلا سنة 1960 في مدينة شارب فيل Sharpeville، وإصدارها قراراً يحظر أي نشاط للمؤتمر الوطني الإفريقي، قام مانديلا بتأسيس تنظيم عسكري أسود أطلق عليه اسم «رمح الشعب» Umkhonto We Sizwe للتصدي لسياسات الحكومة القمعية ضد الغالبية السوداء. ونجحت عمليات التنظيم لدرجة جعلت الحكومة تلاحق أفراده سنة 1963 وتقبض على تسعة من مناضليه (خمسة من السود وثلاثة من البيض وهندي واحد) بمن فيهم مانديلا بتهم التخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وبحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية وحكم عليهم بأحكام مختلفة كان أقساها الحكم على مانديلا بالسجن المؤبد، فأمضى الفترة الكبرى منها في سجن جزيرة روبن Robben في كيب تاون، وبعدها في سجن بولسمور Pollsmoor، وقد أسهمت مجريات تلك المحاكمة وذلك الحكم في تدعيم شعبية مانديلا ليس على مستوى جنوب إفريقيا وحسب، بل في أرجاء العالم كله، وتأسست على أثر ذلك جمعيات جديدة ساندتها جمعيات عالمية أخرى نددت جميعها بسياسة التمييز العنصري، ولم تتمكن الحكومات العنصرية المتعاقبة في جنوب إفريقيا من تغييب ذكرى هذا  المناضل عن أذهان أحرار العالم في الشرق والغرب، ولما اتسع نطاق المعارضة داخلياً وخارجياً ضد حكومة بريتوريا حاولت هذه الأخيرة الاتصال بالجماعات الإفريقية للتخفيف من حدة المعارضة التي اشترطت إطلاق سراح مانديلا شرطاً أساسياً لأية مفاوضات تتعلق بالتهدئة بين الحكومة والشعب، وبالفعل اضطرت حكومة جنوب إفريقيا سنة 1985 إلى القبول بفكرة تسريح مانديلا مقابل الالتزام بنبذ العنف، لكن مانديلا لم يوافق إلا في حالة إعلان الحكومة إنهاء التمييز العنصري، وأيّده بذلك جمع غفير من أحرار العالم الذين دعوا في الحادي عشر من حزيران/يونيو 1988 إلى التجمع في العاصمة البريطانية لندن بمناسبة بلوغ مانديلا سن السبعين، وتحدث في الاجتماع عدد كبير من مفكري العالم عن مساوئ التمييز العنصري، ودعوا إلى تسريح مانديلا من دون شروط. وقد أكرهت الضغوط المتصاعدة في أنحاء العالم والتمرد الشعبي الكبير في جنوب إفريقيا رئيس الحكومة العنصرية بيتر ويليم بوتا Pieter Willem Botha وبعده خلفه ف.و. دو كليرك F.W.de Klerk سنة 1989 على الالتقاء بمانديلا في سجنه عدة مرات في محاولة لتهدئة الموقف الذي استمر متفجراً في البلاد منذ اعتقاله، وفي 11 فبراير/شباط 1990 انصاعت الحكومة للضغوط الداخلية والخارجية مرة ثانية ووافقت على إطلاق سراح مانديلا من دون شروط، كما منح المؤتمر الوطني الإفريقي ترخيصاً بالعمل السياسي للمشاركة في صياغة دستور جديد لجنوب إفريقيا لايتضمن أي تمييز عنصري ضد البيض أو السود. وقد أدى مانديلا الرئيس الجديد للمؤتمر الوطني الإفريقي دوراً قيادياً في مفاوضات إنهاء التمييز العنصري وحصل بنهاية المفاوضات على جائزة نوبل للسلام لعام 1993 مناصفة مع رئيس وزراء جنوب إفريقيا دو كليرك. وفي 10/5/1994 أجريت أول انتخابات حرة في جنوب إفريقيا شارك فيها كل سكان البلاد من البيض والسود وأسفرت عن فوز ساحق ناله نلسون مانديلا الذي أصبح بموجبه أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا المناهضة للتمييز العنصري. وفي أثناء حكمه الذي استمر خمس سنوات قلب مانديلا صورة جنوب إفريقيا العنصرية، وأقامت بلاده علاقات خارجية متميزة مع كل الدول التي ساندت جنوب إفريقيا في نضالها ضد التمييز العنصري وعلى رأسها الدول العربية التي زار معظمها حتى نهاية ولايته في 16/6/1999، ثم عاد إلى الحياة العامة مواطناً عادياً يؤدي مهاماً اعتيادية، يستشيره ويحترمه الجميع داخل البلاد وخارجها.

حصل مانديلا وهو في السجن سنة 1979 على جائزة جواهر لال نهرو Jawaherlal Nehru وهي أرفع جائزة تمنحها حكومة الهند، كما حصل على جائزة برونو كرايسكي Bruno Kreisky  لحقوق الإنسان سنة 1981، إضافة إلى عدد من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدد من جامعات العالم. وقد جمعت خطبه وكتاباته في أثناء سجنه في عدد من الكتب بعنوانات:

- No Easy Walk to Freedom (London 1965).

- The Struggle Is My Life (1978).

- I’am Prepared to Die (1979).
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.