إسماعيل بن يحيى المُزَني

Wednesday, September 28, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
إسماعيل بن يحيى المُزَني

( 175ـ 264هـ/791 ـ 878 م) أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسـلم المزني المصري الشَّافعي، وفي الفهرست إسماعيل بن إبراهيم، وفي الوفيات والنُّجوم الزَّاهرة إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق. والمزني بضم الميم وفتح الزاي نسبة إلى مُزينة بنت كلب قبيلة كبيرة مشهورة.

فقيهٌ، صحب الشافعي وحدَّث عنه، كان زاهداً عالماً مجتهداً مناظراً مِحجاجاً غواصاً على المعاني الدَّقيقة رأساً في الفقه، أحد الأئمة المشهورين، وإمام الشَّافعيين وأعرفهم بطريق الشَّافعي في فتاواه وفيما نُقل عنه، ويُروى أنَّ الشَّافعي قال: «المُزَنيُّ ناصرُ مذهبي».

صنَّف كتباً كثيرةً منها: «الجامع الكبير»، «الجامع الصَّغير»، «مختصر المختصر»، «المنثور»، «المسائل المُعتبَرة»، «التَّرغيب في العلم»، وكتاب «الوثائق»، وغير ذلك. كان إذا فرغ من مسـألة وأودعها مختصرَهُ قام إلى المحراب، وصلَّى ركعتين شكراً لله تعالى. قرَّظ أبو العباس أحمد بن شريح مختصر المزني وجعله أصل الكتب المصنَّفة في مذهب الشَّافعي، وعلى مثاله رتَّب فقهاء الشَّافعية كتبهم وبكلامه فسَّروا مسائل المذهب وشرحوها.

كان في غاية الورع، يغسل الموتى تعبُّداً، وقال مرَّةً : تعانيت ذلك ليرقَّ قلبي فصار عادةً، وهو الذي غسل الإمام الشَّافعيt، وقيل: كان معه في ذلك الرَّبيع بن سليمان بن عبد الجبار راوية الشافعي وخادمه، وكان ثاني أعلم الرِّجال بمذهب الشافعي أيضاً، وكان المزنيُّ والربيع رضيعين وبينهما ستة أشهر.

تفقَّه به جماعة، وروى عنه أبو بكر ابن خزيمة والطَّحاوي وغيرهما، ومن جلَّة تلامذته العلاَّمة أبو القاسم عثمان بن بشار الأنماطي شيخ ابن سريج وشيخ البصرة زكريا بن يحيى السَّاجي.

لم يل المزنيُّ قضاءً، وكان شريف النَّفس، ذُكر أن أحمد بن طولون والي مصر كان يحبُّ العلماء ويحُضرَهم مجلسَه؛ وأراد ابن طولون أن يحَضُرَهُ أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني فامتنع عليه زهداً وتورُّعاً، فتهدَّده بهدم داره، فلم يجبه، فأمر سواراً حاجبَهُ بهدمها، فقام المزنيُّ مع سوار يريه حدودها، وقال له: لا تهدم هذا الجدار فليس هو لي، فعاد سوار فأخبره، فَعَظُمَ في قلب أحمد بن طولون، وكان أحمد بن طولون يحضر جنائز وجوه البلد وصالحيهم وأشرافهم، فحضر يوماً جنازة فقيل له: هذا أبو إبراهيم المزني في الجنازة، فقال: أرونيه من غير أن يعلم، فأروه إياه.

كان من الزُّهد والورع على طريقةٍ صعبةٍ شديدة، وكان بعيد النَّظر في الأمور. قال محمَّد بن إسماعيل التِّرمذي: «سمعت  المزني يقول لا يصحُّ لأحدٍ توحيدٌ حتَّى يعلمَ أنَّ الله تعالى على العرش بصفاته، قلت له: مثل أيِّ شيءٍ؟ قال: سميعٌ بصيرٌ عليمٌ». وقال عمرو بن عثمان المكِّي: «ما رأيت أحداً من المتعبِّدين في كثرة مَنْ لقيتُ منهم أشدَّ اجتهاداً من المزني، ولا أدومَ على العبادة منه، وما رأيت أحداً أشدَّ تعظيماً للعلم وأهله منه، وكان من أشدِّ النَّاس تضييقاً على نفسه في الورع وأوسعه في ذلك على النَّاس، وكان يقول أنا خلقٌ من أخلاق الشَّافعي».

ُتوفِّيَ بمصر، ودُفن بالقرب من تربة الإمام الشَّافعي بالقرافة الصُّغرى بسفح المقطَّم.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.