قطب الدين أيبك

Sunday, October 19, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
قطب الدين أيبك

(… ـ 607هـ / … ـ 1210م) قطب الدين أيبك التركماني، أسس في الهند دولة السلاطين المماليك التي عرفت باسم سلطنة دهلي (دلهي). وهي أول دولة مستقلة في الهند، وكانت من قبل تتبع سلاطين غزنة من الغوريين.

كان قطب الدين مملوكا للسلطان شهاب الدين محمد بن سام الغوري. حُمل عبداً من تركستان، فاشتراه قاضي نيسابور فخر الدين عبد العزيز، وعني بتربيته وتعليمه مع أولاده علوم القرآن والسنة والفروسية ورمي القوس، واشتهر بجرأته وبسالته. باعه أبناء القاضي بعد موته إلى تاجر حمله إلى غزنة، حيث دخل في مُلك السلطان الغوري ولفت وفاؤه وبسالته نظر سيده حين هبّ لنجدته في معركة هُزم فيها أمام الخوارزمية. فعينه  أمير آخور (أمير اصطبلاته) ورافق السلطان إلى الهند في إحدى حملاته (588هـ /1192م)، ففتحت لاهور على يده وهذا مامكّن السلطان من الانتصار على ملك آجمير (مدينة جنوب غربي دهلي) فتأكدت سيادة الغوريين على شمالي الهند. وأصبح طريق دهلي مفتوحاً أمامهم. فزاد إعجاب السلطان به، ومنحه اللقب العسكري الفارسي «آسبه سالار» (مقدم الجند أو القائد العام). وعينه نائباً عنه في أملاكه في الهند.

اتخذ قطب الدين لاهور عاصمة له . فكان المتصرف الفعلي والقابض على زمام الأمور هناك . وظل يتمتع بثقة السلطان مع ما روّجه الوشاة عنه برغبته في الانفصال. ولما حاول الراجبوت استرجاع نفوذهم، بزعامة راجا قنّوج (جنوب شرقي دهلي)، تقدم أيبك بقواته، طليعة لقوات سيده الآتية من غزنة (590هـ/1194م). فانتصرا على الراجبوت وفتحا بنارس (جنوب شرقي دهلي وقنوج). وتمكنت قوات قطب الدين سنة 595هـ/1197م من ضم إقليمي بِهار والبنغال ثم نهر واله في عام 598هـ/1202م، ودخلت جيوشه دهلي في العام التالي فنقل عاصمته إليها. وبرهن أيبك على ولائه لسيده مرة أخرى حين ساعده (601هـ/1204م) على من ثار به من حكام الهند، إثر شيوع خبر مقتله في إحدى المعارك.

ولما قتل السلطان في العام التالي، وشُغل الغوريون بخلافاتهم الداخلية، انفرد أيبك بحكم الهند، بموافقة القواد الأتراك، الذين كانوا يعلمون برغبة السلطان في أن يظل أيبك في منصبه. فعمل على تصريف الأمور واستتباب الأمن في ولايته. وأرسل محمود بن غياث الدين خليفة السلطان محمد الغوري شهاب الدين إلى أيبك، بكتاب عتقه، وأقطعه ما تحت يده. ولكن أيبك ظل يخطب لمحمود بن غياث الدين ويضرب السكة باسمه. ودفع ولاء أيبك للغوريين إلى أن يهدد «إيلدِز» كبير مماليك الغورية، الذي استبدَّ بغزنة (604هـ/1207م) ليعود إلى الطاعة. وطرد أيبك إيلدز من البنجاب عندما حاول إلحاقها بحكمه في غزنة. ثم عمل أيبك على تحسين علاقاته بإيلدز وبغيره من حكام الدويلات التي قامت على أنقاض الدولة الغورية، بعد وفاة محمود بن غياث الدين (609هـ/1212م)، عن طريق علاقات المصاهرة التي عقدها معهم. فتزوج من ابنة إيلدز. وزوَّج أخته ناصر الدين قُباجة حاكم السند. وخطَّب ابنته مملوكه وقائده إيلتتمش[ر] .

خضعت لحكم أيبك، المناطق الممتدة من ماوراء دهلي جنوباً إلى لاهور شمالاً، ومن الكجرات غرباً، إلى البنغال شرقاً. وكانت المساجد والمدارس تقام حيث تصل جيوشه.

اشتهر أيبك بالعدل وحسن الإدارة والكرم. وقد أحسن معاملة رعاياه الهندوس وأنفق على الفقراء ، حتى لقب «لَك بَخْش» (عن الفارسية معطي مئة ألف).

بدأ أيبك ببناء المسجد الكبير في دهلي، ودعاه «مسجد قوة الإسلام» وتمّ البناء في عهد خلفه. وبنى مسجداً آخر في أجمير ما يزال يحمل اسمه. وتوفي في لاهور إثر تقطر فرسه به وهو يلعب  الصوالجة  وخلفه ابنه آرام شاه وكان صغير السن قليل الخبرة، فاستدعى رجال الدولة مملوكه إيلتتمش لتسلم الحكم.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.