المكزون السنجاري

Tuesday, May 30, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
المكزون السنجاري (583 ـ 638هـ/1187 ـ 1240م) الأمير عز الدين أبو محمد الحسن ابن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري، الفارس الشاعر العالم. اختُلف في نسبه، فأُعيد إلى أصول عربية، ونُسب إلى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، ورُدّ إلى أصول فارسية. وتباينت الآراء في إمارته على سنجار أو على قبيلة عربية - قطنت بعض نواحيها- هاجر بها إلى بلاد الساحل الشامي. وسبب ذلك إعراض أصحاب كتب التراجم عن ذكره، لذلك وقع الاضطراب في أسماء أجداده وفي مواقع إقامته وحركته.

ولد في سنجار، ونشأ في رعاية والده الأمير  الذي وجهه نحو مجالس العلم، وحفظ القرآن الكريم وحصَّل ثقافة كبيرة من معارف عصره كالفقه والعقائد وعلم الكلام والفلسفة والتصوف وعلوم العربية وغير ذلك مما شاع في بيئته، واستهواه الأدب، فطالع آثار الأقدمين واستذكر أشعارهم، فنمت موهبة الشعر عنده، وصار شاعراً ناثراً بليغاً، وعالماً مصنفاً في الفقه وسواه.

كان المكزون السنجاري نصيري المذهب، ويروى أنه قاد حملة إلى الساحل الشامي لينصر أبناء مذهبه الذين اشتدت عليهم وطأة الصليبيين، وأذى الإسماعيليين وحلفائهم الأكراد، لكنه أخفق فأعاد الكرّة حتى استطاع أن يقضي على نفوذ خصومه، ويبعد أذاهم، واستقر له الأمر،فنظم أمور جماعته، ثم انصرف إلى العبادة بعد تصوفه لمرض ألم به، كان يعاوده مرة بعد مرة إلى أن مات.

وللمكزون السنجاري شعر كثير، حوى طائفة من أغراض الشعر وموضوعاته، ولكن غلب عليه الاتجاه الديني، ومنه التوحيد والتشيع والتصوف والجدل المذهبي، وقد عارض «تائية» ابن الفارض[ر] فرد عليه بعض معتقداته.

ولا يختلف أسلوبه عن أسلوب شعراء عصره، فقد جمع فيه بين الجزالة والمتانة، وبين الصنعة البديعية وحسن التشبيه، وبين غموض التصوف ووضوح التوحيد، ومال في تعبيره إلى الرمز على طريقة شعراء الصوفية، وأوضح توجهه هذا في قوله :

قالوا تحدّثْ بالصــحيـ                ح من الحديث بغير رمز

فأجبتهم هل عاقــــل                 يرمي الكنوز بغير حرز

ومن شعره في التوحيد قوله:

تعالت ذات مولاي                                عن الحيز والوصــف

وعما حال بالشكل                                وما يلحظ بالطــــرف

وعن قول حلوليّ                                  حوى المقصود بالظَّرف

ومن شعره في التصوف قوله :

صفا جسدي حتى بدا منه قلبه             وشفّ إلى أن  بان ما فيه من ســّر

فغيّب سر القلب قلبي وقالبي               كما غاب لون الماء والكأس في الخمر

ونثره متين السبك، أنيق العبارة، حسن الصناعة، كثير الرمز والاستعارة والاقتباس القرآني، قليل السجع، خالٍ من التكلف. ومنه قوله في مقدمة رسالته «تزكية النفس»:

«أما بعد، فإني لما رجعت إلى مدينة سنجار بعد الهجرة، وقد أويت إلى ظل مَدْين، ووردت ماءها، وأجرت نفسي، وقضيت الأجل، وأكملت العدة، وخرجت مستأنسا نار الهداية من وادي التجلي في مفازة الخير، وسمعت النداء من الشجرة المباركة العالية عن حدود الأين، بواسطة الداعي ووحي العقل، سألني من وجب حقه علي....أن أبين الظواهر الأصلية ومجازها وحقيقتها...».

ومن آثاره الباقية ديوان شعره، ورسالة تزكية النفس في معرفة العبادات الخمس، ومجموع أدعية.

 

 

محمود سالم محمد
مراجع  للاستزادة:

ـ حامد حسن، المكزون السنجاري بين الإمارة والشعر والتصوف والفلسفة ( دار مجلة الثقافة، دمشق1981م).

ـ أسعد علي، معرفة الله والمكزون السنجاري، تحقيق ودراسة (دار الرائد العربي، بيروت 1981م).

ـ أحمد علي الحسن، المكزون السنجاري في حمين  (الدار السورية للدراسات، حمص 2005م).

ـ عمر فروخ،  تاريخ  الأدب العربي (دار العلم للملايين، بيروت 1997م).


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.