
هی أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصی القرشیة ، الهاشمیة ، واُمها غزیة بنت قیس بن طریق الفهریة ، الهاشمیة .ابنة عم النبی (صلى الله علیه وآله) ، واحدى الصحابیات الشهیرات ، ومن ربات الفصاحة والبلاغة والشجاعة والثبات فی العقیدة ، وکانت شاعرة .
کانت تسکن المدینة المنورة ، تزوجها أبو وداعة بن صبرة بن سعید السهمی ، فولدت له المطلب وأبا سفیان وأُم جمیل واُم حکیم .
وفدت على معاویة بن أبی سفیان بعد أن ولی الحکم بالشام ، وکانت أغلظ الوفدات علیه ، حیث أسمعته ومن معه کلاماً جارحاً .
دخلت على معاویة وهی عجوز کبیرة ، فلما رآها قال : مرحباً بک یا عمة ، قالت : کیف أنت یا ابن أخی ، لقد کفرت بعدی بالنعمة ، واسأت لابن عمک الصحبة ، وتسمیت بغیر اسمک ، وأخذت غیر حقک ، بغیر بلاء کان منک ولا من آبائک فی الاسلام ، ولقد کفرتم بما جاء به محمّد (صلى الله علیه وآله) ، فأقعس الله منکم الجدود ، وأصعر منکم الخدود ، حتى رد الله الحق إلى أهله وکانت کلمة الله هی العلیا ، ونبینا محمّد (صلى الله علیه وآله) هو المنصور على من ناوأه ولو کره المشرکون .
فکنا أهل البیت أعظم الناس فی الدین حظاً ونصیباً وقدرا ، حتى قبض الله نبیه (صلى الله علیه وآله) مغفوراً ذنبه ، مرفوعاً درجته ، شریفاً عند الله مرضیا . . .واستمرت فی زجرها لمعاویة موبخة له ولأسلافه .
قال عمرو بن العاص ، وکان حاضراً عند معاویة : أیتها العجوز الضالة اقصری من قولک وغضی منه طرفک .
قالت : ومن أنت لا اُم لک؟
قال : عمرو بن العاص .
قالت : یا ابن اللخناء النابغة أتکلمنی؟ أربع على ضلعک ، واعن بشأن نفسک ، فوالله ما أنت من قریش فی اللباب من حسبها ، ولا کریم منصبها ، ولقد ادعاک ستة من قریش کلهم یزعم أنه أبوک ، ولقد رأیت اُمک أیام منى بمکة مع کل عبد عاهر ، فأتمّ بهم فانک بهم أشبه .
فقال مروان بن الحکم : أیتها العجوز الضالة ساخ بصرک مع ذهاب عقلک ، فلا تجوز شهادتک .
قالت : یا بنی أتتکلم؟ فوالله لأنت إلى سفیان بن الحارث بن کلده أشبه منک بالحکم ، وانک لشبهه فی زرقة عینیک وحمرة شعرک ، مع قصر قامته وظاهر دمامته ، ولقد رأیت الحکم ماد القامة ظاهر الامة وسبط الشعر ، وما بینکما من قرابة الا کقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب ، فاسأل اُمک عما ذکرت لک فانها تخبرک بشأن أبیک ان صدقت .
ثم استمرت فی کلامها موبخة لمعاویة عاتبة علیه لعدائه وخصومته للإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) .
وعند انصرافها من عند معاویة أمر لها بستة الاف دینار ، وقال لها : یا عمة انفقی هذه فی ما تحبین ، فاذا احتجتینی فاکتبی إلى ابن أخیک یحسن صفدک ومعونتک ان شاء الله .
توفیت أیام معاویة بن أبی سفیان بالمدینة المنورة حدود سنة 50هـ . ومن شعرها فی الرد على هند اُم معاویة لفرحها وابتهاجها یوم أُحد بعد مقتل حمزة سید الشهداء :
یا بنت رقّاع عظیم الکفر***خزیت فی بدر وغیر بدرِ
صبَّحک الله قبیل الفَجر***بالهاشمیین الطوال الزهر
بکل قطاع حسام یفری***حمزة لیثی وعلی صقری
رام شبیب وأبوک غدری***أعطیتِ وحشیاً ضمیر الصدر
هتَّک وحشی حجاب الستر***ما للبغایا بعدها من فخر
ومن شعرها فی مدح الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی مجلس معاویة بن أبی سفیان :
ألا یا عین ویحک أسعدینا***ألا وابکی أمیر المؤمنینا
رزینا خیر من رکب المطایا***وفارسها ومن رکب السفینا
ومن لبس النعال أو احتذاها***ومن قرأ المثانی والمئینا
اذا استقبلت وجه أبی حسین***رأیت البدر راع الناظرینا
ولا والله لا انسى علیاً***وحسن صلاته فی الراکعینا
أفی الشهر الحرام فجعتمونا***بخیر الناس طراً أجمعینا
المراجع :
أعیان الشیعة 3/245 ، الدر المنثور فی طبقات ربات الخدور ص25 وص26 ، أعلام النساء المؤمنات 99 ـ 103 ، تراجم أعلام النساء 1/215 و216 ، بلاغات النساء ص43 ـ 46 ، أعلام النساء 1/28 ـ 31 ، الأعلام 1/290 ، الطبقات الکبرى لابن سعد 8/50 ، تاریخ أبو الفداء 2/103 ، جمهرة أنساب العرب ص164 ، الاصابة 4/227 ، ریاحین الشریعة (فارسی) 3/333 و338 ، لغت نامه دهخدا (فارسی) 5/1931 .