مقاتل بن سليمان

Monday, May 29, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
مقاتل بن سليمان (… ـ 150هـ/… ـ 767 م) أبو الحسن، مقاتل بن سليمان بن بشير الأَزدي بالولاء، الخراساني، المروزي، البلخي،  كان من أهل بلخ ثم تحوَّل إلى مرو ومنها إلى البصرة ثم انتقل إلى بغداد وحدَّث بها.

كان مفسراً مشهوراً، ومتكلماً ومشاركاً في اللغة والقراءات، روى عن كثير من العلماء المشهورين منهم مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وأبي إسـحق السـبيعي، والضحاك بن مزاحم الهلالي، ومحمد بن مسلم الزهري وغيرهم.

وممن روى عنه بقية بن الوليد الحمصي وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وحرمي بن عمارة، وحمزة بن زياد الطوسي، وعلي بن الجعد، وغيرهم.

وقد اختلف العلماء في أمره؛ فمنهم من مدحه ووثقه في الرواية، ومنهم من ذمه ونسبه إلى الكذب والوضع، فمن الذين مدحوه وأشادوا بمكانته العلمية وخاصة في علم التفسير- كما ذكر المترجمون له-: الإمام محمد بن إدريس الشافعي، فقد حكي عنه أنَّه قال: «الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل بن سليمان في التفسير وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام». ويحيى ابن شبل حيث قال: «قال لي عباد بن كثير-: ما يمنعك من مقاتل ؟ قال، قلت: إن أهل بلادنا كرهوه! قال: فلا تكرهنه ! فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه». ومقاتل بن حيان وكان معاصراً له، حيث قيل له: «أَنت أعلم أم مقاتل ابن سليمان؟ قال: ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأَخضر في سائر البحور. وغيرهم».

ومن الذين ذمُّوه واتهموه بالوضع والكذب- وهم كثير- أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، حيث قال: «الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول اللهr «أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد  ويعرف بالمصلوب بالشَّام». ووكيع بن الجراح،  حيث قال: «مقاتل ابن سليمان لقيناه ولكنه كان كذاباً فلم نكتب عنه». وعبد الله بن المبارك، حيث سئل عن مقاتل بن سليمان، فقال: «ما أحسن تفسيره لو كان ثقة».

وقد رمي بالتشـبيه والتجسـيم والأخذ عـن الإسـرائليات (التراث اليهودي والنصراني). قال أبـو حاتم محمد بن حبان البستي: «مقاتل بن سليمان كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن العزيز الذي يوافق كتبهم، وكان مشبهاً يشبه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث».

ومن أطرف ما يروى عنه- كما ذكر المترجمون له-: ما روي عن أبي جعفر المنصور من أنه كان جالساً فألحَّ عليه ذباب، وجعل يقع على وجهه، وأكثر من السقوط عليه مراراً حتى أضجره، فقال المنصور: «انظروا من بالباب؟ فقيل له.. مقاتل بن سليمان فقال: علي به، فأذن لـه، فلما دخل عليه، قال لـه: هل تعلم لماذا خلق الله تعالى الذباب؟ قال: نعم ليذل الله« به الجبابرة، فسكت المنصور».

توفي مقاتل بن سـليمان بالبصرة بعد حياة حافلة بالنشـاط والعلم ودفن بها. وقد خلَّف تراثاً علمياً  لا يستهان به بالنظر إلى عصره الذي عاش فيه- فقد ذكر المترجمون له عدداً من المؤلفات في مختلف العلوم أهمها: تفسير «خمسمئة آية من القرآن» عن الأوامر والنواهي، «الناسـخ والمنسـوخ»، «الرد على القدرية»، «وجوه حرف القرآن»، «اللغات في القرآن»، «الجوابات في القرآن» وغيرها. وقد حُقق بعضها، ولا يزال بعضها مخطوطاً.
عبد العزيز الحاجي

مراجع للاستزادة:

ـ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا( دار الكتب العلمية، بيروت 1994م).

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد أو مدينة السلام، (دار الكتاب العربي، بيروت د.ت).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس (دار الثقافة، بيروت د.ت).

ـ فؤاد سيزكين، تاريخ التراث العربي، نقله إلى العربية فهمي أبو الفضل، راجعه: محمود فهمي حجازي (الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر د.ت).

ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب أرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي (مؤسسة الرسالة، بيروت 1995).

 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.