أبو محمد جابر بن أفلح، عالم ریاضی وفلکی اشتهر فی القرن السادس الهجری/الثانی عشر المیلادی. ولد فی إشبیلیة وفیها تلقى علومه الأساسیة، ثم ما لبث أن هاجر إلى قرطبة واستقر فیها بقیة حیاته وبها دفن.
درس جابر العلوم الریاضیة والفلکیة وأولاها عنایة کبیرة. ولقد استفاد جابر بن أفلح من خبرة کبار علماء العرب والمسلمین فی هذین المجالین. کما قام بإنشاء أول مرصد فی الأندلس والذی یعد فی ذلک الوقت أول مرصد فی أوروبا وعمل فیه جمیع تجاربه الفلکیة التی بنى علیها ملاحظاته وانتقاداته للنظام البطلیموسی الکواکبی.
وتعود شهرة جابر بن أفلح الحقیقیة فی مجال الریاضیات إلى ابتکاره بعض النظریات الهامة والضروریة لحل المثلثات الکرویة، فهو صاحب قانون جابر المعروف فی الغرب باسم Gober law المعبر عن علاقة جیوب وجیوب تمام الزوایا وأضلاع المثلث المقابلة لها وینص على (جتا ب = جتاب جاأ).
أما فی مجال الفلک فتعود شهرته إلى تصحیحه الأخطاء الخطیرة التی انزلق فیها بطلیموس فی کتابه المجسطی، وکذلک إلى نتائجه فی إثبات أن الزهرة والمریخ أقرب إلى کوکب الأرض من الشمس. کما کان له الفضل والإبداع فی اکتشاف بعض آلات الرصد التی کانت تستخدم فی مراکز الرصد فی الأندلس.
لقد نال جابر بن أفلح شهرة عظیمة فی مؤلفه کتاب الهیئة أو إصلاح المجسطی الذی ضمنه بعض الملاحظات الهامة على کتاب المجسطی لبطلیموس وخاصة فی نظریة الکواکب السیارة.
وقد أولى علماء أوروبا کتاب الهیئة لجابر اهتماما کبیرا فترجموه إلى اللغة اللاتینیة ومنه إلى لغات شرقیة وغربیة عدیدة.
