سعيد بن أبي الخير ابن المسيحي

Saturday, October 1, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
سعيد بن أبي الخير ابن المسيحي

(…ـ 658هـ/… ـ 1260م) أبو نصر، سعيد بن أبي الخير بن عيسى المسيحي الحظيري النسطوري المعروف بابن المسيحي، من المتميزين في صناعة الطب.               

وربما كان أصله من الحظيرة، وهي بلدة بين بغداد وتكريت اشتهرت بأعمال النسيج الذي كانت تصدره إلى كثير من البلدان. استوطن بغداد ودرس فيها الأدب والحكمة والطب. والتحق بحاشية الخليفة الناصر لدين الله - وهو الخليفة العباسي الرابع والثلاثون - التي كانت تضم مجموعة من الأطباء الأركيدياقين (من الألفاظ العربية النصرانية المنقولة عن اليونانية، وتعني رئيس الشماسة ومنها الارشدياقن والشدياق)، وهم:

- أبو الخير ابن المسيحي الذي خدم الخليفة الناصر مدة طويلة، وأجزل الخليفة نعمته عليه وأعطاه مكتبة أمين الدولة بن التلميذ. كما كان أبو الخير رجل دين ورئيساً للشماسة.

- والمسيحي ابن أبي البقاء المعروف بابن العطار وكان الخليفة الناصر يعتمد عليه ويثق بأمانته، وأعطاه مهمة معالجة محظياته ونساء حاشيته كما ذكر القفطي والسامرائي في كتابه «مختصر تاريخ الطب العربي».

- أبو علي بن أبي الخير المسيحي ابن أبي البقاء؛ درس الطب على أبيه وأجاد الممارسة فيه وصار ساعوراً (رئيس الأطباء) في البيمارستان العضدي. وكان الخليفة يبعث به إلى الأمصار لمعالجة أصحابه من الأعيان والأمراء. إلا أنه فقد هذه المنزلة بعد وفاة أبيه، وآل أخيراً إلى النسيان من قبل الناس.

يعد أبو إسحاق في كتاب «نصارى بغداد» أبا نصر وأبا الخير أخوين، في حين لا يربط ابن أبي أصيبعة بين هؤلاء الأطباء الثلاثة بنسب، ويتكلم عنهم كما لم يكن بينهم قربى.

ذكر ابن أبي أصيبعة أن الخليفة الناصر لدين الله مرض في سنة 598هـ مرضاً شديداً. وكان المرض بالرمل، وعرض له في المثانة حصاة كبيرة مفرطة في الكبر، واشتد به الألم وطال المرض. وكان طبيبه أبو الخير المسيحي شيخاً مسناً وقد خدمه مدة طويلة، وكان خبيراً متقناً للصناعة، فلما امتد به المرض ضجر من المعالجات وأشار بأن تشق المثانة لإخراج الحصاة. فسأل عن حذاق الجراحين، فأُخبر برجل يقال له ابن عكاشة من ساكني الكرخ بجانب بغداد الغربي. فأُحضر وتفحص موضع المرض وأمره الخليفة ببطِّه. فقال ابن عكاشة: «احتاج أن أشاور مشايخ الأطباء في هذا». فقال له: «من تعرف ببغداد من صالحي هذه الصناعة؟» فقال: «يا مولانا أستاذي وشيخي أبو نصر بن المسيحي، ليس في البلاد بأسرها من يماثله». فقال له الخليفة: «اذهب إليه ومره بالحضور».

وفي القصة هذه يبدو أن الطبيب أبا الخير المسيحي لم يكن جرّاحاً، لذا رأى أن يستشير من يختص بالجراحة، فاستشار ابن عكاشة. وهذا الطبيب بالرغم من كونه جراحاً إلا أنه قدر الموقف من شخص الخليفة المريض، فطلب أستاذه أبا نصر المسيحي ليشاركه في هذه المسؤولية الكبيرة، فطلب أبو نصر من أبي الخير أن يعرّفه مبادئ المرض وأحواله وتغيراته وما عالج به الخليفة منذ أول المرض حتى مجيئه، ثم أخذ أبو نصر في مداواته، فسقاه ودهن موضع المرض بالأدهان الملينات فخرجت الحصاة في اليوم الثالث من غير بط (شق) فكافأه الخليفة بعشرة آلاف دينار تصدق منها بمئتين وخمسين ديناراً في بيعة سوق الثلاثاء؛ لأنه نذر إن انتهى الأمر بما يُرضي الخليفة أن يفعل ذلك.

ولأبي نصر العديد من الكتب أشهرها كتاب «الاقتضاب في الطب» لخصه من من كليات قانون ابن سينا على طريقة السؤال والجواب لخدمة طلبة العلم، ويحتوي على فقرات من التشخيص التفريقي لأمراض العين وجمع فيه جملاً وغرراً من علم الطب. و«انتخاب الاقتضاب» وهو اختصار لكتاب الاقتضاب.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.