بيهم الجزائري

عادلة

Sunday, November 23, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عادلة

(1900 ـ 1975) عادلة بيهم الجزائري، رائدة الحركة النسائية في القطر العربي السوري. ولدت في بيروت، وتلقت علومها في معهد «الدياكونيز» الألماني. وكان أُستاذها في اللغة العربية العلاّمة الشيخ عبد الله البستاني.

كان منهجها في الحياة والتفكير في سنّ مبكرة، الشعور العربي القومي التحرري. وذلك استجابة تلقائية لعوامل تفاعلت في نفسها وانفعلت لها انفعال البيئة التي تكتنفها والمجتمع الذي تعيش فيه.

وكان الطغيان التركي على أشدِّه، يعمل بضراوة وقسوة على اضطهاد العرب وتتريكهم، فقام لفيف من المفكرين والسياسيين والنواب والعسكريين العرب بتأسيس جمعيات سرية تهدف إلى الدفاع عن الوجود العربي واستقلاله. وكانت عادلة بيهم الجزائري على صلة مع بعض المنتمين إلى هذه الجمعيات، فقامت ببعض المهمات الدقيقة، كما كتبت مقالات في صحيفتي «المفيد» و«الفتى العربي» لأصحابها الشهيد عبد الغني العريسي ورفقائه من الشهداء الأبرار، بتوقيع «الفتاة العربية نزيلة الأستانة»، تحث فيها الفتيات العربيات على العمل مع الرجال لصيانة كيانهن العربي.

تزوجت من الأمير مختار عبد القادر الجزائري، فاستقرت في دمشق إذ أخذت تسعى بحماسة إلى الإسهام في الأعمال المنتظمة الجماعية ليُكتب لها الاستمرار والنجاح والتأثير في حياة المجتمع، فشاركت مع زميلات لها في الخطوط الخلفية أثناء الثورة السورية عام 1925، في دعم الثوار ومساعدتهم، وتأليف لجنة لإغاثة أسر الثوار والشهداء وإسعافهم.

شاركت في عام 1927 في تأسيس جمعية «يقظة المرأة الشامية» التي كانت تهدف إلى تشجيع اليد العاملة النسائية في الريف وإحياء الصناعات اليدوية القديمة وتطويرها. وأسست مع زميلاتها معاهد «دوحة الأدب»، التي وُلدت في معترك النضال مع كل المعوّقات والعقبات التي اعترضته ومعارضة السلطة الفرنسية. كان هدفها أن تضمن لبنات الوطن تنشئة قومية عربية تقدمية لا تتوافر لهن في المدارس الأجنبية، وتهيئهن ليشاركن في حياة الوطن، ويتحملن أعباء النضال القومي، ويعملن على تطوير البنيان الاجتماعي. وهكذا أُسِّست جمعية «دوحة الأدب» في اجتماع كبير عقد في مقر المجمع العلمي العربي. وكانت مع الداخلين على لجنة «كراين» الأمريكية رافضة الوصاية والحماية والانتداب ومطالبة لبلادها بالاستقلال التام.

شاركت عادلة بيهم في تأسيس (جمعية يقظة الفتاة العربية)، وأَسَّست (جمعية الأمور الخيرية للفتيات العربيات)، بناديها ومدرسيها، كما أَسَّست لجنة تشرف على دار للصناعة اليدوية، تُقدم للعاملات اللواتي يعملن في مختلف الحرف التقليدية فيها وجبات الطعام مع الأجور.

وضعت عادلة بيهم مع زميلاتها عام 1933 نواة الاتحاد النسائي العربي السوري الذي ابتدأ بثلاث جمعيات نسائية، وصار بعد ذلك يضم أربع عشرة جمعية، وانتخبت رئيسة له، وبقيت في هذا المنصب حتى عام 1967 إذ غدت رئيسته الفخرية.

لم يقتصر نشاط عادلة بيهم على العمل في الميدان الداخلي، بل تجاوزه إلى الميدانين العربي والدولي، فكانت إحدى المؤسِّسات للاتحاد النسائي العربي العام، ومثَّلت سورية في لجنة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة غير مرة.

واعترافاً بفضلها وتقديرا لأعمالها، أطلقت وزارة التربية اسمها على المدرسة الجديدة في شارع ناظم باشا (المهاجرين) قرب مكان سكنها، كما منحها الرئيس الراحل حافظ الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة بالمرسوم (242) تاريخ 6/5/1975 تقديراً لكفاحها الطويل وخدماتها الجلّى في سبيل تقدم المرأة العربية.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.