يوسف بن عبد الرحمن المِزّي

Wednesday, September 28, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
يوسف بن عبد الرحمن المِزّي

(654 ـ 742هـ/1256ـ 1341م) يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن يوسف ابن علي بن أبي الزهر الحلبي الأصل ثم الدمشقي المِزّي أبو الحجاج جمال الدين الحافظ، محدث الديار الشامية في عصره.

ولد بظاهر حلب، ونشأ بالمِزَّة (بكسر الميم ثم التشديد وقيل بالضم) من ضواحي دمشق، وتنقل في طلب العلم بين بلدان عديدة، فسمع بحلب والشام والحرمين والقاهرة والإسكندرية وغيرها، وأتقن اللغة والتصريف، وتبحَّر في الحديث ومعرفة الرجال، وله مشاركة في الفقه وأصول الدين، وكان قد شرع في طلب الحديث بنفسه وله عشرون سنة.

ومن أشهر شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم، وسمع منهم:

أحمد بن أبي الخير سلامة، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، وإبراهيم بن إسماعيل الدَّرجي، وأبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، والمقداد بن هبة الله القيسي، وعمر بن محمد بن أبي عصرون، وغيرهم كثير. وجمع له بين الدراية والرواية وعلو الإسناد، وحدَّث نحو خمسين سنة.

 ومن أشهر من سمع منه: ابن تيمية، والبرزالي، والذهبي، والتاج السبكي، وابن سيد الناس، وغيرهم. وغالب المحدثين في دمشق وغيرها قد تلمذوا له، واستفادوا منه، وسألوه عن المعضلات؛ فاعترفوا بفضله وعلو ذكره.

ومن المناصب العلمية التي شغلها في حياته: مشيخة دار الحديث الأشرفية، فقد باشرها سنة ثماني عشرة وسبعمئة بعد كمال الدين بن الشريشي، وبقي مدرساً فيها قرابة أربعة وعشرين عاماً، وقد نقل عن ابن تيمية أنه قال ـ لما باشر المزي مشيخة الدارـ: «لم يلها من حين بنيت إلى الآن أحق بشرط الواقف منه لقول الواقف: فإن اجتمع من فيه الرواية ومن فيه الدراية، قدّم من فيه الرواية».

وقد أشاد بمكانته العلمية وقدراته الذهنية تلاميذه وكل من ترجم له، ومن أهم ما قيل في شأنه ما ذكره التاج السبكي في ترجمته ـ حيث قال: «…شيخنا وأُستاذنا وقدوتنا… حافظ زماننا، حامل راية السنة والجماعة… إمام الحفاظ… واحد عصره بالإجماع وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقول الأسماع…» إلى آخر ما قال. وما ذكره الشيخ الذهبي في ترجمته ـ حيث قال: «…ما رأيت أحفظ من أربعة: ابن دقيق العيد، والدمياطي، وابن تيمية، والمزي، فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث، والدمياطي أعرفهم بالأنساب، وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال».

وقال عنه ـ أيضاً ـ: «كان خاتمة الحفاظ، وناقد الأسانيد والألفاظ وهو صاحب معضلاتنا، وموضح مشكلاتنا…» إلى آخر ما قال.

وكان كثير الحياء والاحتمال والقناعة والتواضع والتودد إلى الناس، قليل الكلام، لا يتكثر بفضائله، ولا يغتاب أحداً، وكان مأمون الصحبة، حسن المذاكرة خير الطوية، محباً للآثار، معظماً لطريقة السلف جيد المعتقد.

أصيب في آخر حياته بمرض استمر به إلى أن توفي بدار الحديث الأشرفية وهو يقرأ آية الكرسي. وفي صباح يوم الأحد صلي عليه بالجامع الأموي، وحضر القضاة والأعيان وخلائق لا يحصون كثرة، ثم ذهب به إلى مقابر الصوفية فدفن هناك إلى جانب زوجته المرأة الصالحة الحافظة لكتاب الله عائشة بنت إبراهيم بن صديق غربي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهم الله أجمعين.

ومن أشهر آثاره العلمية «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» وقد اشتهر هذا الكتاب في زمانه، وحدث به خمس مرات، طبع في (35) جزءاً، و«تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» في الحديث، طبع في أربع عشرة مجلدة كبيرة.

وقد ذكر المترجمون له أنه لما توفي جمع الحافظ أبو سعيد صلاح الدين العلائي جزءاً سمَّاه «سلوان التعزي عن الحافظ أبي الحجاج المزي».
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.